2024-11-27 08:35 م

خفافيش تشوش على أصوات أخرى لتسرق منها الطعام

2014-11-09
كشفت فريق باحثين أن فصيلة من الخفافيش تعمد إلى التشويش على الإشارات الصوتية للخفافيش المنافسة لها "لتسرق" منها الطعام.
وتستخدم تلك الفصيلة إشارات صوتية تعترض طريق الإشارات الصوتية للخفافيش المنافسة لها فتجعلها تخطئ الطريق إلى الفريسة.
ولاحظ باحثون هذا السلوك للمرة الأولى على فصيلة من الخفافيش تُدعى الخفافيش المكسيكية وفقا للتقارير التي نشرت صحيفة ساينس العلمية المتخصصة.
فعندما تُغير الخفافيش على فرائسها وسط الظلام، تصدر موجات صوتية مرتفعة، وهي عملية تسمى رجع الصدى، تتسارع كلما اقتربت من الهدف.
وتعتبر عملية رجع الصدى من المهارات الحيوية للخفاش ليتمكن من الصيد والتحليق في البيئة التي يعيش فيها.
ويظهر البحث الجديد أنه بإمكان خفاش من هذه الفصلية إبعاد منافس له عن الفريسة بالتشويش على إشاراته الصوتية.
ويقول آرون كوركوران، الباحث بجامعة وايك فورست في كارولينا الشمالية ورئيس الفريق القائم على هذا البحث، إنه كان يدرس حشرة العثة عندما سمع أصوات الخفافيش.
وأضاف أكوركوران أنه " عندما تحاول أحد تلك الحيوانات الإمساك بحشرة باستخدام رجع الصدى قد يأتي منافس لها ويحدث أصواتا يبدو وكأنها محاولة للتشويش على الإشارات الصوتية التي يرسلها الأول أو اعتراضها."
وتابع: "في أغلب الأحيان، يحاول الخفاش الإمساك بحشرة العثة فيخطئ الهدف عندما يرسل الخفاش الآخر إشارات التشويش."
وللاستمرار في دراسة هذا السلوك، أنار أكوركوران ظلمة السماء بضوء كاشف. كما ثبت كاميرا أعلى الضوء الكاشف ليتمكن من تسجيل مشهد إمساك الخفاش بالحشرة.
اعتراض الصوت
في الخطوة التالية، أعاد الباحث رسم مسارات طيران الخفاش لتحديد الموقع الدقيق الذي اتخذه عند بدء إطلاق الأصوات، وهو ما توصل إليه من خلال زرع ميكروفونات في مواقع مختلفة لقياس الفوارق الزمنية بين الأصوات.
ويقول الباحث بجامعة وايك فرست: "يمكننا جمع الأصوات التي أصدرتها الخفافيش معا لنتمكن من رسم خريطة لمسارات رحلتهم إلى اقتناص الفريسة."
وعندما نشغل لهم الأصوات المسجلة يدويا وهم على وشك الإمساك بالعثة، يفشلون في الإمساك بالحشرة. ولكن أصوات خفافيش أخرى مسجلة لا يكون لها تأثير.
وقال أكوركوران إن النتائج "لم تكن متوقعة" تماما.
وأكد أكوركوران على أن الذي رصده في بحثه أمر لم يسبق اكتشافه من قبل، إذ أن الجميع يعلمون أن هناك سباق ومنافسة على الطعام بين جميع الكائنات، ولكن الجديد في الأمر والذي لا يوجد لدى أي من الحيوانات التي تعتمد في حياتها على رجع الصدى، هو وجود تلك المهارة التي تمكن الخفاش من اعتراض طريق خفاش آخر للحيلولة دون وصوله إلى الطعام.
ومن المقرر أن يجري الباحثون المزيد من الدراسات للتعرف على ما إذا كان إصدار أصوات التشويش لمنع الخفافيش الأخرى من الوصول إلى الفريسة من المهارات التي تتوافر فقط لدى فصيلة الخفاش المكسيكي أم أنها تتوافر لدى كل الفصائل.
ومن الجدير بالذكر أن عملية الاعتراض أو التشويش التي تفسد الصيد على الخفاش لصالح خفاش آخر تتضمن إصدار أصوات مضادة في الوقت المناسب وبتردد مناسب لما تستخدمه الخفافيش التي تحاول صيد طعامها.
وتقول كيت جونز، الأستاذة بجماعة كلية لندن الملكية، والتي لم تكن بين المجموعة التي أجرت هذه الدراسة، إنه "من المدهش أن نكتشف أن الخفافيش تقوم بمثل هذه الأفعال المجنونة التي لم نكن نعلم عنها شيئا."
وأضافت أن الباحثين يستخدمون تقنية السونار من أجل الدخول إلى هذا العالم المختلف تماما عن عالمنا، وتساعدهم التكنولوجيا الحديثة في معرفة المزيد من أسرار هذه الكائنات الغامضة.