بات القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون جاهزا لاستقبال زواره في جناحه الخاص بالمتحف المصري المطل على ميدان التحرير بوسط القاهرة، وذلك بعد نجاح خبراء ألمان في إعادة تثبيت لحيته خلال تسعة أسابيع حظي فيها القناع برعاية أقرب إلى غرفة العناية الفائقة.
وكما كان اكتشاف مقبرة الملك الملقب بالفرعون الذهبي عام 1922 حدثا مدويا على مستوى العالم، حيث حظي ترميم لحية القناع وإعادتها إلى الذقن، باهتمام واسع جسده تزاحم عشرات الكاميرات لقنوات تلفزيونية وممثلي وسائل إعلام مختلفة، من أجل تصوير عودة القناع إلى جناح الملك. والقناع المصنوع من الذهب المطروق المصقول يزن 11 كيلوغراما وكان يغطي رأس مومياء الملك. ويمثل القناع غطاء رأس ملكي له لحية مستعارة وعقد من ثلاثة أفرع وقلادة على الصدر وتعلو جبهته أنثى العقاب وثعبان الكوبرا للحماية ويوجد في الأذنين ثقبان لتثبيت القرط فيهما.
ويعد القناع صورة للملك من أجل أن تتمكن روحه من التعرف على موميائه ولتكتمل عملية البعث في العالم الآخر وفقا لعقيدة المصريين القدماء.
وأضاف أن اللحية كانت منفصلة عن القناع عند اكتشاف المقبرة عام 1922 وتم تثبيتها في نهاية الأربعينيات، ثم تعرضت للفك في أغسطس/ اب 2014 أثناء إعادة إصلاح إضاءة واجهة العرض الخاصة بالقناع.
وأعلن الوزير المصري أن عملية الترميم -التي جرت بعد "دراسة متكاملة للقناع لم يحظ بها من قبل، حيث أسفرت الدراسة عن "كشف أثري جديد" داخل تجويف اللحية يتمثل في "أنبوب من الذهب" كان مستخدما في تعشيق اللحية بذقن القناع كما تم الكشف عن استخدام المصري القديم لمادة شمع العسل في تثبيت الذقن المستعارة بالقناع.
وقدم المسؤول العلمي عن فريق الترميم الألماني كريستيان إيكمان في المؤتمر الصحفي شرحا مفصلا مدعوما بصور فوتوغرافية لتاريخ القناع منذ عام 1922 ومنها صورة للملك الراحل فاروق في الأربعينيات أمام القناع وبجواره اللحية منفصلة عنه قبل تثبيتها. كما سجلت الصور أيضا رحلة القناع إلى "غرفة العناية المركزة" وهو محمول إليها فوق محفة ويحيط بها خبراء الترميم طوال الأسابيع التسعة الماضية وأوضح أن عملية الترميم لم تستخدم فيها مواد كيميائية لإذابة المادة اللاصقة التي استخدمت في السابق في لصق اللحية وإنما استخدمت طرق ميكانيكية لإزالة المادة اللاصقة بأدوات خشبية "حتى لا يخدش القناع" ثم استخدم شمع العسل "وهي المادة الأصلية التي استخدمها المصري القديم" في إعادة تثبيت اللحية.