صرحت الدكتورة فريدة الحبيب - استشارية أمراض القلب- بمناسبة اليوم العالمي للقلب (29 سبتمبر من كل عام) عن أهمية هذا العام كونه عام الإصرار والاختيار من قبل أفراد المجتمع على تقليل نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية %25 في مطلع عام 2025، لأن إحصائيات منظمة الصحة العالمية أشارت الى وفاة 17 مليون شخص سنويا بسبب أمراض القلب، وان لم يسع الأفراد والحكومات الى تغيير أنماط الحياة فإن من المتوقع أن تزيد الى 23 مليون شخص سيموتون من أمراض القلب عام 2030.

أضافت د. الحبيب انها مسؤولية ذاتية ومجتمعية يجب أن تكون في قمة الجدية لدى كل فرد وحكومة. بحيث يكون التحدي هو اختيار الفرد أن يعيش في أجواء صحية في المنزل والعمل وكل مكان.

واعتبرت الفدرالية العالمية للقلب أن هذه الحملة أو المسؤولية، يجب أن تبدأ في المنزل. ليكون منزلا بلا دخان، يتناول افراده الفاكهة والخضروات بدل الحلويات والآيس كريم.. ويكون الطهي صحيا بتقليل السكريات والأملاح والدهون، وذلك من أجل تقليل مخاطر السكتة القلبية التي تشمل توقف التدخين والتحكم في الداء السكري وضغط الدم والكوليسترول. بل شددت على ضرورة ممارسة الأطفال (من عمر 5 - 17) 60 دقيقة للرياضة العنيفة يوميا.. على الا يزيد معدل مشاهدتهم للتلفاز وأجهزة الكمبيوتر على ساعتين يوميا، بينما أوردت الفدرالية زمنا جديدا وهو 150 دقيقة يوميا لغير الفئة العمرية تلك. وذلك لممارسة أي من التمارين الرياضية والهرولة والسباحة، بالإضافة إلى ركوب الدراجة، فهذه الرياضة تبني العضلات وتقلل الوزن. ولأول مرة ننصح الناس بركوب السلالم وحرث الحديقة، بالاضافة الى رياضة اليوغا. ليقل التوتر العصبي وتقوى العضلات.

أما أجواء العمل، فقد شددت على جدية الأفراد في مكافحة التدخين الذي يضر ليس فقط بالمدخن، ولكنه يقتل من حوله من غير المدخنين. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية إحصائيات جديدة تفيد بأن 600 الف شخص غير مدخن يتوفى سنويا بسبب تدخين من حوله! بل دعت الفدرالية الأفراد الى كتابة شكاوى ضد من لا يتوقف عن التدخين ليضر نفسه ومن حوله. كما دعت الفدرالية الى نمط صحي بالتغذية اثناء العمل مشجعة فكرة lunch Box في المنزل، بالاضافة الى عمل بعض تمارين الاسترخاء والخروج 5 دقائق خارج المكاتب في الهواء الطلق لتقليل التوتر العصبي وزيادة الانتاج وتقليل نسب الغياب عن العمل.

ويجب ان يكون هناك «لوبي» عند الحكومات لمحاسبة التجمعات خارج المستشفيات والمباني للتدخين عند البوابات. من جانب اخر لابد من السعي لاقناع الحكومات بتشجير المساحات وتحويلها الى مساحات خضراء ومسارات لممارسة رياضة ركوب الدراجات. وكذلك لابد ان تقتنع الحكومات بتقليص ومنع رخص الوجبات السريعة التي تساهم بشكل مباشر في حدوث الجلطات القلبية. خاصة في فئة الشباب.

وأضافت الدكتورة فريدة ان من المهم أن يعرف جميع أفراد المجتمع حساب أعمار قلوب الآباء والأجداد، تحفيزا على التحكم بالمخاطر الاخرى، ومعرفة العامل الوراثي يشجع الأفراد على الأنماط الصحية في الحياة. واصرت أن يكون كل فرد قدوة لأسرته ومن حوله في العمل، مكافحا عوامل الخطر من الإصابة بالسكتة القلبية، مشددة على أهمية الالتحاق بدورات الإنقاذ الفوري CPR لإنقاذ من نحب من حولنا قبل وصول المسعفين والمهنيين. وهنا أقصد بمن نحب أن لدى كل فرد مسؤولية تجاه من يحب. وممكن بعلم بسيط وجهد أبسط ان ينقذ كل فرد من حوله.