2024-11-29 05:33 م

لماذا تدعم الولايات المتحدة المجموعات المسلحة في مختلف بقاع العالم ؟

2015-03-26
أكد الكاتب الأمريكي جوزيف كيشور أن المسؤولين الأمريكيين يبذلون أقصى ما بوسعهم لتوفير جميع وسائل التمويل والدعم لآلة الحرب الأمريكية وسياسة الغزوات والحملات العسكرية التي تتبعها واشنطن منذ سنوات طويلة وبموجب ذرائع مختلفة تهدف في نهاية المطاف إلى تحقيق نزعات الهيمنة الاستعمارية وتحقيق المصالح الاقتصادية والجيوسياسية للولايات المتحدة.
وفي مقال نشره موقع وورلد سوشاليست الأمريكي أوضح كيشور أن الولايات المتحدة اصبحت تشبه على نحو متزايد دولة ثكنة عسكرية حيث يتم تحويل الأموال الهائلة لتمويل أدوات القمع والحرب الأمريكية في أنحاء متفرقة من العالم مشيرا إلى أن واشنطن تعمد الى تأجيج الحروب من أجل صناعة الأسلحة لديها.
وقد شنت الإدارات الأمريكية المتعاقبة الحروب والغزوات على دول عدة بما فيها العراق وأفغانستان وقتلت وما زالت تقتل آلاف البشر من أجل الهيمنة والسيطرة على صناعة القرار العالمي ويتجسد ذلك بشكل واضح من خلال دعم واشنطن للتنظيمات الإرهابية في سورية وتمييزها بين إرهاب تسميه /معتدلا/ تدعمه وتموله وإرهاب /متطرف/ تحاربه رغم عدم وجود أي فوارق بينهما.
ولفت كيشور إلى أن البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي يناقشان حاليا الموازنة الفيدرالية للسنة المالية المقبلة التي تبدأ في تشرين الأول القادم لكن وفي خضم النزاعات التكتيكية المختلفة بشأن سياسة الطبقة الحاكمة في واشنطن توجد قضية واحدة يتفق عليها الحزبان الديمقراطي والجمهوري وهي الزيادة الكبيرة والفورية لتمويل آلة الحرب الامريكية العملاقة.
وأشار كيشور إلى أن البيت الأبيض أخذ على عاتقه الترويج لقضية تمويل آلة الحرب الأمريكية وقد أعلن قبل أيام أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعترض على أي ميزانية لا تلغي الثغرات المرافقة لنظام التقشف المالي المفروض على الانفاق العسكري منذ عام 2011.
وأكد كيشور أن تظاهر واشنطن بانها تعمل من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان أو ضمان الديمقراطية ليس أمرا جديدا رغم ابتذاله اما مزاعم وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر بان على “الولايات المتحدة حماية أرضها وبناء الأمن على الصعيد العالمي” فإنها تعني في حقيقة الأمر أن على الجيش الأمريكي ان يكون في موقف يمكنه من غزو العالم بأسره وان يملك أموالا غير محدودة تحت تصرفه لتحقيق هذه الغاية.
وبين كيشور أن التناقض في توزيع الميزانية الفيدرالية وتخصيص الجزء الأكبر منها لوزارة الدفاع الأمريكية واضح جدا ففي الوقت الذي تطالب فيه الميزانية التي قدمها اوباما بمبلغ قدره 561 مليار دولار كقاعدة للإنفاق العسكري دون أن يشمل ذلك التكاليف التكميلية للحروب والعمليات العسكرية الامريكية في الخارج والتي تقدر بنحو 50 مليار دولار نجد ان ميزانية الانفاق في مجال التعليم تصل الى 70 مليار دولار فقط اما ميزانية اعمال الاغاثة والحالات الطارئة فهي 7 مليارات دولار فقط.
وأشار كيشور إلى أن ضخ مليارات الدولارات في آلة الحرب الامريكية ليس كافيا بالنسبة للجمهوريين والديمقراطيين الذين يصرون على قطع التمويل المخصص للبرامج الاجتماعية الأساسية مثل الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.
واعتبر كيشور أن النقاش حول تمويل الجيش الامريكي يؤكد حقيقة أساسية مفادها بان الحرب أصبحت حجر الزاوية لسياسة الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة فمنذ ما يقارب الربع قرن شاركت القوات الأمريكية في سلسلة لا تنتهي من الغزوات والعمليات العسكرية.
ولفت كيشور إلى أن قوات العمليات الخاصة الامريكية كانت تنتشر في 133 دولة حول العالم في العام الماضي وهذا يشكل نسبة 70 بالمئة من دول الكوكب كما ان القوات الأمريكية خاضت حروبا مفتوحة كما هو الحال في العراق وافغانستان بموجب ما يسمى /الحرب على الإرهاب/ الذي شكل ذريعة أساسية للغزوات العسكرية الأمريكية.
وتشن الولايات المتحدة وحلفاؤها غارات جوية على مواقع تنظيم /داعش/ الإرهابي في العراق وسورية في عملية يعتبرها العديد من المحللين والمتابعين استعراضية في محاولة للتغطية على الدور الكبير الذي لعبته الدول الغربية إلى جانب نظام رجب طيب أردوغان وممالك ومشيخات الخليج في ظهور وتمدد التنظيمات الإرهابية من خلال تمويلها ودعمها بالسلاح والمال والسماح لعشرات الآلاف من الإرهابيين بالتسلل إلى سورية للإنضمام إلى صفوف هذه التنظيمات الإرهابية.
وأكد كيشور أن المحاولات غير المجدية وجنون الإمبريالية الأمريكية لمواجهة التدهور الاقتصادي على المدى الطويل بالوسائل العسكرية ادت الى حدوث كارثة تلو الاخرى فكل بلد دخل في مرمى الإمبريالية الأمريكية أصبح في حالة من الفوضى والدمار.
وأوضح كيشور أن سياسة العنف العسكري المتهورة التي تتبعها واشنطن دفعت الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية وقائمة اعدائها المحتملين واعدادها بشكل واع ومتعمد لحروب طويلة قادمة.
وتعمد الولايات المتحدة الى استخدام شعارات الحرية والديمقراطية المزيفة للتدخل السافر في شؤون الدول الأخرى وتشن الحملات العسكرية والغزوات في دول أخرى فضلا عن قيامها بعمليات التجسس الواسعة ليس فقط على الأمريكيين بل على المدنيين في جميع أنحاء العالم.