2024-04-30 11:28 م

الدولار ينهار بفعل الجاذبية الوطنية السورية

2015-05-08
بقلم: علي رضا
بعد أربعة سنوات ونيف من الأزمة القاتلة التي يعيشها الشعب السوري وما شهدها من ارتفاع جنوني للأسعار كانت الحرب الاقتصادية عنوان عامها الأخير والتي قاربت على ولوج العام الخامس , فانفجرت الأوضاع والأحداث الاقليمية بشكل ملحوظ حيث سقطت أنظمة كانت تدعم التطرف والمسلحين في سورية وتعالت أصوات أعداء سورية بكل المقاييس بما تشمله " تركيا والسعودية " في حربهما القذرة على المواطن السوري , وظهور احداث جديدة ناجمة عن تنازع الكتائب المسلحة في المساحات الجغرافية الخارجة عن سيطرة الدولة "بشكل مؤقت ونسبي ", ليضيفوا حرباً عالمية بزيها الاقتصادي الجديد " الغاز_ النفط " لضرب المعادلة الاقتصادية العالمية فكان الشكل الجديد من الصراع بين روسيا وحلفائها واميركيا وجرذانها على مد خط الغاز من قطر الى تركيا عبر أوربا ،لجعل الدب الروسي في حالة تأرجح اقتصادي كبير قد تدخل مرحلة السبات الشتوي الى غير استيقاظ ، مما يجعلها دولة عادية وإنهاء وجود القطب الثاني عالميا ً ،أما ايران البلد الاحتياطي الأول في العالم في الغاز فمخطط له الاكتفاء الاقتصادي وسحب تلك الميزة التي قد تستخدم في وقتها المناسب . نتسأل نحن كسوريون هل هذه المعطيات تأثر على اقتصادنا الوطني وتدهور عملتنا السورية مقابل سعر صرف الدولار ؟؟؟ الأمر الذي أدى إلى وصول سعر صرف الدولار إلى أرقام قياسية أثناء الاحداث الأخيرة وذلك بسبب التدخلات السافرة للمقاتلين الاتراك في الأراضي السورية والتجييش الاعلامي الكبير على المواطن السوري حيث وصل سعر الصرف الى 330 ليرة للدولار الواحد في الأسواق السورية وتوقع الجميع بأن الاقتصاد السوري سوف ينهار بأي لحظة وسوف يصل الى أسعار و أرقام جنونية حسب المضاربين على العملة السورية وتجار الأزمات وبعض المسؤولين في مفاصل الدولة _اصحاب النظريات البالية في الاقتصاد وأبطال الشاشات والتصريحات_ , إلا ان الجيش العربي السوري والسياسية السورية القوية سياسيا ً و اقتصاديا ً وصمود الشعب السوري البطل في حلب ودمشق والساحل السوري ادت الى كسر المعادلة الاقتصادية الخارجية واستطاع ان يهوي الدولار بفضل الجاذبية الوطنية والتدخل الحاسم للمصرف المركزي في الأسواق حيث الذي قام بضخ كميات كبيرة من الدولار في الأسواق ما أجبر المضاربين على التوقف عن التلاعب بالسعر من جهة ومتابعة الأجهزة المختصة لضبط جرائم الإتجار بالعملة الصعبة . أما عن الانتصارات العسكرية على الأرض وتطهير المناطق الاستراتيجية في دمشق وحلب ودير الزور وريف الحسكة على عكس ما يعرض على قنوات سفك الدم السوري كان لها الأثر الحقيقي في تحقيق توازنات على الأرض وفتح الطرق الدولية وإعادة وصل الشمال السوري بجنوبه بالإضافة الى دعم الحلفاء _الاصدقاء _ بشكل كبير للاقتصاد السوري ابتداء من ايران وصولاً الى فنزيلا كل ذلك كان له دور كبير في ترسيخ معادلة الاشتباك الدولية . وهنا نقول بأن الدولة السورية قد نجحت بالقيام بتدخلات سريعة ونوعية وحاسمة عبر مصرف سورية المركزي والذي طرح شرائح كبيرة في السوق وقام بالتعاون مع الجهات المختصة بضبط كل من تلاعب بالليرة السورية وتاجر بدماء شهداء الوطن عبر تخريب الاقتصاد الوطني إضافة إلى إجراءات وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في ترشيد الاستيراد، مشيرا إلى أن سلسلة هذه الإجراءات أوقفت تدهور الدولار ما يؤكد حقيقة ان الارتفاع كان وهميا ولا أساس اقتصادي له. . وعلى عكس توقعات تجار الازمة السورية فقد سقط الدولار بعدما كان سعره 330 ليرة للدولار الواحد الى 245 ليرة وسجل تهاوي كبير خلال فترة أسبوع وقريبا ً الى 200 وادنى بكثير وهذا دليل على ان السيادة السورية تنتصر في أشرس معركة عرفها التاريخ , معركة الكرامة والشموخ لبلد صمد ويصمد وسيبقى صامدا ً بفضل المعادلة التي عجز عن فكها أقوى مخابرات العالم ألا وهي الجيش والشعب والوطن تحت قيادة تاريخية لسيد الوطن و التي تؤدي الى النصر الأكيد والحتمي لإرادة الجماهير التي ضحت من اجل هذه الوطن . فالليرة السورية بدأت بالتعافي والجيش السوري ينتصر والشعب السوري يزداد صلابة والاقتصادي السوري ينهض والوطن قريبا ً سيتوج بإكليل النصر وإن غدا ً لناظره لقريب .