2024-11-30 06:25 م

مقتل أميركي يكشف تعاوناً عسكرياً بين السعودية وإسرائيل!

كريمر يتناول «الكبسة» مع ضباط سعوديين

2015-02-02
حادث وفاة أو قتل في فندق «مكارم تبوك» يفضح علاقات سرية بين الجيش السعودي وشركة سلاح إسرائيلية.
فقد أعلنت الشرطة السعودية عن مقتل مواطن أميركي يدعى كريستوفر كريمر، بعد انتحاره من نافذة غرفته في الفندق الذي يقيم فيه. غير أن عائلته ترفض اعتبار الوفاة ناجمة عن سقوط اعتيادي أو انتحار، وتقول إنه تعرّض للقتل هناك. لكن القصة لا تكمن في سبب مقتل كريمر، وإنما في طبيعة العمل الذي يقوم به.
فكريمر ليس في الحقيقة سوى موظف في الخمسين من عمره يعمل في شركة «كولسمان» الأميركية، والتي هي شركة متفرعة عن الشركة الإسرائيلية الأم المنتجة للتكنولوجيات العسكرية المتطورة المعروفة باسم «ألبيت». وكان يعمل «مندوب دعم فني»، ووصل إلى هناك في كانون الثاني الماضي، لتسويق منظومات «تاو» جديدة، كانت الشركة معنية ببيعها الى السعودية بعد أن كانت باعتها منظومات أخرى. وقد كشفت شبكة «فوكس» الأميركية أنه كان في مهمة تتعلق ببيع السعودية منظومات صواريخ «تاو» المضادة للدروع.
وتساءلت وسائل إعلام إسرائيلية عمن يكون خلف مقتل مندوب «شركة ألبيت معراخوت» في السعودية. وتنقل عن أفراد في عائلته أن كريمر قتل لأنه شكل «خطراً على صفقة سلاح كبرى». ويقول محامي العائلة، وهو نوح ماندل، إنه «تم بيع الشركة السعودية منظومة صواريخ، لكن هذه اشتكت من أن المنظومة لا تعمل. فتمّ إرسال كريمر عملياً لرؤية إن كان بوسعه إثبات أنهم يطلقون الصواريخ بطريقة خاطئة». ويتّهم ماندل، باسم العائلة، شركة «Global Defense Systems» السعودية بمحاولة كسب أموال بالخداع عن طريق ادعاء أن المنظومات لا تعمل بالشكل المطلوب، ما يتيح لها استرجاع قسم من الثمن. وأضاف أن كريمر وصل إلى السعودية في الثامن من كانون الثاني الماضي، وبقي هناك حتى مقتله في 15 من الشهر ذاته.
وتستند العائلة على مراسلات جرت عبر هاتف كريمر مع أقرباء له في الولايات المتحدة، يستنجدهم فيها الاتصال بوزارة الخارجية الأميركية للتدخل، ويقول لهم إنه بات في خطر. ونشرت محطات تلفزة أميركية نص رسائل هاتف كان كريمر بعث بها إلى أقاربه، بينها «أنا في فندق في السعودية. أشعر بأن شيئاً سيئاً سيحدث لي الليلة. الرجاء اتصلوا بوزارة الخارجية الأميركية بشكل عاجل. سمعت أموراً سيئة».
وأثناء وجوده في السعودية كتب رسائل قصيرة تنطوي على إهانة للسعوديين، بينها «صواريخ M109 (توماهوك) عندهم قديمة ومليئة بالمشاكل. وهم لن يشكلوا مشكلة أمامنا إذا اضطررنا لنفطهم». ووصف بعض مَن يتعامل معهم في السعودية من طواقم الصواريخ بأنهم «hot shits»
وفي كل الأحوال بانتظار الجثة، التي لم تصل بعد إلى أميركا، عملية تشريح لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة.
لكن شركة «كولسمان» تنفي رواية المحامي، وتقول إن منظومات الصواريخ كانت صالحة، وإن كريمر ورفاقه أظهروا للسعوديين أنها تعمل على ما يرام، بل إن كريمر نشر فيديو إطلاق أحد الصواريخ.
أما شركة «البيت معراخوت» الإسرائيلية فنشرت بياناً جاء فيه «تلقينا بلاغاً من شركة كولسمان، الشركة المتفرعة عن ألبيت معراخوت في أميركا، بأن أحد العاملين، كريس كريمر، توفى أثناء رحلة عمل. وتقوم وزارة الخارجية الأميركية بفحص ظروف الوفاة. ليست لدينا تفاصيل أخرى في هذه المرحلة، وننتظر تقرير الخارجية الأميركية لشركتنا المتفرعة في أميركا. إن كريمر يعمل في الشركة منذ 12 عاماً، وليس بوسعنا تسليم تفاصيل حول المشروع الذي يعمل به، لكن الأمر يتعلق بمنتج قديم لشركة كولسمان، وهو منتج قديم لا شأن له بأي تكنولوجيا إسرائيلية».
لكن عائلة كريمر اتهمت شركة «كولسمان» بالتآمر ضده، لأنها قبلت بمنطق الانتحار الذي ساقته الشرطة السعودية من دون تدقيق. وربما تحت الضغط، تراجعت «كولسمان» وأعلنت أنها تسعى لمعرفة أسباب موته من خلال الاتصال الوثيق مع وزارة الخارجية.
وفي وقت لاحق، أعلنت الخارجية الأميركية «أننا مقتنعون أن المواطن الأميركي، كريستوفر كريمر، قتل خارج فندق صحارى مكارم في تبوك في منتصف كانون الثاني، وممثلون عن وزارة الخارجية يتابعون الأمر مع العائلة، ويقدمون مساعدة قنصلية». ومعروف أن التحقيق في حوادث من هذا النوع يتم في مكتب التحقيقات الفيدرالية.
وفي كل حال فإن مقتل أو انتحار كريمر خلق لغزاً يطرح العديد من التساؤلات أولها: ماذا يفعل مندوب شركة إسرائيلية لصنع السلاح في السعودية؟ ولمن تذهب هذه الصواريخ، خصوصاً أن الجهة المشترية هي شركة سعودية وليست الجيش نفسه بشكل مباشر؟ وكيف تواجد كريمر مع ضباط سعوديين لتناول «الكبسة»؟ وهل هذه هي الشركة الإسرائيلية الوحيدة التي تعمل مع السعودية؟ أو أن هذه هي الصفقة الأولى مع شركة «كولسمان»؟
عن صحيفة "السفير" اللبنانية