2024-11-27 01:46 م

رئيس أركان الجيش الاسرائيلي "يعشق" المغامرات العسكرية والاسراع في انهائها * يدرك الحدود بين العمل العسكري واللعبة السياسية ويتناغم مع يعلون

2014-11-30
القدس/المنــار/ جادي أيزنكوت رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الحادي والعشرين، هو خيار وزير الدفاع بوجي يعلون، وتعيين أيزنكوت لم يكن مفاجئا، على الرغم من أن هناك حالة من "التلوث" اصابت عملية التعيين لرئيس الأركان في السنوات الأخيرة. الا أن يعلون عمل كما ينص عليه القانون والتقى مع المرشحين واستمع الى التوصيات من داخل المؤسسة العسكرية ومن صفوف الضباط الكبار السابقين.
أما عملية تعيين "غنس" فقد شهدت حالة من التداخل بين المصالح السياسية والصراعات داخل الجسم العسكري الاسرائيلي، وما زالت ارتدادات هذه القضية مسموعة حتى يومنا هذا، وانتقلت الى ممرات المحاكم المدنية، حيث كانت هناك حالة من عدم التناغم بين وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الأركان جابي اشكنازي، من هنا، لم يكن تعيين ايزنكوت مفاجئا.
وتعيين رئيس الاركان الاسرائيلي الجديد ايزنكوت لم يحدث حالة من الارباك في صفوف الجيش الاسرائيلي، خاصة وان ايزنكوت كان على الاغلب سيقدم استقالته، فكثيرون يعتبرونه من أكثر القيادات العسكرية مناسبة وملائمة لهذا المنصب، وهو يرى في نفسه الأجدر بتولي هذا المنصب.
وكان وزير الدفاع يغلون راغبا في تبكير تسمية رئيس الاركان، حتى يحصل على الوقت الكافي لتسلم الملفات التي يتولاها رئيس الاركان غنس، في ظل حجم التحديات التي تواجه اسرائيل في هذه المرحلة بالذات، حيث سيكون على ايزنكوت في الفترة القادمة تعيين طواقم تفكير وتقدير ودراسة من أجل البحث في التحديات والتهديدات التي سيضطر التعامل معها مستقبلا.
ويعتبر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الجديد متمرسا ومطلعا على لعبة السياسيين على المستوى العسكري، وهو لن يواجه صعوبات في التعامل مع المستوى السياسي، فقد تولى في السابق منصب السكرتير العسكري لايهود باراك وأيضا لاريئيل شارون، ويعتبر شخصية مقبولة على مختلف المفاصل الرئيسية في الجيش الاسرائيلي ويدرك الحدود بين العمل العسكري واللعبة السياسية.
والجنرال أيزنكوت مطلع على ما يدور من اتصالات وعمليات تنسيق تقوم بها اسرائيل مع أطراف مختلفة في المنطقة ، لمتابعة التحديات التي تواجه اسرائيل، وهي تحديات مشتركة بين اسرائيل والجهات التي تدير معها تل أبيب هذه الاتصالات، لذلك سيكون من السهل أن يتابع رئيس الاركان الجديد هذه الاتصالات وعمليات التنسيق، ولن يحتاج الى شرح تفصيلي لما يجري من وراء الكواليس بين اسرائيل وتلك الجهات.
وكان أيزنكوت قد عمل في السابق قائدا لمنطقة الضفة الغربية في الجيش الاسرائيلي بين الاعوام 2003 ـ2005، عندما كان القمع الاسرائيلي لمواطني الضفة في ذروته، وآنذاك عمل تحت امرة يعلون الذي كان يرأس هيئة الاركان، كذلك، هو مطلع تماما على ساحتين تعتبران تهديدا وتحديا بدرجات متفاوتة لاسرائيل، فبعد أن شغل منصب قائد منطقة الضفة الغربية تولى منصب قائد المنطقة الشمالية في الجيش، فاطلاعه على الاوضاع في المنطقة الشمالية قديم ومنذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، كذلك شغل منصب قائد شعبة العمليات في هيئة الاركان، وهو صاحب الفكرة التي دعت الى المس بالمناطق والضواحي التي تعتبر حاضنة لحزب الله، وبشكل خاص في الضاحية الجنوبية، بعد ان فشلت اسرائيل في منع تسقاط القذائف عليها في حرب لبنان الثانية، ويدعم ايزنكوت المغامرات العسكرية الواسعة، لكن، يدرك في نفس الوقت أن على اسرائيل السعي الى انهاء العمليات العسكرية والحملات التي تخوضها بأسرع وقت ممكن.
وهو يعتبر من الشخصيات العسكرية التي تتمتع بخبرة واسعة في التهديدات التي تمثلها سوريا وحزب الله، وفي ظل الوضع القائم حاليا، فان دوائر عديدة في اسرائيل تعتبره من افضل الأشخاص لتولي منصب رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي.