2024-11-24 09:46 م

خفايا تشكيل التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب.. وأسئلة لمصر والأردن والسلطة؟!

2015-12-18
القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي/ الاعلان الوهابي السعودي عن تشكيل التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب، هو بمثابة "استغاثة سعودية" لأن المملكة الوهابية على شفير الهاوية، وتبحث عن من ينقذها من الهزائم التي تلحق بها، وحفظ ماء الوجه، فالنظام الوهابي مهزوم في اليمن ومهزوم في سوريا.
واعلان نظام آل سعود عن هذا "التحالف الشكل الطائفي" يثير الاستهزاء ويسيء لشعوب تلك الدول التي أدرجتها الرياض في لائحة التحالف المذكور، واستخفاف بها، ثم أن غالبية هذه الدول لا تملك القدرة العسكرية للمشاركة في مكافحة الارهاب.
هذا الاعلان ينم عن قصر نظر، وجهل وحماقة، فالصبي محمد سلمان الذي يتولى وزارة الدفاع يقدم دليلا آخر على مراهقته وصبيانيته، اضافة الى أن الاعلان الوهابي السعودي يستخف بقيادة الدول، ويرى فيها مجرد لاهثة وراء الخزائن المالية السعودية، والنظام الوهابي السعودي الذي فقد أعدادا كبيرة من جنوده في اليمن، وبالتالي، يخشى انفجار التذمر في نجد والحجاز، خاصة بعد قتل عدد من ضباطه، وهو يريد قواتا تخوض حربه العدوانية في أكثر من ساحة، وترى هذه الدوائر أن الاعلان السعودي يهدف الى اشاعة أجواء تهدئة وطمأنينة في المملكة الوهابية.
كيف يدعو وزير الدفاع المملكة الوهابية الى محاربة الارهاب، وبلاده ترعى هذا الارهاب وتدعم العصابات الارهابية في سوريا منذ خمس سنوات، وتكشف الدوائر أن هذا الاعلان الغرض الاساس منه شق وحدة المسلمين وصفوفهم، بالدعوة الى حلف سني، وفتح الأبواب أمام اسرائيل لتدخل في هذا الحلف المشبوه، وهنا تتضح الابعاد الخطيرة للدور السعودي الوهابي، وفي مقدمتها، الاساءة للاسلام ، وشق صفوف المسلمين، من قبل "محور اعتدال" موسع.
النظام الوهابي السعودي أثاره الدور الروسي الجديد في مكافحة الارهاب، أي العمل على اجتثاث العصابات الارهابية في سوريا التي ترعاها المملكة الوهابية، فأقدم على الاعلان عن تشكيل التحالف السني، وغالبية الدول التي تضمنها الحلف المذكور، لم تنشر!!
والعديد من دول التحالف لا تمتلك قدرات عسكرية، لكن، زج أسمائها بفعل رشى مالية، لكن، هناك دول كبيرة وقادرة، وتمتلك جيوشا كمصر والباكستان وتركيا، وهي تشكل مه المملكة السعودية الوهابية ودولة الامارات القواعد الاساسية للحلف المذكور.
والسؤال الذي يطرح ، هنا، هو: هل عادت مصر عن موقفها، وهل ستقبل أن تنحني تحت جناح آل سعود، الذين أعلنوا عن تقديم دعم مالي ضخم! أليست مصر قلقة مما يحاك ضدها في اطار هذه "التوليفة" ، وهل ستوافق على لعبة اعادة تشكيل التحالفات باعداد سعودي اسرائيلي أمريكي!!
لقد طلب من مصر مشاركة قوات من جيشها في محاربة الارهاب في سوريا، ولم تقم بهذه الخطوة، فأي ارهاب يتحدث عنه آل سعود ويريدون من التحالف الجديد المعلن محاربته، الارهاب الاسرائيلي سيكون مستهدفا؟!
ان انزلاق مصر وانجرافها وراء النظام الوهابي السعودي يهدد سيادة مصر وتطلعاتها، ويبقي على دورها محاصرا مستهدفا، من الكثيرين، ومنهم من هم أعضاء في "التحالف السني" ، هذا القناع يخفي عنه الكثير من النوايا السيئة والاهداف الخبيثة.
أما بالنسبة للاردن، فهي سمحت باستباحة أراضيها من جانب الارهابيين في تسللهم الى الاراضي السورية، ونقطة انطلاق لعصابات الارهاب المدعومة سعوديا، علاوة على على اقامة المعسكرات لتدريب الارهابيين، كل هذا والاردن يعلم تماما أن النظام السعودي ارهابي، وراعيا للارهاب، وبالتالي، ولمصلحة الاردن أن تبتعد عن الانخراط في السياسات السعودية الاجرامية، فالحلال بيّن والحرام بيّن..!! واستغفال الشعوب جريمة وخطا كبير، فهي تتمتع بالوعي ومخطىء من يقلل منه.
والسلطة الفلسطينية التي أدرج اسمها في قائمة عضوية التحالف الشرير، فماذا جرى كي تقبل بذلك.. وتعلن أنها استشيرت من جانب الارهابيين الوهابيين في السعودية.. فهل حررنا الوطن من ارهاب اسرائيل؟! وبالتأكيد قيادة السلطة تدرك ومتأكدة بأن محاربة ارهاب اسرائيل ليس مطروحا على أجندة "التحالف الاسلامي"، فلماذا تقبل على نفسها الانضمام اليه، ثم، ماذا ستقدم السلطة لهذا التحالف المشبوه، قوات مارينز أم صواريخ باتريوت، أم قاذفات كروز وبي 52؟!!!