2024-11-25 11:22 ص

الموت يغيب الروائي الفلسطيني نواف أبو الهيجاء

2015-02-07
غيب الموت في بيروت الكاتب والروائي الفلسطيني نواف أبو الهيجاء عن اثنين وسبعين عاما، قضاها متنقلا بين دمشق وبغداد والكويت وعمان وبيروت وغيرها من المدن والعواصم العربية والأجنبية، وقد نعاه الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين الفلسطينيين والعرب، الذين وصفوا رحيله بالخسارة للأدب العربي عموماً.
ونواف أبو الهيجاء قاص وكاتب مسرحي وروائي وكاتب صحفي وإذاعي، ولد في قرية عين حوض القريبة من حيفا نهاية العام 1942، وشردته النكبة طفلاً مع عائلته إلى العراق، حيث درس اللغة الانجليزية في كلية الآداب بجامعة بغداد، وعمل في الصحافة المقروءة والمسموعة في العراق وسوريا والكويت، وفي الإعلام الفلسطيني أيضاً، ونشر قصصه ومقالاته عدد كبير من الصحف والمجلات العربية.
صدر للروائي نواف أبو الهيجاء عدد من المجاميع القصصية والمسرحيات والروايات، من بينها رواية «أنت خط الاستواء»، «الخروج من جوف الحوت» وغيرهما، وحظيت تجربنه الأدبية بعدد من الدراسات النقدية والأكاديمية، وكانت آخر إصداراته هي مذكراته التي كتبها ونشرها الشهر الماضي في بيروت وحملت عنوان «فلسطيني جداً»، وهي سيرة ذاتية تتحدث عن المحطات التي عاشها الروائي الراحل في حياته بين العواصم العربية، ويمكن أن تكون سيرة شعب ووطن أيضاً، بسبب تداخل العام والخاص في كثير من صفحاتها. وفي مقدمتها يقول عن نفسه: «أؤكد رفضي أن أُحسب على أي حزب أو فصيل أو حركة فلسطينية كانت أم غير فلسطينية. رايتي عَلَم فلسطيني فأنا فلسطيني عربي. ومع الإنسان خاصة مَنْ كان يفهم قضيتي الفلسطينية وحقي في العودة إلى وطني المغتصب. كما أنني أعتزّ باستقلاليتي وأنقل أمانة ما عشت ومن رأيت كواقع تاريخي فقط».
وقد رثاه الشاعر العراقي عبد المنعم خمندي بقصيدة يقول فيها:
لماذا رحلتَ وأبقيتنا للمراثي/ أحتى جراحك تكتبُ ملحمةً/ للبلاد التي في الضلوع/ تُخبّئُ فيها رؤاك/ تحج إليها بمهد يسوع/ ونزف السنين العجاف تماهى/ بفجرٍ مدمّى وغاب الطلوع/ لماذا رحلتَ/ أحتى الكواكبُ تغفو على مقلتيك/ أحتى تنام فلسطين في راحتيك/ حلمتَ بعمّان منجى/ وبيروت قد فارقت ظلها/ وشوارع بغداد مغسولة بالدماءْ/ وما من ملاذٍ يضمُّ هواكَ سواها السماءْ.