2024-11-25 10:55 م

معسكر اليسار الاسرائيلي يخوض الانتخابات بشعار العدالة الاجتماعية واليمين بحاجة الى توحيد أجنحته

2015-01-18
القدس/المنـار/ أسفرت الانتخابات الداخلية التي جرت مؤخرا في حزب العمل لاختيار قائمته للكنيست عن وجوه جديدة شبابية، واحتل فيها العنصر النسائي نسبة لا بأس بها في هذه القائمة، وتصدرت شيلي يحيموفيتش المرتبة الأولى ، والوجوه التي تزاحمت على قمة قائمة العمل معروفة برفعها رايات العدالة الاجتماعية، وهذه النتائج التي أفرزت يحيموفيتش على رأس القائمة، تعني أن الأغلبية في حزب العمل ومناصريه يدعمون الخطاب الخاص بايحاد حلول للأمراض والأزمات الاجتماعية التي تعاني منها اسرائيل أكثر من أية خطابات أخرى بما فيها الخطاب السياسي وعملية السلام مع الفلسطينيين.
قائمة حزب العمل وبصورة خاصة المتربعين على قمتها، تمثل اراء ومواقف الاغلبية العظمى في اسرائيل لأهمية التركيز على الأمور الاجتماعية، والبحث عن حلول للفقر وتوفير الأموال لمساعدة الطبقات المسحوقة والمعدومة، وقائمة ما يسمى بـ "المعسكر الصهيوني" الذي يجمع بين حزب العمل وحزب الحركة برئاسة تسيفي ليفني، ترى فيها الدوائر الحزبية في اسرائيل قائمة جاذبة للأصوات، ففيها دماء شابة جديدة وشخصيات تعتبر مواقفها رافعات يجمع عليها الكثيرون، من اليمين واليسار، ولهذا السبب، كان هناك ارتفاع في شعبية المعسكر الصهيوني برئاسة هرتسوغ ـ ليفني، أي أن عملية التصويت القادمة في آذار ستكون على أساس البرنامج الاجتماعي لهذا المعسكر، بمعنى أوضح أن قائمة هرتسوغ ـ ليفني مقبولة من الناحية الاجتماعية، لكن، من حيث الموقف السياسي لا تحظى بموافقة أغلبية الشارع الاسرائيلي، ومعروف أن المجتمع الاسرائيلي يميل نحو اليمين، حيث ينظر الشارع الى المعسكر الصهيوني برئاسة هرتسوغ وليفني من الناحية والبرامج السياسية بأنه ما زال في أقصى اليسار، يذكر أن هناك أحزاب اخرى متمركزة في الوسط كحزب لبيد وكحلون وليبرمان.
ان الاصوات والمقاعد التي تؤيد حزب العمل هي في داخل كتلة يسار الوسط، وليس من اليمين، واصوات اليمين لا تذهب ابدا الى معسكر اليسار وتسرب الاصوات في اليمين تذهب الى أجنحته، وليس الى اليسار وهناك تنافس بين المعسكريين على أصوات الوسط.
ان التوقعات والاستطلاعات التي تشير الى أن فقدان اليمين للحكم في اسرائيل، وأن الليكود لن يصل ثانية الى الحكم، أي أنه لن يحصل على المقاعد الأكثر في الكنيست تصب في صالح الليكود، وقد تدفع أجنحة اليمين المتطرف التي تحاول خوض الانتخابات القادمة بقوائم متعددة الى التلاقي والتوحد في قائمة واحدة يكون بامكانها اجتياز نسبة الحسم وعدم اضاعة الالاف من الاصوات أو الاعلان عن دعم الليكود برئاسة نتنياهو حفاظا على بقاء اليمين في الحكم.
أما بالنسبة للبرامج السياسية للمعسكرين اليساري واليميني، فانه لا خلاف حقيقي بشأنها بين المعسكرين المتنافسين، خاصة بشأن القضايا والمسائل الجوهرية للقضية الفلسطينية كالقدس واللاجئين، فاليمين يعلن مواقفه بخصوص البرنامج السياسي بصراحة ووضوح، بينما اليسار يحمل نفس الموقف، لكن لا يصرح ذلك علانية، انتظارا لاعتبارات تفرض عليه توضيح موقفه الذي لا يختلف أبدا عن موقف اليمين.