2024-11-25 09:25 م

المهرجان اللبناني للكتاب.. تكريم شوقي بزيع.. وفسحة لإحياء التراث الوطني

2015-03-15
بيروت/ تنوع المشهد وتعددت الوجوه على منبر "الحركة الثقافية- انطلياس"، واختلفت المواضيع في روزنامة نشاطات المهرجان اللبناني للكتاب الذي احتضن الكلمات والأفكار والتحليلات والاستنتاجات... وحركة نشيطة على منصات الكتب والتواقيع منها خاصة. فكان فسحة رحبة لإحياء التراث الوطني في ندوة "تعزيز المواطنة من خلال التراث الوطني"، ولتدفق الكلمات والأفكار في اللقاء حول كتاب "الشيعة بين الاجتماع والدولة" للراحل السيد هاني فحص الذي ازداد حضوراً بين محبيه وأتباعه وإن غاب جسده عنهم. وللعودة إلى الجذور والأصالة كانت مناقشة كتاب هيام ملاط "لبنان: بروز الحرية والديموقراطية في الشرق الأدنى". وللمشاهد الجميلة والمؤثرة في النتاج الشعري المعاصر كانت وقفة مع الشاعر شوقي بزيع الذي كرمته الحركة علماً ثقافياً في لبنان والعالم العربي.
 في الندوة التي عقدت حول "تعزيز المواطنة من خلال التراث الوطني"، اعتبر الياس القطار أن التراث فعل ماض ناقص والمواطنة فعل مضارع مستقبلي، لتبقى الإشكالية في كيفية الجمع بين الماضي والمستقبل وفي كيفية تجاوز عناصر التخلف الكامنة في التراث. وتابع جورج زوين لافتاً الانتباه إلى أن المشروع الوطني للمجتمع اللبناني، لو وجد، لن يعير اهتماماً كبيراً لتكوين حس الجمال والفن لدى المواطنين، خصوصاً أننا في زمن تذوق الفن الهابط حيث لا عمق معرفي ولا حس انضباطي. في حين وجدت منتهى صاغية في القرار السياسي أولوية لدعم التراث وتفعيله وإيجاد تمويل لخطط تنموية شاملة، ليأتي بعدها دور الأثري المكلف بدرس الموقع وعليه تقع المسؤولية الكبيرة.
  أما في الندوة التي تمحورت حول كتاب السيد فحص، فقد رأى ميشال، عقل في إدارته للندوة أن الكتاب الصادر حديثاً مدماك في تعالي العمارة المدنية اللبنانية، وإحياء للذاكرة التوحيدية المدنية للإجتماع الشيعي، وتوقه الدائم إلى الدولة المستقلة. وتوقف محمد حسين شمس الدين عند القسم الكبير من الكتاب المخصص للاستقصاء عن الأولويات في سيرة الشيعة اللبنانيين وفي خطابهم السياسي والاجتماعي والثقافي والديني والوطني، ولاسيما عند منعطفي الكيان والاستقلال. وأضاء سعود المولى على ثقافة فحص الإسلامية العميقة والواسعة والتي يوازيها ثقافة أخرى من خلال إطلالاته المختلفة على كل الفكر الإنساني، خصوصاً الفكر اليساري. فيما لفت ملحم خلف أخيراً إلى أن فحص ومن خلال كتابه، رتب المفاهيم والمعايير لناحية انتمائه الديني الإماني، ووضع الشيعة في مكانتهم الوطنية عبر الاندماج والانفتاح مؤكداً على أهمية فكرة المواطنة والتابعية لكل وطن من دون التخلي عن الخصوصية الشيعية.
من جهة أخرى، شدد جميل جبران في مناقشة كتاب "لبنان: بروز الحرية والديموقراطية في الشرق الأدنى"، على أنه من بين الميزات الكثيرة لمنهجه في البحث التاريخي، كتابة التاريخ التي ليست نظرة الحاضر للماضي فحسب بل نظرة الذين عاشوا أو شاهدوا ذلك الماضي. بدوره رأى الدكتور أنطوان مسرة أن الكتاب وما يشتمله من توثيق ما هو إلا ثمرة الاختبار والتفاعل مع الواقع والأحداث والتحولات في سبيل استخلاص قواعد نابعة من احتكاك الفكر بالخبرة. هذا ولفت الدكتور ملحم شاوول إلى أن الكاتب هدف إلى مقاربة نشوء الحرية والديموقراطية في الشرق الأدنى، إذ يبحث ويعرض المحددات التي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في عملية توليد مسار الحرية وسيرورة الديموقراطية.
وفي حفل تكريم العلم الثقافي الشاعر اللبناني، تحدث فرنسوا قزي عن شوقي بزيع "الشاعر العاشق لغة قد انزرعت في وجدانه وعقله، فأحسن سبكها لفظاً، وإيقاعاً ومضموناً، ودلالة وصورة وصياغة". وفي مداخلتها، تناولت زهيدة درويش جبور، بزيع، "الذي برهن عن قدرته على بلورة نظرية متكاملة في الشعر ودوره من دون أن يتوسل لغة التنظير والمنطق". ووصفته بشاعر التجربة "الذي يكتب القصيدة إملاء الداخل فتخرج رعداً تارة، وتنساب لحناً منكسراً تارة أخرى وفق حركة تتراوح بين الثورة والاستسلام، القيامة والموت، الأمل واليأس". وقبل أن يتسلم درع الحركة من أمينها العام أنطوان سيف، وعد المكرم نفسه أخيراً بألا تحيله المناسبة هذه على التقاعد، بل على رفد مسيرته مع الكتابة.

المصدر: صحيفة "السفير" اللبنانية