عمان/ أكد سياسيون وحزبيون أهمية الهبة الفلسطينية وانعكاساتها، ليس على الواقع الفلسطيني فقط، وإنما على الصعيد الإقليمي والعربي أيضاً، موضحين أنها أعادت القضية الفلسطينية مرة أخرى للصدارة.
جاء ذلك خلال مهرجان أقامه ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، أول من أمس في قاعة الرشيد بمجمع النقابات المهنية، تحت شعار "دعماً لانتفاضة الشعب العربي الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال".
وقالت الرئيس السابق لاتحاد المرأة آمنة الزعبي "إن الداخل الفلسطيني منقسم على نفسه، والجوار العربي منشغل بأزماته وجراحه وحروبه، والعالم لم يعد يتعرض لضغوط حقيقية لحل القضية الفلسطينية، فأصبحت موسمية تعاد على المنابر الدولية والإقليمية دون فاعلية"، مؤكدة أن فلسطين وتحريرها له بوصلة واحدة فقط لا غير هي المقاومة.
من جانبه، أكد وزير الصحة الأسبق الدكتور ممدوح العبادي أن الشباب الفلسطيني ثار وانتفض ليسطر ربيعاً فلسطينياً بدمائه الزكية، موجها رسالة إلى العالم هي "إن لم تتحركوا لدعم حقوقنا، فسنحفظ حقوقنا بدمائنا، وسنحمي مقدساتنا بأرواحنا، فلا الدبلوماسية ولا المفاوضات، ستأتي بحق وكرامة للشعب الفلسطيني الشجاع".
ونوه إلى أن شعب الأردن هو التوأم وكشعب أردني نعي تماماً بأن الأمن القومي الفلسطيني هو أمننا، وعدونا المشترك هو الذي يهدد الضفتين الشرقية والغربية معاً، فإسرائيل عدونا كما هي عدو للشعب الفلسطيني، من هنا كان التحرك الشعبي الأردني هو الأقوى والأكثر على الساحات العربية.
بدوره، قال نقيب أطباء الأسنان الأسبق الدكتور أحمد قادري إننا نرى الشعب العربي الفلسطيني ينتفض من جديد في انتفاضة حقيقية لتجدد العهد على مواصلة النضال حتى كنس الاحتلال وإعلان الاستقلال. وأشار إلى أن هذه الانتفاضة التي تتميز بأن معظم شهدائها هم من جيل ما بعد اتفاقية أوسلو، لتؤكد بأن هذا الجيل لا يمكن أن يتعايش مع جدران الفصل العنصري، ولن يقبل بهذه المستوطنات السرطانية، ولن يقبل العبث بمقدساته وكرامته.
من جهته، قال أمين عام حزب الوحدة الشعبية والناطق باسم الائتلاف سعيد ذياب إن الحضور الشبابي القوي والواسع يؤكد حالة التمرد على الواقع، لافتا إلى أنه من الخطأ الاعتقاد باقتصار الانتفاضة على عنصر الشباب، بدون دعم شعبي، وما يدل على ذلك هو تنامي المشاركة الشعبية في جنازات الشهداء.
وأوضح أن ما يزيد من أهمية هذه الانتفاضة هو أنها تأتي في فترة زمنية غاية بالحراجة والدقة للحركة الشعبية العربية وما نجحت به القوى المعادية من زرع الفتنة والاحتراب للوصول إلى أهداف تتمثل بتقسيم وطننا وتوفير ديمومة الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبر ذياب"أن هذه الانتفاضة أعادت القضية الفلسطينية مرة أخرى للصدارة، والأهم أنها ستساهم في تحرير العقل العربي مما لحق به من انحراف فكري حول صيغة الصراع ومكونات أعدائنا ليعيد تسليط الضوء على الكيان الصهيوني كمشروع على النقيض تماماً مع مشروع الأمة وطموحها". واختتم المهرجان مع الشاعر صلاح أبو لاوي الذي ألقى قصائد له تمجد الانتفاضة الفلسطينية الباسلة.