والملاحظ، أنه لا يوجد خلاف بين الأحزاب حول قضية اساسية تواجه اسرائيل، لا تهديد أمني ولا عملية السلام، تكون محور خوض الانتخابات، وانما الاطاحة بنتنياهو، وعدم بقائه على رأس الحكم في اسرائيل في السنوات القادمة. لكن، لا أحد يمكن أن يتكهن نتجية هذه التحركات والاصطفافات التي نراها في اليسار أو الوسط أو حتى في صفوف اليمين، وما نتوقعه هو الحاجة الكبيرة في الانتخابات القادمة الى الاحزاب المتدينة كحركة شاس وحزب يهدوت هتوراة، وقد تمتلك هذه الأحزاب قرار الاستبعاد أو القبول بهذا الحزب أو ذاك للاشتراك أو الجلوس معه في الائتلاف الحكومي القادم.
ويرى بعض المتابعين لما يدور في الساحة الحزبية، أن كحلون وليبرمان هما المفاجأة القادمة، وربما يعقد الاثنان تحالفا عشية الانتخابات أو بعد صدور نتائجها، ولا يستبعد أن يخوضا الاتصالات مع تكتل اليسار واليمين كجبهة واحدة بعد ظهور النتائج، أو أن يقوم ليبرمان وكحلون في تحالف مشترك باختيار هرتسوغ وليفني والتوصية لهما لتشكيل الحكومة القادمة والانضمام اليها، ويعترف ليبرمان في جلسات مغلقة بأن فرص نتنياهو لتشكيل الحكومة القادمة هي في تراجع مستمر.
دوائر حزبية، تتوقع أن يكون تشكيل الائتلاف القادم في حال لم ينجح نتنياهو في تشكيل الائتلاف القادم في حال لم ينجح نتنياهو في تشكيله على النحو الاتي: حزب هناك مستقبل وحزب كحلون وتحالف ليفني وحزب العمل، ويتوقع أن يحصل هذا التحالف على 48 الى 50 مقعدا، وهناك في اسرائيل من تفاءل كثيرا في الايام الاخيرة من التحالف الذي حصل بين ليفني وهرتسوغ، ووجود فرصة لكي يشكل تكتل الوسط واليسار الحكومة القادمة، لكن، ما زال هناك ضوء خافتا في نهاية نفق الجناح اليساري ووسط اليسار في الخارطة الحزبية الاسرائيلية ، ولم تصل قوة ومدى هذا الضوء الى ما يمكن وصفه بالفرصة الحقيقية للتغلب على نتنياهو وتشكيل الائتلاف القادم.
والاغرب من ذلك كله، أن اليسار الراغب بالعودة الى الحكومة في اسرائيل بعد فترة طويلة من الجلوس على مقاعد المعارضة على استعداد للتضحية بكل شيء والتوصل الى تفاهمات وخطوط عريضة مع أي شريك في الائتلاف القادم، اذا كانت النتيجة استبعاد نتنياهو حتى أن هرتسوغ وليفني على استعداد للجلوس في نفس الائتلاف مع ليبرمان، والتوافق معه على مسائل مهمة، بما فيها المفاوضات مع الفلسطينيين، لكن، مهما كانت التضحيات والتنازل عدم الايديولوجيات الا أنه من المستبعد في ظل ما نراه حاليا، أن يحدث انقلاب يبعد نتنياهو من خلال صناديق الاقتراع عن رئاسة الحكومة القادمة، وهذه قد تكون آخر جولة يخوضها نتنياهو في الحياة السياسية سواء على رئاسة الليكود أو تركيب الائتلاف القادم ، فالتحدي القادم بعد الانتخابات التي ستجري في آذار القادم سيكون تحديا كبيرا، على المستوى الداخلي في الليكود.
بعض المراقبين في اسرائيل، يرون، على الأغلب أن يضم الائتلاف القادم اضافة الى الليكود، حزب البيت اليهودي بزعامة بينت واسرائيل بيتنا بزعامة ليبرمان، والاحزاب المتدينة وفي حال حصل ذلك، ستكون مثل هذه الحكومة قوية ومستقرة الى حد ما، وهناك فرصة أخرى مرتبطة بنتائج الانتخابات وعدد المقاعد، حيث تشكل حكومة يتزعمها حلف العمل والحركة، وتضم أيضا ليبرمان وكحلون والاحزاب المتدينة، لكن، مثل هذه الحكومة غير متجانسة، ولن تعمر طويلا، وستصطدم بتحديات عديدة، خاصة اذا لم تتغير مواقف بعض المشاركين فيها اتجاه عملية السلام، بمعنى أنه من الصعب رؤية توجه واحد وموقف متجانس حول عملية السلام بين ليبرمان وليفني، الا اذا تم الاتفاق بين هذه الاطراف على أن المرحلة الراهنة مع الفلسطينيين هي مرحلة ادارة الصراع والظهور بمظهر جيد أمام العالم من خلال الابقاء على عجلة المفاوضات تدور، أي أن تكون هناك قيود ومحددات لأية مفاوضات ستتولاها بالفعل ليفني بالشراكة مع هرتسوغ.
وسواء كان السيناريو الأول في تشكيل الحكومة برئاسة نتنياهو، او الثاني بزعامة هرتسوغ وليفني فان الخاسر في السيناريوهين، هو يئير لبيد اذا لم يصطف مع أحد الكتلتين، أما في السيناريو الثاني فان الخاسر الأكبر هو نتنياهو، وفي حال تم تشكيل الائتلاف من اليسار وفشل الليكود في المعركة القادمة، فان باب الخروج من العمل السياسي في اسرائيل سيفتح عال مصراعيه أمام نتنياهو.