فلسطين يا وجعاً يرسم تفاصيله أبناء جلدتي , كنت ولازلت حكاية ً لا تنتهي , من صور بهائك ومفاتنك الساحرة الراسخة في ذاكرة والدي وجدي أرشف من ماء عيونك , وأستحم في بحرك الطافح بالقدسية والعظمة فأولد من جديد , يولد الشهيد , وكل وليد ٍ شهيد .
يا عبقاً تخجل في حضرته أن تفوح روائح باريس , يسري في دمي وروحي , يتملكني مسكاً يأسرني حباً , شوقاً , يهمس في أذني كل مفردات الشموخ , ويصدح مدوياً بكل ألحان البطولة , يعزف لحن الشهيد , لحن الأرض , معزوفة الخلود , يغني للشهيد , يكفكف الدموع , ينصب القامات , يطاول الهامات , وعلى إيقاع فلسطين يشدو : زغردي يم الجدايل , من سجن عكا , هدي يابحر , يعود ليهمس , فتقول الدموع : كم أشتاق لأبنائي الموغلين في الهجرة والبعد , اللاجئين غير مرة , المسرفين في الغياب , على متن السحاب , إلى مدن الضباب .
وتبقين .. أنشودة الصمود , مسلسل الآهات , قصة الشهداء , أم البدايات , أم النهايات .
من عيونك ينهمر الكوثر, وفي رحابك يصلي الله وينفخ فيك من روحه فيفيض الطهر ويفوح الطيب ويتطاول الزعفران , إليك تهبط الجنة , فتتعانقان ,تتلازمان ,تترافقان.. وتعرجان.
* كاتب فلسطيني مقيم في سورية
