هذه الجريمة التركية تؤكد من جديد الدور التخريب لنظام أردوغان في المنطقة، ضد الأمة العربية، وخطورة المهام الموكلة اليه من الولايات المتحدة، حيث تركيا هي عضو في حلف الأطلسي، الدرع الحامي لاسرائيل، فتركيا طرف رئيس في المؤامرة الارهابية التي تستهدف تدمير الدولة السورية.
واسقاط تركيا للطائرة الروسية، له مؤشرات ودلائل وتداعيات خطيرة، فهو من جهة سيعزز الموقف الروسي ودور موسكو في مكافحة الارهاب، وسلامة موقفه من المشاركة الفعلية المدروسة في محارية الارهاب داخل سوريا، ويمنحه الحق في ملاحقته أينما تواجد. فالدور الروسي ايجابي على عكس أدوار المتآمرين على الشعب السوري الداعمة للارهاب كأمريكا واسرائيل وتركيا والمملكة الوهابية السعودية ومشيخة قطر.
ومن جهة ثانية، فروسيا التي تعلم وتدرك الدور التركي وارتباطات نظام اردوغان، لن تسمح بمزيد من التطاول بخطوات قيد الدرس في موسكو، لكن، من بيها، تصفية واقتلاع المجموعات الارهابية التي تنتقل بحرية على الحدود التركية السورية، وشل قدرة النظام التركي على اسناد ودعم الارهابيين، من خلال تأمين منطقة الحدود، وهذا ما يخشاه أردوغان وزمرته.
ومن جهة ثالثة، فان هذا الحادث الاجرامي الذي ارتكبته تركيا ضد الطائرة الروسية، سيزيد من عزيمة موسكو نحو ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، خاصة وأن النجاحات الروسية، وصمود الدولة السورية أفقد واشنطن والرياض وأنقرة أعصابها، فهي جهات غير معنية بوقف القتال في الأراضي السورية، وغير معنية أيضا بمكافحة الارهاب فهي الجهات التي ترعاه وتموله، وتتلاقى على خطط دعم جرائمه البشعة في أكثر من ساحة.
يذكر أن هذا العدوان التركي على الطائرة الحربية الروسية المشاركة في ضرب الارهاب داخل سوريا، تأتي في ظل جولة هامة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنطقة، وطهران أهم محطاتها، اضافة الى زيارة وفد عسكري روسي بقيادة وزير الدفاع الى العاصمة المصرية، وهي تحركات من بين أهدافها تشكيل جبهة واسعة لمكافحة الارهاب، ردا على التحالف الكاذب لمحاربته بقيادة الولايات المتحدة.
وباسقاط الطائرة الحربية الروسية، تكون المنطقة قد دخلت منعطفا جديدا وخطيرا، لكن، المؤكد أن روسيا اخذة في ترسيخ أقدامها في هذه المنطقة المشتعلة، دور يجهض مخططات وسياسات الولايات المتحدة وحلفائها.
* أولى خطوات الرد الروسي على الاعتداء التركي، هو الغاء وزير خارجية روسيا زيارته لأنقرة؟!