2024-11-26 12:30 ص

بدء العد التنازلي لرحيل حكومة نتنياهو واستعدادات حزبية لمعركة انتخابية ساخنة

2014-11-29
القدس/المنــار/ كتب محرر الشؤون الاسرائيلية/ كل الدلائل تشير الى أن حكومة بنيامين نتنياهو بدأت العد التنازلي لرحيلها، قبل موعد انتهاء ولايتها، وأية تفاهمات واتفاقيات لوقف التدهور والسقوط بين أطراف الائتلاف، هي مؤقتة وهشة اذا ما حصلت، في ظل انعدام الثقة وعدم التجانس بين مركبات الائتلاف وشعور كل طرف بأن الطرف الآخر ينصب له الكمائن ويستعد للتسبب في حل الأزمة.
وحكومة نتنياهو الحالية وتحمل الرقم "33" في قائمة حكومات اسرائيل، هي جسم مريض يعيش حالة من الموت السريري بانتظار الاعلان رسميا عن وفائه، وشروط الاحزاب المتدينة التي القيت على أبواب مقر رئيس الوزراء نتنياهو تعتبر تعجيزية، وتغلق الى حد مبير امكانية وفرصة تشكيل ائتلاف بديل، وهناك شعور بأن تبكير الانتخابات أصبح حتميا، ولم تعد هناك أية خيارات وطرق بديلة يمكن أن يسلكها نتنياهو في الفترة القادمة.
وتحدثت قيادات رفيعة المستوى في حركة شاس، هي الاخرى، عن أن حكومة نتنياهو وصلت الى نهايتها، وأن الحركة ستبدأ بالاستعداد للمعركة الانتخابية القادمة، وحول امكانية وفرص الانضمام الى حكومة قادمة قد يشكلها نتنياهو، قالت هذه القيادات بأن هذا الموضوع سيتم التنسيق به بين الاحزاب اليهودية المتزمتة أي مع حزب "يهدوت هتوراة" ، وأن القرار بشأن هوية الشخص الذي ستوصي به شاس ويهدوت هتوراة للرئيس الاسرائيلي بتشكيل الحكومة سيتخذ بعد الانتخابات المقبلة، وتحدثت دوائر مطلعة على الوضع الحزبي في اسرائيل بأن هناك مزيدا من الاشارات التي تؤكد بأن اسرائيل مقبلة على معركة انتخابية، ومن بين هذه الاشارات اعلان موشى كحلون، وزير الاتصالات السابق عن تشكيل حزب جديد برئاسته، مهاجما الحكومة الحالية والأطياف المشاركة فيها.
وزير ليكودي كبير يرى أن نتنياهو يخشى هو الاخر الدخول في معركة انتخابية من خلال تبكير الانتخابات، وسيحاول اطالة عمر حكومته قدر المستطاع، صحيح أنه يدرك بأن أبرز خصومه داخل الائتلاف هم أبرز الخصوم في المعركة الانتخابية القادمة، أي لبيد وبينت، ويتوقع هذا الوزير الليكودي أن تكون أية معركة انتخابية قادمة في اسرائيل ساخنة بصورة لم نشهدها من قبل. وعلى عكس لبيد، يدرك زعيم البيت اليهودي بينت جيدا كيفية التعامل مع نتنياهو فهو رافقه مع شريكته في الحزب "ايليت شكيد"، فترة طويلة خلال عملهما في ديوان نتنياهو، ويدرك جيدا ما يمكن أن يثير نتنياهو، وحقيقة شخصيته والذي يتعرض سريعا للضغوط ويبحث دائما عن أبواب الهرب.
كما أن بنيامين نتنياهو يدرك جيدا بأن تسيفي ليفني تصلي صباحا ومساء من أجل أن يطول عمر الحكومة، فهي بحاجة الى الحكومة أكثر من حاجة الحكومة اليها، أما بينت ولبيد فيعتقدان بأنهما عمود الخيمة الائتلافية، وفي حال انسحب أحدهما فان الحكومة ستسقط، لكن، هناك شبه اجماع حتى داخل الليكود بأن حكومة نتنياهو ستحل قبل تمرير ميزانية الدولة.
دوائر حزبية ، تشير الى أن الانتخابات السابقة ، كان طبيعيا أن توصي الاحزاب بنتنياهو لتشكيل الحكومة، لكن، الانتخابات المقبلة فان الوضع بشأن ذلك سيكون مختلفا، فهناك "أقطاب" في الكنيست القادمة لن يسارعوا الى الدخول في تحالف مع نتنياهو والتوصية به لدى رئيس الدولة، وحتى بينت ولبيد وكحلون وزعيم حزب العمل هرتسوغ، جميعهم يرون أنفسهم مرشحين لرئاسة الحكومة. 
قد تكون هناك تحالفات بين العمل ولبيد في الانتخابات القادمة، واتفاق على شكل الحكومة ومن يتولاها، ربما مناصفة، لكل منهما نصف فترة الولاية، وأحزاب كثير قد تدخل معهما، وحتى ليبرمان لن يعارض دخول الحكومة وكذلك كحلون والاحزاب المتدينة، واذا كانت هناك بقايا لحزب الحركة برئاسة ليفني ايضا ستنضم لهذا الائتلاف، وهذا يعني في حال تم الاتفاق عليه، أن يبقى الليكود والبيت اليهودي خارج اللعبة، لكن يبقى الأمر كله معلقا على نتائج الانتخابات.
وبينت من جانبه يرى نفسه مناسبا لتولي موقع رئيس الوزراء، ولهذا السبب يحاول تطوير حزب البيت اليهودي وتحويله الى حزب يميني وسطي تقليدي وليس ذو صبغة يمينية متطرفة، لذلك، سيسعى الى ترتيبات لضم الاقليات كالدروز، فهو ليس هناك ما يربطه بالاحزاب التي تشكل منها البيت اليهودي، لهذا السبب يعتبر نفسه متحررا من أية قيود.
ونتنياهو يدرك أن بينت نجم صاعد، وهذا الأمر يدركه أيضا منافسوه داخل البيت اليهودي، وهم يشعرون بأنهم مدينون لبينت الذي جلب لهم عدد كبير من المقاعد في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وقد يسعى نتنياهو لتشكيل نوع من أنواع التحالف بين الليكود والبيت اليهودي، وبينت يرى من جانبه بأن مثل هذا التحالف في ظل حاجة نتنياهو له، سيجعل نتنياهو يوافق على أية شروط يضعها حتى لو كانت هذه الشروط تفتح الطريق لبينت نحو رئاسة الحكومة في المستقبل.
لكن، السؤال هو: هل ينجح بينت في الدخول في تحالف ووحدة مع الليكود تكون مقبولة على اركان البيت اليهودي؟ وهناك ايضا مشاكل لدى نتنياهو داخل الليكود، لذلك، هو يتمنى أن تحدث بعض التعديلات على قائمة الليكود للكنيست، بشكل يطفىء معه البؤر المشتعلة ضده، بمعنى أن بعض الاسماء المزعجة ستكون في آخر القائمة، وبهذه الطريقة يبعدها، عندما يتم الاتفاق مع البيت اليهودي، فعندئذ سيكون ترتيب القائمة على الشكل التالي، الأول من الليكود والثاني من البيت اليهودي، وبهذه الطريقة يدفع بالاسماء المزعجة الى آخر القائمة، والبعض سيجد نفسه خارج القائمة في الانتخابات القادمة اذا ما حصلت الوحدة بين الليكود والبيت اليهودي بزعامة بينت.