2024-11-25 09:41 م

"تحالف الحاجة" بين هرتسوغ وليفني * قلق لبيد قد يدفعه للتحالف مع كحلون وليبرمان

2014-12-11
القدس/المنــار/ تحالف "الحاجة" بين زعيمي حزب العمل والحركة هرتسوغ وليفني، لتشكيل قائمة مشتركة للذهاب الى الكنيست الاسرائيلية، والتناوب على رئاسة الحكومة في حال فوز تحالفهما، لا يضمن أن تكون نتائجه ايجابية، هذا التحالف يحتاج الى فترة من الوقت قبل أن يتضح اذا ما كان قرار الارتباط والتحالف بين ليفني وهرتسوغ يساهم في ارتفاع حظوظهما بتشكيل الائتلاف الحكومي القادم، من خلال أصوات تترجم الى مقاعد تتجاوز العشرين مقعدا على الأقل في الكنيست، واقل من هذا الرقم، فان ذلك ، سيشكل فشلا ذريعا لن يتحمله هرتسوغ، وسيدفعه الى تقديم استقالته.
ويرى البعض في اسرائيل أن خطوة هرتسوغ باتجاه ليفني هي خطوة خاطئة، ويعتبرون موافقته على حصول ليفني على رئاسة الحكومة في النصف الثاني من ولايتها في حال شكلها هرتسوغ، هو ثمن كبير لا تستحقه ليفني التي لا تبشرها إستطلاعات الرأي بالكثير، وهذا يعني أن الثمن الذي حصلت عليه من خلال تحالفها مع حزب العمل لم تكن تحلم به، وكان مبالغا فيه وهذا بالتأكيد سيتسبب في الفترة القادمة في حالة "تشاحن" وانتقادات وصراعات داخلية في حزب العمل، وهذا التحالف الانتخابي سيحصل على أصواته من أجنحة اليسار نفسها، كحزب ميرس وكذلك من حزب هناك مستقبل بزعامة لبيد، وأن على أي تحالف في اليسار أن يتجه لكسب أصوات المترددين المتواجدين في الوسط، على حافة اليمين ، ومعسكر اليسار في اسرائيل لن يستطيع تشكيل الائتلاف الحكومي القادم في حال لم تتجاوز عدد مقاعده في الكنييست الخمسين مقعدا.
وليس مستبعدا أن تنفصل الحركة برئاسة ليفني عن قائمة حزب العمل بعد اجراء الانتخابات في اذار القادم، اذا لم تتجاوز القائمتان المتحالفتان العشرين مقعدا، عندها سيجلس أعضاء الحزبين في مقاعد المعارضة.
لقد عانى اليسار في الفترة الأخيرة من مشاكل عديدة،بينها، أن هرتسوغ لم ينجح على الاقل في استطلاعات الراي منذ الاعلان عن تبكير الانتخابات في التقدم على نتنياهو، لذلك، يرى البعض في اسرائيل، أن ما حاول هرتسوغ فعله مع ليفني، هو باختصار محاولة لتغيير ما تعكسه استطلاعات الرأي من عدم تقدم معسكر اليسار في الانتخابات النيابية آذار القادم.
وكان اليمين قد قام في الانتخابات الماضية بخطوة شبيهة الى حد ما، بخطوة هرتسوغ ليفني، عندما تحالف نتنياهو وليبرمان، وما أقدم عليه حزب العمل مع حزب الحركة برئاسة ليفني هو لتغيير واجهة العرض في معسكر اليسار، وهذه استراتيجية رائعة لتسويق "البضائع" فعملية تغيير شكل وتمركز وتموضع هذا العنصر او ذاك داخل حلبة اليسار هي استراتيجية يمكن أن تجذب الأصوات، ولكن لا يمكن أن نبني عليها كثيرا.
ويرى اليمين في خطوة هيرتسوغ ـ ليفني فرصة له لتحويل الصراع في الانتخابات القادمة الى صراع بين اليمين واليسار، اي صراع ايديولوجيات، وسيكون هناك هجوم شخصي على هرتسوغ والتشكيك به وبقدراته على ادارة شؤون اسرائيل في المجالات المختلفة.
أما ليفني فهي الفائز من تحالفها مع العمل، فهذا التحالف يضمن لها البقاء في الحياة السياسية ، حيث استطلاعات الرأي توقعت لها منفردة الفوز بـ 4 مقاعد فقط في الكنيست.
ويبقى وضع يئير لبيد حتى الان هو الأسوأ، فاستطلاعات الرأي بشرته بأقل من عشرة مقاعد، حيث، نسبة كبيرة من مصوتيه ستذهب الى الحزب الجديد الذي شكله موشي كحلون، لكن، من الممكن، أن يتجه لبيد الى التحالف مع ليبرمان وكحلون في تكتل من ثلاثة أحزاب، وهذا أمر وارد، لأن ليبرمان تحركه مصالحه، وكحلون معني بدخول الائتلاف القادم أيا كان الحزب الذي سيشكله، فهو حريص على تحقيق برامجه ووعوده من داخل الحكومة، لذلك قد يلتقي ليبرمان وكحلون مع لبيد على طاولة تحالف واحدة وليس مستبعدا، حسب دوائر حزبية في اسرائيل، واستنادا الى أجواء المعركة الانتخابية وما تفرزه من تطورات، أن يلجأ نتنياهو الى التحالف مع ىينت زعيم حزب البيت اليهودي، وفي حال تمت هذه الخطوة، فان اسرائيل تتجه الى شطب الأحزاب الصغيرة ـ خاصة بعد رفع نسبة الحسم ـ لصالح التكتلات الكبيرة، واذا صحت التوقعات في الانتخابات القادمة سنشهد تكتلات ثلاثة، قد تكون مقدمة، لتشكل قائمتين انتخابيتين في الانتخابات التي تليها، في حين تبقى الأحزاب الدينية كما هي، معتمدة على أصوات مسانديها وأنصارهم مع احتمال تناقص عدد مقاعدها مستقبلا.