القاهرة/ تردد خبر رحيله أكثر من مرة في الفترة الأخيرة، وكان إشاعة، أما الآن فقد تأكد رحيل الشاعر الشعبي المصري عبد الرحمن الأبنودي، المعورف في أوساط محبي اشعاره وأغانيه بـ "الخال"، والذي ولد عام 1939 في قرية أبنود، محافظة قنا، بعد صراع مع المرض، وحياة زاخرة بالإبداع الشعري والنضال السياسي الذي جعله نزيلا للسجون في بعض مراحل حياته.
اتسمت أشعاره بالروح الشعبية حينا وبالعمق الوجودي حينا، وتحول عدد كبير منها إلى أغان صدح بها كبار المغنين والمغنيات في مصر، من عبدالحليم حافظ ومحمد رشدي إلى شادية ونجاة الصغيرة ومحمد منير.
حملت أغانيه هم الإنسان البسيط، ومشاعره وعواطفه العفوية، تجلياته وانكساراته، فوجد نفسه في الخندق المقابل للنظام، دون أن يفقد الحظوة لدى أبناء الشعب، حتى الذين كانوا يوما سجانيه.
روى أحد الكتاب الذين عاصروه في السجن أيام الرئيس المصري الراحال جمال عبدالناصر، أنه فوجئ يوما أثناء اعتقاله بدخول الأبنودي وسط حراسه إلى المعتقل، فعرفه بعض الحراس ، وتساءل أحدهم: مش ده الأبنودي، اللي إذاعتنا شغالة على أغانيه ؟
ويعكس هذا التعبير الانتشار الواسع لأغانيه في الحقبة الناصرية، والذي استمر فيما بعد.
من أشهر دواوينه الشعرية "أحمد سماعين" و "ووجوه على الشط" و "سيرة بني هلال"، وقد نشر أول دواوينه الشعرية عام 1964 بعنوان "الأرض والعيال".
يتميز عبدالرحمن الأبنودي عن بعض شعراء العامية المصرية الآخرين أنه، ورغم عدم تجنبه السياسة، كأحد مصادر الهم الشعبي المصري، إلا أنه احتفظ بشعريته العالية حتى في قصائده السياسية.
في السنوات الأخيرة، ومع الاستقطاب الذي ميز المشهد السياسي المصري، أخذ البعض على الشاعر الأبنودي مواقف اعتبروها ممالئة للنظام الحالي.
حصل الابنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، وكان الشاعر الأول الذي يحصل عليها من شعراء العامية المصرية، وكذلك حصل على جائزة محمود درويش للإبداع العربي عام 2014.
أما الجائزة الأكبر فهي الإعجاب الذي حظي به بين المثقفين والناس البسطاء على حد سواء، والذي ساهم فيه العديد الكبير من قصائده التي غناها مطربون مشهورون، والأغاني التي استخدمت في مسلسلات وأفلام مشهورة مثل "شيء من الخوف "، "الطوق والإسورة"، و "البريء".