العملية التي نفذها الشهيد مهند الحلبي في البلدة القديمة بالقدس كانت أولى المحطات باتجاه انتفاضة نوعية، انها بداية هبّة القدس فاتحة الردود الحقيقية عل قمع الاحتلال، كسرت الجمود وأسقطت الرهانات والحسابات، ومضت الهبّة الشعبية في تصاعد مغلقة كل الأبواب، في وجوه المتقاعسين وهواة القفز على الانجازات، والمبدعون في اجهاض واحباط كل خطوات رفع الاذلال وكسر أنف الاحتلال.
وجاءت العملية التي نفذها الشهيد مهند العقبي في بئر السبع.. فقد التقط الشعلة ليواصل جيل الانتفاضة الثالثة الطريق، فاهتز المترددون والمتفرجون، وتعالت صرخات الاحتلال وتصاعدت بربريته، وبدأت اسرائيل تشعر بالخوف وعدم الأمان، ولم ينفعها "الاستنجاد" بالآخرين وحثهم لمشاركتها في قمع هبّة القدس، المحطة الثانية التي بدأها مهند العقبي، أدخلت هبّة القدس في مرحلة جديدة، وجاءت العملية التي نفذها الشهيد نشأت ملحم في تل أبيب بداية لمرحلة جديدة، من حيث القدرة والتمكن والأدوات المستخدمة، ونوعية العلميات، فسيطر الرعب على الاسرائيليين، وراحوا يكيلون الاتهام لحكومتهم، وبدأ المستوى العسكري يتخبط، فكثف من عمليات الاعدام الاجرامية .. دون جدوى.. عملية نشأت ملحم نسجت خيوط مرحلة ما قبل الانتفاضة الثالثة، الانتفاضة التي تسقط كل الحواجز وتشطب كل الخطوط الحمراء وتفضح كل الرهانات والحسابات، وتفرض على الاخرين من مترددين ومتفرجين اللحاق بالمركب فلا آخر غيره، الا السقوط والذوبان والتلاشي.
وتقول دوائر متابعة لـ (المنــار) أن دراسة متأنية لما تشهده الساحة الفلسطينية.. وتتابع المحطات.. وتحديد المراحل، تؤكد أن الانتفاضة الثالثة قادمة، وهي ستكون أكثر ايلاما للاحتلال، انتفاضة باشكال جديدة، صدامات مسلحة، وعمليات نوعية، واستهداف لمواقع حيوية، انتفاضة تفرض واقعا جديدا، يفرض على اسرائيل يفرض على اسرائيل التوقف عن ممارساتها الاجرامية، والتراجع عن سياسة التعنت، والتوجه نحو حلول عادلة بعيدا عن المماطلة واللف والدوران، انتفاضة تثبت لصناع القرار في الساحة الفلسطينية عقم رهاناتهم، على هذا الطرف أو ذاك، انتفاضة نوعية تؤكد فشل سياسات ارتهنت لواشنطن، سنوات طويلة، دون فائدة.
انها محطات بارزة صنعتها دماء "المهندين" و "نشأت" .. وأنارت الطريق لجيل الانتفاضة الثالثة.. محطات هي في الخقيقة مراحل مليئة بالتطورات الايجابية تعيد ال شعب فلسطين الأمل وتؤسس لقيادات جديدة، تأخذ على عاتقها مسؤولية مواصلة المشوار وقيادة المسيرة وصلا الى الاهداف المرجوة، باسلحة جديدة، وأشكال نضال حقيقية، وبخيارات تؤلم الاحتلال، لا أن تمنحه الراحة ومواصلة سياساته الاجرامية ومخططاته الاستيطانية.