2024-11-25 08:44 م

إرتدادات الصراع الداخلي في "شاس" تضرب بقوة الساحة الحزبية في اسرائيل

2015-01-04
القدس/المنــار/ حالة من الاضطراب والمد والجذر تعيشها الأحزاب الاسرائيلية المختلفة ومفاجآت مرشحة للتصاعد وهي لن تتوقف ولن تستقر فبل أن تعرض الأحزاب قوائمها الانتخابية بشكل نهائي حتى نهاية الشهر الجاري.
وما تزال ارتدادات الصراع الداخلي داخل المعسكر "الشرقي المتدين المتزمت ـ الحريديم" ، الذي تمثله حركة شاس تضرب وبقوة الساحة الحزبية في اسرائيل في ظل حالة الصراع التي يشهدها هذا المعسكر والتي تسببت بانشقاق "الياهو يشاي" عن حركة شاس بعد خلافات مستمرة ومتواصلة بدأت عشية الانتخابات الماضية عندما تم الاتفاق على اقامة قيادة جماعية لحركة شاس لخوض الانتخابات في محاولة لتجاوز الخلافات، وفي شهر ايار من العام 2013 تم تعيين "ارييه درعي" رئيسا للحركة. لكن هذه الخلافات وبالتحديد بين "ارييه درعي" و "الياهو يشاي" لم تختفي وتعاظمت بشكل كبير وخرجت عن السيطرة بعد وفاة الزعيم الروحي للحركة الحاخام "عوفاديا يوسيف"، حيث شهر يشاي بأن الامور قد خرجت عن السيطرة وأنه لم يعد له مكان في حركة شاس. وبعد الاعلان عن تبكير الانتخابات وحل الكنيست قرر يشاي الانشقاق عن شاس وتشكيل حزب جديد تحت اسم "الشعب معنا"، لكن الصراع بين درعي ويشاي لم يتوقف عند هذا الحد، فيدأت حرب تسريبات لتسجيلات يهاجم فيها الحاخام عوفاديا يوسيف وبقوة "ارييه درعي" مما دفع الاخير الى الاعلان عن استقالته من رئاسة شاس وعضوية قائمة الحركة في الكنيست.
هذا الصراع داخل المعسكر الشرقي المتزمت في اسرائيل يعرض هذا المعسكر للانهيار التام في الانتخابات القادمة للكنيست، ولهذا السبب يحاول كبار الحاخامات سواء من الشرقيين أو الغربيين المتزمتين "الحريديم" الوصول الى صيغة ما يمكنها أن تنهي حالة التصارع وتمنع الانهيار التام وتحافظ على القوة التي يتمتع بها هذا المعسكر في الكنيست الحالية "18 مقعدا"، وتتحدث وسائل الاعلام في هذا المعسكر، عن امكانية تحقيق فائدة عالية ومنع انهيار قوة المعسكر المتزمت في حال خاضت الاحزاب الانتخابات القادمة في قائمة واحدة تجمع "شاس" و "ايلي يشاي" و "يهدوت هتوراة" و "بني توراة". وتتنبأ استطلاعات الرأي حصول هذه القائمة على أكثر من 18 مقعدا في حال تم خوض الانتخابات بشكل موحد، ولكن في حال تم خوض الانتخابات بصورة "متفرقة" فان هذا المعسكر لن يحصل على أكثر من 14 مقعدا. وفي حال نجحت مساعي "الوحدة" أو على الأقل حافظ هذا المعسكر على قوته، فانه بالتأكيد سيكون القوة المحددة لهوية الجهة التي ستنجح في تشكيل الحكومة القادمة في اسرائيل، فأي تكتل سواء اليمين أو اليسار سيحتاج الى المتدينين المتزمتين "الحريديم" في التشكيلة القادمة للحكومة. ولكن في حال استمر الصراع وتواصل داخل المعسكر الشرقي المتنزمت فان هذا سيفقد "الحريديم" من الشرقيين والغربيين التأثير في الانتخابات، حيث ستتراجع قوتهم من حيث المقاعد، وهذا يعني تراجعا في التأثير في تشكيلة الحكومة القادمة.