بقلم: مها الشعار*
على رصيف الزمن البارد ,جلست على مقعد الأيام أشرب فنجاناً من الألم الساخن
أحيك من أوراق التوت وبإبر من أعواد التين ثوباً من روحي أرتديه إن ابتسمت لي الحياة
من قطرات دموعي صبغت لونه الأحمر ومن دمي عطرته برائحة المسك والعنبر على صدره طرزت فراشة تطير وعلى أطرافه أميرة تراقص أمير حملت أنفاسي , وعلقتها عليه شريطة من حرير نسمة دافئة تمر من أمامي تهمس لي باقترابه على هيئة الفرح يطل كسنبلة قمح معه الخير يهل
أرتدي ثوبي وأتوضأ لأصلي ركعتي شكر للمولى وعرفان... كم عدّدت الليالي بانتظاره وكم أدمع على حزني القمر تنهدت لأجلي النجوم ,وأطالت معي السهر , أعطاني الأمل وثيقة من يقين وقعتُ عليها بقلم الصبر .... وبشر الصابرين...
سلّم علي بيد من حنين ...وجلس بقربي قرأت في عيونه كتب وروايات... ومن دقات قلبه سمعت أروع الحكايات وبلحظةَ عم الظلام وغطى ضوء القمر الغمام .... هي الدنيا تنبهت لسعادتي وغضبت من فرحتي ....
سلبته مني بلحظة غدر .... وودعتني عيونه دون عذر اقترب مني وهمس. بكلمة أدركت فيها اتفاقه معها ابتعد وابتعد .... تركني أراقبه بصمت عيوني ......بدأت روحي بالإختناق قد علق خيط ٌ من ثوبي بخالبه خيوطي بدأت تتناقص ورأيت موتي من بعيد يقترب.... أسرعت لخياطة الأكفان .... أناديه فلا يسمعني يا ليته يلتفت لأخبره بحبي راجية منه ان يعود ليواريني الثرى بنفس المكان لترتاح روحي وفي قبري أعيش الأمان.
* كاتبة وشاعرة سورية
