2024-11-25 06:56 م

نتنياهو في الكونجرس.. صرخة انتخابية في مواجهة ايران دفاعا عن اسرائيل والسعودية وتركيا!!

2015-03-05
القدس/المنــار/ عشية الانتخابات النيابية في اسرائيل اختار بنيامين نتنياهو موعد القاء خطابه أمام الكونجرس الأمريكي، دون اعتبار لموقف ورد فعل الادارة الامريكية، متخطيا الاعراف الدبلوماسية ، غير آبه للانقسام الذي أحدثته خطوته هذه في صفوف الاسرائيليين.
اختيار هذا التوقيت ، للحديث عن مفاوضات الغرب وايران حول البرنامج النووي لطهران، ليس هو الهدف الوحيد من وراء خطاب نتنياهو الذي وضع رأسه في رأس البيت الأبيض، وأصر على الوقوف أمام الكونجرس، ليعلن من على منبره رفضه وتخوفه من الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين ايران والغرب، هناك أهداف اخرى وراء خطوة نتنياهو، في مقدمتها أنه القادر الوحيد على مواجهة واشنطن علانية، على أمل عرقلة التوصل الى الاتفاق النووي.
صحيح أن هناك دولا هي الاخرى تعارض ـ ولكل أسبابها ـ أي اتفاق قد يتم التوصل اليه بين طهران والغرب، وعلى رأسها مملكة آل سعود، لكن، الملك السعودي الجديد ليس كالملك السعودي الراحل الذي كان "يشاغب" على هذه المفاوضات بشكل علني، كذلك الأمر بالنسبة لتركيا التي آثرت مع الرياض الصمت، فجاء نتنياهو ليتحدث نيابة عن الرياض وأنقرة وغيرهما من العواصم.
ورئيس الوزراء الاسرائيلي اختار اتخاذ خطوته بالحديث من على منبر الكونجرس الامريكي عشية الانتخابات في بلاده، وهو يعلم أن الايام المتبقية لاجرائها قليلة، وبالتالي، سوف تتصدر خطوته وسائل الاعلام والنقاشات في اسرائيل، وهذا يعني دعاية انتخابية له، وأنه القوي غير المكترث حتى برد الفعل الأمريكي، مادام يرى في نفسه المدافع عن مصالح اسرائيل ومستقبلها وأمنها.
وتقول دوائر سياسية واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن نتنياهو ومن على منبر الكونجرس الامريكي كان يتحدث بشكل علني دون تحفظ عن المفاوضات الايرانية الغربية نيابة عن السعودية وتركيا، وبينهما وبين اسرائيل علاقات قوية عميقة ومتطورة، فمعارضة نتنياهو لهذه المفاوضات أسهل بكثير من أن تخرج أنقرة والرياض بشكل علني لانتقادها، بمعنى أن نتنياهو كان يتحدث أمام الكونجرس "على يمينه" السعودية ومن "على يساره" النظام التركي، فالنظام السعودي الجديد ما زال في مرحلة تمكين الحكم.
وفي عهد الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، كان النظام يعمل مع فرنسا وتركيا بشكل علني ضد الاتفاق النووي، لكن، فرنسا اليوم وفي ظل "موسم" ارتداد الارهاب بحاجة الى المعلومات الاستخبارية في الشرق الاوسط ، ولدى طهران الكثير منها، وبالنسبة لتركيا ، فهي على حدود ايران، وبالتالي ، تفكر أنقرة كثيرا قبل أن تعلن موقفها علانية ضد برنامج ايران النووي.
لكن، هذا لا يعني أن أنقرة والرياض ، توقفتا عن "العكننة" و "الشكوى" فموضوع البرنامج النووي الايراني كان على رأس جدول أعمال اللقاء بين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحاكم تركيا رجب أردوغان الذي زار مملكة ال سعود مؤخرا، بداية لخطوات تحسين العلاقات بين البلدين، على صعيد تنسيق المواقف ، وتغيير السياسات والمضي في مناصبة العداء لشعوب الأمة وفي مقدمتها الشعب السوري، وهذا ما يفسر مواصلة الاعلام المأجور والقابض من العاصمتين حملاته ضد ايران وتشويه سياستها، والحديث عما يسميه هذا الاعلام بتردي الوضع الاقتصادي في ايران، في محاولة يائسة تستهدف اثارة الشعب الايراني.
رئيس وزراء اسرائيل، من جانبه، وكما تؤكد دوائر سياسية مطلعة لـ (المنــار) لن ينجح في ثني دول الغرب عن عقد اتفاق النووي الايراني مع طهران، وهو يدرك ذلك، لكنه، يسعى لتخفيض مكاسب ايران من وراء الاتفاق المتوقع عقده خلال شهر من الآن.
ويبقى الهدف الانتخابي، في مقدمة الأهداف التي سعى نتنياهو الى محاولة تحقيقها من وراء خطوته بالقاء خطاب له في الكونجرس الامريكي، فالانتخابات الاسرائيلية على الابواب، ونتنياهو يعود الى اسرائيل، وسط نقاش حاد وواسع لخطوة نتنياهو، وهذا ما أراده رئيس وزراء اسرائيل، بمعنى أن زيارته لواشنطن ووقوفه أمام الكونجرس هي خطوة انتخابية.