تونس/ تفادت حركة النهضة الإسلامية الدخول في صدام مبكر مع حزب حركة نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية عبر الامتناع عن دعم مرشح بذاته في الانتخابات الرئاسية المقررة في وقت لاحق من الشهر الجاري، بينما تعرض الرئيس المؤقت والمرشح للرئاسة المنصف المرزوقي للطرد من قبل أهالي منطقة بوحجلة بولاية القيروان، حيث عزا تأخر التنمية في البلاد الى تواصل نفوذ النظام السابق، الأمر الذي لم يعجب الأهالي فقاموا بطرده . 

وبعد نقاشات استمرت لنحو أسبوع داخل مجلس شورى الحركة أعلن الحزب ليل الجمعة السبت أنه سيترك الخيار الحر لناخبيه وأنصاره لاختيار المرشح المناسب لمنصب الرئاسة .

واكتفى رئيس مجلس الشورى فتحي العيادي بحث الناخبين للتوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع لكن أشار إلى بعض الشروط المطلوبة في المرشح بشكل فضفاض من بينها حماية المسار الديمقراطي واستحقاقات الثورة وخاصة مسار العدالة الانتقالية الذي طفا على السطح بمجرد فوز نداء تونس في الانتخابات التشريعية . ويتوقع أن يثير الملف الأخير جدلاً واسعاً مع تسلّم الحزب الفائز الحكم على خلفية انتماء جزء مهم من النظام السابق إلى حركة نداء تونس حيث ينتظر أن يخضع بعض الرموز إلى المساءلة عن انتهاكات حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي .

وبدأت الأحزاب الخاسرة في التشريعية والمناوئة لنداء تونس ومن بينها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية للمرزوقي بتسليط الضوء على إمكانية القفز على ملف العدالة الانتقالية في حال فاز مرشح "النداء" بمنصب الرئاسة .

وتختلف التحليلات في تونس بين خياري السبسي والمرزوقي . ويتجه الفريق الأول إلى تفضيل فوز السبسي لضمان حد أدنى من الاستقرار السياسي .

بينما يتجه الفريق الثاني إلى تفضيل فوز المرزوقي لمنح توازن بين السلطات ومنع انفراد حزب واحد بالإدارة . في جانب آخر سادت منطقة بوحجلة بولاية القيروان صباح أمس، حالة من الفوضى والاحتجاج والاحتقان في صفوف الأهالي على خلفية زيارة المرشح للرئاسة المرزوقي ما أجبره على المغادرة . وأفاد مراسل "موزاييك" أن المرزوقي توجه نحو ساحة الشهداء وسط المدينة وألقى كلمة قال من خلالها إن سبب تأخر التنمية بالمنطقة هو الفساد وتواصل نفوذ النظام السابق وهي مبررات لم تعجب الحاضرين الذين طالبوه بوعوده السابقة خلال زيارته لهم سنة 2011 .

وأثارت زيارة المرزوقي الى المدينة غضب الأهالي ما جعلهم يقومون بطرده من المدينة وسط موجة من الغضب والاحتقان .