2024-11-25 12:16 م

تسريبات زيارة عباس للقطاع واحياء ذكرى استشهاد أبو عمار بغزة

2015-11-02
القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي/ من حين الى آخر، تخرج علينا وسائل اعلامية، تقول، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيقوم بـ "زيارة" الى غزة، والمناسبات كثيرة، وقبل ساعات، وبعد أن أعلن عن موافقة حماس على احياء ذكرى استشهاد القائد الخالد ياسر عرفات في غزة، سربت وسائل الاعلام ذاتها خبر مشاركة الرئيس عباس في احتفالية غزة.
أولا، ان موافقة حماس المسيطرة على قطاع غزة، على احياء ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات في غزة، جاءت بعد لقاء الأحمد وأبو مرزوق في بيروت ـ وكأن ساحة الوطن لا تتسع للقائهما ـ وفي ظل استمرار هبّة جيل الانتفاضة الثالثة، ه1ه الموافقة الحمساوية "توافق شكلي" بعيدا عن مسائل جوهرية تستدعي التوافق بشأنها، كهبّة القدس والمشاركة فيها من جانب الحركتين، بمعنى أن فتح وحماس متفقتان على عدم تصعيد الهبّة الشعبية، ومحاولة حصارها، وعدم اللحاق بها، حفاظا على ما تراه الحركتان "امتيازات" تحرصان عليها، كالتفاوض والهدنة طويلة الأمد، والحفاظ على الحكم ومقاليد الامور في رام الله وغزة، والابقاء على المعادلة الراهنة، وموافقة حماس ايحاء بأن الحركتين سائرتان نحو المصالحة، وهو تمويه متعمد حيث ربطت الحركتان دعم الهبّة الشعبية بتحقيق المصالحة، والمصالحة في ظل برامج السلطة وحماس لن تتحقق على المدى المنظور، ما لم "تكسر الأدوات" بطريقة أو أخرى.
أما بالنسبة لما يتردد عن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى غزة، فهذا لن يتحقق في المدى المنظور لأسباب كثيرة، ما تزال موجودة، والرئيس عباس حسب مصدر فلسطيني مطلع لا يفكر في مثل هذا الحدث، فاختلاف المواقف والبرامج والاهداف بين السلطة وحماس، عائق كبير في تحقيق الزيارة المذكورة، هذا اذا كان عباس راغبا في ذلك أصلا.
فحركة حماس التي تخطط وفق برامجها بالزحف نحو  رام الله وتولي الحكم في المقاطعة، ترى في الهدنة طويلة الأمد الطريق نحو ذلك. لن تسمح بمجيء عباس اليها، وان حصل ذلك "جدلا" و "افتراضا" فان الرئيس عباس لن يحظى باستقبال رئيس جناحي الوطن، ولأنه يدرك ذلك، فهو لن يذهب الى غزة.
ثم، ان تلاقي الجانبين على هذا الغرض أو ذاك، سيكلفهما اثمانا كبيرة، وهما ليسا على استعداد لدفعها، بفعل الارتباطات والاختراقات وتباين تحالفات، اصدار التعليمات والاختلاف في البرامج والأهداف، فكل منهما يحفر للاخر ويريد اقصاءه.
أما التسريبات الصحفية، فهي متعمدة ومقصودة، بايعاز من أحد الطرفين أو كليهما، وان حصل النفي، فالمهم لهما أن يبقيا في صورة الاحداث، لكن، مهما كانت التسريبات فهي، لن تلفت انتباه الشارع الفلسطيني، الذي استجاب للتحدي، وراح يواجه الاحتلال الهمجي البربري، وقمعه الشرس المتصاعد، الذي لم يلفت بعد أو يهز قيادات الطرفين المتصارعين في الساحة الفلسطينية.