عمان/ اتفق الشاعر أحمد أبو سليم والقاصة سامية العطعوط على ريادة فنان الكاريكاتير الشهيد ناجي العلي وأهميته في صياغة الوجدان الشعبي العربي، باعتباره فنانا مناضلا وملتزما، ودوره في تكريس الفن سلاحا في معركة الوطن والأمة، وكذلك حجم الخسارة التي تركها غيابه في المشهد الفني والثقافي الفلسطيني والعربي، جاء ذلك في حفل إشهار كتاب صدر مؤخرا في عمان عن الفنان الشهيد لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاده، واحتضنته رابطة الفنانين التشكيليين.
أبو سليم والعطعوط قدما في الأمسية ما يشبه الشهادة عن الفنان وسيرته الفنية والمهنية والنضالية، من دون أن تخلو كلمة كل منهما من قراءة لهذا الفن الذي أنجبه الفنان الراحل وانعكاس ذلك على الحياة العربية والفلسطينية، وعلى حياة الناس البسطاء أيضا، وهو الذي اتخذ من حنظلة لسانا وريشة وموقفا وسلاحا في معركته الطويلة، والمتحدثان ممن أسهما في الكتابة عن ناجي العلي في الكتاب المحتفى به، لذلك جاءت الكلمتان قريبتين من النبض الذي حمله الكتاب في صفحاته، وقريبتين من نبض المرحلة التي مثلها الفنان الراحل قي رسوماته التي ما تزال صالحة للتداول حتى اليوم.
الاحتفال بإشهار الكتاب تحول إلى احتفاء بالفنان الشهيد، والى احتفاء بالفن المقاوم، الذي تبدو الحاجة إليه ملحة في هذه المرحلة العربية الحاسمة من تاريخ أمتنا التي تتعرض لأكثر من مؤامرة، وهذا ما أشار إليه عدد من المهتمين والمتابعين.
الأمسية التي قدم لها وأدارها نائب رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الفنان والكاتب عماد مدانات، أشار فيها إلى أهمية الاحتفاء بناجي العلي وفنه، والى الدور الذي لعبه فن الكاريكاتير في تحصين الوجدان العربي وحراسته، ليتفق الحضور على أن ما أنجزه العلي ما زال حاضرا في يوميات حياتنا، وإن كانت الرصاصات الغادرة غيّبت جسده قبل خمسة وعشرين عاما.
كتاب ناجي العلي الذي تم الاحتفال بإشهاره حمل عنوان «ناجي العلي.. نبض لم يزل فينا»، ضم مقالات وشهادات ودراسات لعشرين كاتبا ومثقفا أردنيا، تناولت مختلف جوانب حياة الفنان الشهيد وسيرته الفنية، واشرف على إنجازه الأدباء: أحمد أبو سليم، نضال القاسم وسليم النجار الذي كتب مقدمته أيضا، وصدر عن منشورات دار البيروني في عمان في شهر آب الماضي.