2024-11-25 01:44 م

كيف تصنع المباحث الفيدرالية الأمريكية (FBI) الإرهابيين؟

2015-06-23
في مارس الماضي، أمام شعار أحمر كبير يرسم حروف (TED) بجوار بيانو كلاسيكي قديم على ذلك المسرح المتوسط الحجم، وعند انتهاء تصفيق الترحيب من الجمهور، وقف الرجل ذو النظارات الأنيقة المربعة وصحفي التحقيقات الأمريكي الشهير (تريفور آرونسون) مخبرًا الجمهور بإحدى أغرب الجمل التي من الممكن أن يسمعوها قائلًا إنه هناك منظمة مسئولة عن مؤامرات إرهابية على الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من تنظيم القاعدة، ومن حركة الشباب الإسلامية، ومن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم (داعش)، ثم زاد في الغرابة وأكمل بأنها مسئولة عن مؤامرات إرهابية أكثر من هذه التنظيمات مجتمعة، ثم فجر مفاجأته بأن المنظمة هي (المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI)!

 قبلها كنت على موقع الـFBI أتصفح قائمة الإرهابيين الأكثر طلبًا للجهاز، أسماء شهيرة – وربما عفى عليها الزمن- مثل (محمد علي حامدي) اللبناني الذي شارك في اختطاف طائرة الرحلة 847 الأمريكية المعروفة في عام 1985، والدكتور (رمضان عبد الله شلح) أحد مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية والأمين العام الحالي لها، و(عبد الله أحمد عبد الله) المصري المشارك في تنفيذ تفجيرات السفارة الأمريكية في دار السلام لعام 1998، بجانب كل الأسماء التي رأيتها، كانت هناك علامة استفهام نجح تريفور في أن يزرعها بقوة في حديثه على مسرح تيد، علامة استفهام يؤازرها ويلحق بها الكثير من القصص والحكايات المتعلقة بجملته نفسها عن صناعة الـFBI للإرهابيين.
لفهم أكثر وقبل صلب التقرير، فإن خلفية تاريخية لجهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية تبدو مطلوبة وبشدة.
متى كانت البداية؟

في عام 1896 بدأ (المكتب الوطني لكشف الأنشطة الإجرامية) عمله مزودًا وكالات إنفاذ القانون على مستوى جميع الولايات الأمريكية بالمعلومات المطلوبة لتحديد المسئولين عن الجرائم المختلفة أو القبض عليهم في حال شهرتهم، لكن خمس سنوات من العمل لم تكن كافية لما حدث فيما بعد حيث تم اغتيال الرئيس الخامس والعشرين للولايات المتحدة (ويليام مكينلّي) على يد أحد الأناركيين فيما مثل صدمة للمجتمعين السياسي والأمني، دافع المكتب الوطني ممثلًا في وزارة العدل عن نفسه موضحًا أنه يمتلك آلافًا من السجلات للأناركيين بالفعل، لكن الرئيس التالي (ثيودور روزفلت) قرر أنه يحتاج لمزيد من القوة وإحكام القبضة عليهم، لتحقيق ذلك كلف المدعي العام الأمريكي حينها (تشارلز بونابرت) بإنشاء جهاز تحقيقات مستقل يرفع تقاريره إلى بونابرت فقط، وبعد شد وجذب مع الكونجرس ومخاوفه من تحول الجهاز لشرطة سرية أمريكية ثبت روزفلت الخدمة التي تحولت إلى (هيئة التحقيقات) في 1908، استمرت الهيئة في عملها حتى عام 1935 حيث استقلت كجهاز منفصل ثم أطلق عليها (المباحث الفيدرالية الأمريكية)، اللقب الملتصق بها حتى اليوم.

جهاز الـFBI هو بمثابة المخابرات الأمريكية الداخلية المسئولة عن مكافحة الأنشطة الإرهابية والجرائم شديدة التطور والتعقيد داخل الولايات المتحدة (يحظر القانون الأمريكي المخابرات المركزية CIA من العمل بداخل البلاد)، وبحسب اللائحة المعلنة فإن مهماته تتلخص في مكافحة الأنشطة الإرهابية وجرائم التقنية العالية والفساد الداخلي وحماية الجبهة الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية من عمليات التجسس والاختراق وتوغل المنظمات العابرة للقارات، ويتخصص في قضايا الاحتيال المالي وغسيل الأموال والفساد التي يقوم بها فئة (ذوي الياقات البيضاء) أو نخبة المجتمع الأمريكي في كل المجالات.

أقوى من الرئيس

ما الذي يطلبه أي إنسان أكثر من امتلاك مفاتيح واشنطن؟!، أن يجلس متربعًا على عرش القوة مكونًا جيشه الخاص من الرجال المدينين بالولاء له ولقيادته للجهاز بلا أي نظر لتبعيتهم لوزارة أو رئاسة، أن يعامله القاطنون في البيت الأبيض وعلى رأسهم الجالس في قلب المكتب البيضاوي باحترام وربما خشية في بعض الأحيان، وأن يلعب البوكر – بتعبير جون بيري- على مدار سبعة وثلاثين عامًا مع ثمانية رؤساء ومئات من السياسيين وأعضاء الكونجرس ونخبة صحفيي الولايات المتحدة وبعض قادة المخابرات المركزية الأمريكية، بوكر امتلاك النفوذ الأعلى، ومع كل هذه المقامرة مرتفعة المخاطر ينجح بنسبة مبهرة في الحفاظ على قوته ونفوذه فلا يرحل أو يقال من منصبه أو يتم تصفيته حتى بتحقيقات واستجوابات إلى وفاته الطبيعية تمامًا، مرة أخرى، ما الذي يطلبه أي إنسان أكثر من ذلك؟!

يمثل إدجار هوفر أحد أهم الأيقونات والركائز التاريخية للشبكة الأمنية الرسمية في الولايات المتحدة، وصاحب إحدى أطول فترات تولي منصب رفيع المستوى في دولة تتميز بديموقراطيتها ومسئوليها ذوي تاريخ الصلاحية القصير، تولى هوفر المنصب في عام 1935 كأول مدير لمكتب المباحث الفيدرالية الناشئ بعد أحد عشر عامًا كمدير تنفيذي سادس لمكتب التحقيقات القديم، واستمر كمدير للـFBI لمدة سبعة وثلاثين عامًا حتى وفاته في عام 1972 وكان ثابتًا أثناء تولي ثمانية رؤساء أمريكيين المنصب، قبلها بثمانية أعوام بلغ هوفر سن السبعين وهو سن التقاعد الإلزامي في الولايات المتحدة، قانون يطبق على الجميع، حينها تجاوز الرئيس الأمريكي ليندون جونسون – القادم بعد اغتيال كينيدي- القانون وأبقى هوفر في منصبه كمدير للمباحث الفيدرالية (لفترة غير محددة من الزمن) وهي عبارة نصية في القرار الرئاسي!

لفهم قوة هوفر يمكننا أن ننطلق من معارضة الرئيسين (جون كينيدي) و(هاري ترومان) له ورغبتهما في إقالته لكنهما لم يستطيعا لأن التكلفة السياسية لإقالة هوفر ستكون كبيرة للغاية ولن تتحملها أي إدارة أمريكية، هذه التكلفة أتت من برنامج سري قاده هوفر منذ منتصف الخمسينات يدعى (كوينتلبرو)، حينها كانت المحكمة العليا الأمريكية تضيق الخناق باستمرار بقوانين تحد من وسائل وصلاحيات وزارة العدل والأجهزة الرسمية التابعة لها – من ضمنها المباحث الفيدرالية- لاستجواب ومراقبة الأشخاص بناءً على توجهاتهم السياسية، ما فعله هوفر حينها هو تأسيس كوينتلبرو لاستهداف ومراقبة الأشخاص المشكوك في أمرهم وجمع ملفات لفضائحهم وزلاتهم كأوراق ضغط، بعدها توسع البرنامج ليشمل السياسيين من كل الأطياف بشكل عام ما أدى إلى جعل جهاز المباحث الفيدرالية قوة قاهرة متحكمة في السياسات والكونجرس في هذه الفترة.

صناعة الإرهاب!

في أواخر 2011 ألقت المباحث الفيدرالية القبض على (أبي خالد عبد اللطيف) و (والي مجاهد) بتهمة التخطيط لهجوم مسلح على قاعدة عسكرية خارج سياتل (واشنطن)، الاثنان لهما تاريخ طبي معروف من الاضطراب العقلي، أبو خالد بتاريخ من محاولات الانتحار وإدمان استنشاق المواد البترولية، ووالي المصاب باضطراب فصامي وهو مرض شهير من أهم أعراضه الأساسية وجود هلوسة وأوهام متخيلة بشكل كامل في عقل المريض فقط يتحدث ويتصرف على أساسها وقضى والي اثنتي عشرة دورة علاجية نفسية منه، المثير للتأمل أن المعلومة وعملية إلقاء القبض عليهما كانا عن طريق مخبر للمكتب يدعي (روبرت تشايلدز) الذي تقاضي 90 ألف دولار مقابل نجاح القبض على الاثنين، روبرت مدان سابق باغتصاب الأطفال!

هذه القضية تحديدًا تمثل الأهداف الهشة للـFBI، فيها كان المخبر (روبرت) صديقًا لأبي خالد، وحين سأله أبو خالد عن أسلحة يستطيع تدبيرها له لارتكاب هجوم مسلح – حسب أقوال تشايلدز – كان جواب روبرت أنه سيرى ما يمكنه فعله، بعدها استلمت الـFBI القضية والمخبر، وقررت المضي قدمًا وزودت عبد اللطيف بالفعل بأسلحة وقنابل، قنابل عندما رأى خالد إحداها توجه لروبرت بالسؤال بدهشة (هل هذه حقيقية؟، هل إذا ألقيتها ستنفجر؟)، ليتساءل بعدها تريفور في مقاله على الفورين بوليسي بإمكانية حصول خالد ووالي على الأسلحة لو لم يزودهما مكتب التحقيقات الفيدرالية بكمية ضخمة منها لتنفيذ الهجوم؟!

يمكن تأريخ مسار مكتب المباحث الفيدرالية بحدث رئيسي جدًّا هو (9/11)، كان نشاط الـFBI يقتصر على حماية الجبهة الداخلية ومكافحة الجريمة المنظمة وأصحاب الياقات البيضاء، بعد الحادي عشر من سبتمبر ومع انهيار برجي التجارة تغيرت مهام المكتب مائة وثمانين درجة وأصبحت المهمة الرئيسية المستحوذة على أغلب الموارد وميزانيات العمليات والطبقة العليا شديدة الكفاءة من عملاء الـFBI هي تعقب الإرهابيين والقبض عليهم أو تصفيتهم ومنع الهجمات الإرهابية قبل وقوعها، تحول مخيف صدر معه أمر واضح بتعبير تريفور هو: (ما حدث في سبتمبر لا يمكن أن يتكرر مرة أخرى، أبدًا!).

يشرح أرونسون أن المكتب يتفاخر في مرحلة – ما بعد هجمات برجي التجارة وحتى الآن- بإحباط عشرات الهجمات الإرهابية، لتحقيق ذلك فإن المباحث الفيدرالية تنفق ما يقارب الثلاثة مليارات ونصف مليار دولار سنويًّا لمكافحة هذا الإرهاب مقابل مليارين ونصف فقط لكل الأنشطة الأخرى من مكافحة للفساد وجريمة منظمة وحروب عصابات واسعة النطاق وغسيل أموال وجرائم احتيال، ما ينظر إليه على أنه اختلال ضخم في أولويات تقييم المخاطر والإنفاق عليها، ويجند المكتب شبكة التجسس الداخلية الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، شبكة مكونة من أكثر من 15 ألف مخبر على صعيد جميع الولايات يبحثون عن أي نشاط يشتبه في كونه إرهابيًّا مع حوافز مالية تصل إلى مائة ألف دولار لكل معلومة صحيحة ترشد إلى هجوم مخطط له بالفعل، وبالطبع البيئة الخصبة لإلقاء المصيدة هي مجتمع المسلمين هناك.

ليس هذا استثناءً أبدًا فالجهاز يعتبر ذوي التاريخ المرضي العقلي أو النفسي فرائسه المفضلة للالتهام، يواصل تريفور إلقاء معلوماته على جمهور تيد موضحًا مثالًا آخر من عام 2009 حيث تم إحباط مخطط لتفجير قنبلة في برونكس، قائد المخطط (جيمس كروميتي) موظف مفلس في أحد فروع عملاق تجارة التجزئة (ولمارت)، موظفٌ عقله يمتلك تاريخًا مرضيًًّا أيضًا قام مخبر الجهاز بعرض ربع مليون دولار عليه للانخراط في مخطط التفجير، يضيف تريفور أن الأمثلة كثيرة لكن أوضحها على الإطلاق قصة (سامي أوزماكاك)!


وسامي أيضًا!

يجلس الشاب الرفيع – قائل الكلمات- ذو اللحية الخفيفة متربعًا مرتديًا بنطالًا قصيرًا وسترة انتحارية مخصصة لوضع القنابل بها، على يمينه بندقية آلية روسية الصنع (AK-47) مستندة إلى باب غرفته في الفندق، وبابٌ يمثل خلفية المشهد الضيق ويمسك بيده اليمنى مسدسًا، ينطلق صوت وراء الكاميرا بكلمة (تسجيل) ليبدأ الفيديو ويستمر لثماني دقائق كاملة متكلمًا فيه سامي بهذه الكلمات المختصرة وأكثر، ما تم تسجيله في التاريخ أعلاه وأطلقت عليه المباحث الفيدرالية ووزارة العدل (فيديو استشهادي)!

سامي أوزماكاك شاب من كوسوفو يبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، تم إلقاء القبض عليه بتهمة الشروع في تفجير حانة أيرلندية في منطقة محلية في تامبا بفلوريدا، كعادة أهداف الـFBI المفضلة له تاريخ من الأمراض النفسية، لم يكن يملك أي شيء وإفلاسه لم يسمح له حتى باستبدال بطارية سيارته الهوندا الخضراء فضلًا عن شراء أسلحة كاملة ومتفجرات، قدمت له المباحث الفيدرالية كل شيء، الأسلحة والسترة المفخخة والأموال والقدرة على تسجيل الفيديو نفسه، كل شيء تقريبًا، حتى نقود سيارة الأجرة التي ستوصله لهناك، لتقبض عليه متلبسًا فيما بعد ليبرز السؤال البديهي (ماذا لو لم تدفعه الـFBI لهذا الطريق؟!).
قبلها كانت الـFBI نجحت في زراعة شخص لها بجانب سامي تحت اسم مستعار هو (أمير جونز)، كان أمير هذا هو المسئول عن توفير الأسلحة وكان هو الشخص الواقف خلف الكاميرا لتسجيل الفيديو، أثناء التحضير للعملية بأكملها لم يظن رجال المباحث الفيدرالية أن أحاديثهم الخاصة خلف الكاميرا في الفندق من الممكن أن تتسرب، لكنها تسربت لتكشف نمط الجهاز في صناعة المشتبه بهم ودفهم لطريق الإرهاب وتزويدهم بكافة الوسائل ثم إلقاء القبض عليهم فيما بعد، منها صوت أمير واصفًا سامي بأنه كان متحمسًا بشدة، وأضاف أن أوزماكاك عندما رأى الأسلحة كأنه تحول لطفل في السادسة من العمر، وكان يحاول تمثيل أنه متوتر وعصبي، لكنه أحمق ليس لديه وعاء حتى للتبول ولا يصلح لأن يكون إرهابيًّا، ثم ختم أحدهم بأنه يريد أن يرى نهاية هوليودية لعملية القبض على سامي!

كل التسجيلات بعد ذلك تم حفظها وحمايتها بأمر قضائي صارم، وسامي الآن يقضي فترة عقوبة تصل إلى 40 عامًا!

الجستابو

هذا المثل الشهير في أروقة الـFBI والمأخوذ من مقال تريفور على فورين بوليسي يشرح باختصار طريقة عمل الجهاز، للإمساك بالشيطان عليك الولوج إلى الجحيم، الولوج إلى الجحيم يتطلب بالطبع الاستعانة بمغتصبي أطفال مثل تشايلدز مثلًا، ويتطلب استهداف المرضى العقليين والأهداف شديدة الضعف ودفعها دفعًا إلى مسار الإرهاب، لكن ماذا لو لم يكونوا أصلًا شياطين للإمساك بهم؟، يبدو أن هذا هو السؤال الصحيح.
أبو خالد عبد اللطيف، والي مجاهد، سامي أوزماكاك، لم يكونوا الوحيدين ولم يكونوا استثناءات لطريقة عمل المباحث الفيدرالية في مرحلة ما بعد تفجيرات سبتمبر، القصص لا تنتهي تقريبًا، وطريقة عمل الجهاز انتقلت من القبض على منفذي عمليات فعلية إلى القبض على من يفكر في رد فعل غاضب إنساني طبيعي لم يكن ليخرج للنور أبدًا إلا برعاية المكتب، من هؤلاء – على سبيل المثال لا الحصر – ريزوان فردوس الشاب الفقير البنجلادشي الأصل الذي أقنعه أحد مخبري شبكة التجسس على المجتمع المسلم بالإعداد لتفجيرات في الكابيتول (مبنى الولايات المتحدة التشريعي)، أو جيمس الذي تم استغلال إفلاسه ومشاكله العقلية أيضًا، وغيرهم ممن تشملهم شبكة الـFBI التي تم تسليط جميع مناظيرها المكبرة على أشخاص ذوي صفات معينة وقابلين للإخضاع والسيطرة بسهولة.

منظمة Human Rights Watch في تقرير مهم لها عما تفعله المباحث الفيدرالية أشارت إلى أن عددًا لا يستهان به من المشتبهين الذين تم إلقاء القبض عليهم لم يكونوا متورطين في أنشطة مثيرة للشبهة عندما قرر الجهاز بدء مراقبتهم، ونسبة ثلاثين في المائة من مائتين وخمسين قضية أبلغ عنها مخبرو  الـFBI من سبتمبر 2011 إلى يوليو 2014 وفر فيها المخبرون بشكل كامل الأسلحة والوسائل لتحويل الشخص المستهدف إلى إرهابي حقيقي، وما يحضره المخبرون هو نصف قضايا المباحث الفيدرالية تقريبًا فيما يتعلق بشق الإرهاب، ولم تكتف بذلك بل أدانت وفصلت انتهاكات المباحث الفيدرالية سواء تجاه حقوق المجتمع المسلم أو أثناء ادعاءات ومحاكمات الإرهاب.

منذ أول تحقيق له عرض تريفور نتائج تحقيقاته الصحفية العميقة في كل مكان ممكن استطاع أن يصل إليه، وتبنت آراءه مؤسسات ذات ثقل إعلامي ومصداقية حقيقية (TED وفورين بوليسي مثلًا)، وتوجه تريفور في كل مكان بالنداء إلى المباحث الفيدرالية لتكذيبه أو رد الاتهامات التي يطلقها عليهم، حتى الآن، التزمت الـFBI الصمت التام، ولم تعلق أو تكذب، ويبدو أنها لن تعلق أو ترد قريبًا!