2024-11-30 02:46 ص

"مولات" طهران تنافس دبي؟

2015-09-17
انتشرت في إيران مراكز تجارية على الطراز الأميركي بشكل واسع وسريع خلال السنوات الخمس الأخيرة. حيث ظهر حوالى 400 مجمع تجاري حديث، مؤلف من عدة طبقات في جميع أنحاء ايران. بينها 65 في العاصمة طهران، البالغ عدد سكانها 13 مليون نسمة.
ومن المتوقع أن تشهد إيران المزيد من الازدهار العمراني مع رفع العقوبات الدولية عنها مستقبلاً، ما سيحول الجمهورية الاسلامية إلى عملاق تجاري في الشرق الأوسط.
وبحسب تصنيف نشرته مجلة "بيزنيس بنشمارك ميدل ايست" في آب الماضي، إن مركزان تجاريين ايرانيين أحدهما في "أصفهان" (وسط البلاد) والثاني في "شيراز" (جنوب البلاد) يصنفان بين المجمعات التجارية العشرة الأكبر في العالم من حيث مساحة المحلات التجارية. أي في مرتبة بعد مراكز الصين العملاقة، وقبل مجمعات دبي.
وقد ازدهرت هذه المراكز التجارية في إيران مغتنمة العقوبات الدولية المفروضة منذ 2006 على هذا البلد لمنعه من امتلاك السلاح النووي. بحيث أوضح الخبير الاقتصادي محمد غولي يوسفي من جامعة طهران، أنه "بعدما جعلت هذه القيود من الصعب الاستثمار في قطاعات أخرى مثل السكن، لجأ كبار المستثمرين الايرانيين وفي طليعتهم المصارف إلى المراكز التجارية". في حين، توقع الخبير الاقتصادي غولي يوسفي أن "تصبح إيران المركز التجاري الأول في المنطقة بعد رفع العقوبات ودخول المزيد من المستثمرين الى السوق".
وشهدت هذه المجمعات إقبالاً كبيراً مع تبني الإيرانيين الميالين التنوع والتجديد في أنماط استهلاكية جديدة، من دون التخلي عن الأسواق التقليدية التي لا تزال تسجل زحمة كبيرة. ومن أبرز هذه المراكز في طهران مركز "بالاديوم" الواقع في حي الزعفرانية الراقي، الذي يتضمن عدداً هائلاً من المتاجر الموزعة على أحدى عشرة طبقة، ومساحات لألعاب الاطفال ومطاعم تطل على قمم سلسلة جبال البرز المكسوة بالثلوج، فضلاً عن مرائب تتسع لآلاف السيارات.
وكان الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع الدول الست الكبرى في تموز الماضي، قد نص على ضمان اقتصار البرنامج النووي الايراني على الاستخدامات المدنية لقاء رفع العقوبات عن هذا البلد. بحيث يكون من الممكن تسويق المنتجات الغربية الجديدة بشكل اسهل في هذه المجمعات التجارية. كما أن رفع العقوبات سيسهل عملية التمون بالمنتجات الغربية ما سيسمح بانخفاض اسعارها في حين يدخل العديد من هذه المنتجات حالياً عن طريق التهريب من تركيا او دبي بأسعار باهظة.
إلى ذلك، أوضح مكتب التدقيق الحسابي الأميركي "برايس ووتر هاوس كوبرز" أن "ايران التي تعد 79 مليون نسمة بينهم نسبة عالية من الشباب، لديها شعب متعلم ومتعطش الى المنتجات الاستهلاكية من علامات تجارية اجنبية". كما رأى المهندس المدني سام كمالوند أنه "في حال رفع العقوبات وتوارد العلامات التجارية، فان حركة التسوق ستنتقل إلى مستويات اعلى في إيران".
وإن كان مفهوم المركز التجاري المسقوف قد ولد في الشرق الأوسط الذي يضم تاريخياً، أسواقاً في وسط المدن مثل بازار طهران، إلا أن الولايات المتحدة هي التي أوجدت في الخمسينيات المجمعات التجارية الحديثة المعروفة باسم "المول"، بناءً على فكرة ابتكرها يهودي من فيينا يدعى فيكتور غروين.
المصدر: صحيفة "السفير"