تقول أوساط قيادية كردية قريبة من حزب العمال الكردستاني أن تركيا طرحت منذ شهرين تقريباً خطة من أربعة بنود على أكراد سوريا وتركيا عبر مسعود البرزاني وتقضي بنود الخطة بقبول تركيا بمنطقة حكم ذاتي كردية في سوريا على غرار المنطقة الكردية في العراق ولكن على أساس الشروط التالية:
ما كان متوقعاً أن يحصل منذ فترة طويلة بين أكراد الشمال السوري والمسلحين السلفيين الذين يقاتلون الحكومة السورية في مناطق ريف إدلب وحلب القريبتين من تركيا حصل بشكل قوي ودموي وسريع، قلب الكثير من المعادلات في تلك المنطقة وجعل الأتراك القيمين الفعليين على الجماعات المسلحة في تلك المنطقة يتدخلون بشكل مباشر في المعركة للقضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي السوري وإبعاد كأس وجود قوة كردية قوية على حدودهم في سوريا بجعل المثلث الكردي بين( تركيا سوريا والعراق) منطقة كردية مسلحة وقوية تكون بداية النهاية لتركيا الحالية.
الخطة التركية:
1 – قبول الأكراد بقاعدة عسكرية تركية في عين عرب (كوبين) باللغة الكردية وهي تقع قرب عفرين
2 – قبول الأكراد بقاعدة عسكرية تركية في القامشلي
3 – قبول الأكراد بقاعدة عسكرية تركية ثالثة في عفرين
4 – يقيم الإقليم الكردي في سوريا علاقات تجارية وسياسية مع تركيا على غرار علاقات مسعود البرزاني مع أنقرة.
رفض حزب الاتحاد الديمقراطي السوري العرض التركي كما أتى الرفض من حزب العمال الكردستاني مباشرة، أعطى الأتراك توجيهات للجماعات المسلحة بالعمل على إخراج حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من تلك المنطقة حسب المصادر القيادية الكردية. يكمن الهدف التركي في إقامة قواعد عسكرية ومطارات جوية في المناطق السورية الثلاث المذكورة في تشكيل طوق تركي حول مدينة الموصل العراقية ومنطقتها الغنية بالنفط. وتشير المراجع الكردية أن تركيا لا تزال تعتبر الموصل جزءا منها وهناك في كل موازنة تركية ليرة تركية رمزية للموصل.
تتابع المراجع القيادية الكردية روايتها قائلة: أرسلت الجماعات المسلحة إنذارات الى وجهاء الأكراد بضرورة طرد مقاتلي الدفاع الشعبي التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري من حي الأشرفية في حلب ومن عفرين ومن عين عرب في مرحلة أولى وبعد مرور عشرة أيام على الإنذار بدأ المسلحون هجوما على حي الأشرفية في حلب الذي يقطنه غالبية كردية وقد تمكن المسلحون السلفيون من دخول الحي بطريقتين:
أ- عبر عدنان بدر الدين أحد الأكراد المتعاملين مع المخابرات التركية والذي يقود مجموعة مسلحة كردية موالية لأنقرة .
ب – عبر دس عشرات المسلحين ضمن النازحين الى الحي من الأحياء الأخرى.
المراجع الكردية تروي قصة معركة حي الأشرفية بالقول ان حوالي مائتي مسلح هاجموا من داخل شوارع الحي مركز الأمن الجنائي في الحي نفسه وقد قصفت المدفعية السورية المنطقة ما أدى الى مقتل عشرة من سكان الحي الأكراد. وعندما طلب الأهالي من المسلحين مغادرة الأشرفية رفض المسلحون الانسحاب وأطلقوا النار على مجموعة من الأهالي تظاهروا بطلب من حزب الاتحاد مطالبين بخروج المسلحين ما أدى الى سقوط خمسة عشر كرديا سوريا من أنصار حزب الاتحاد، حصل على اثرها معركة مع لجان الدفاع الشعبي ادت الى مقتل عشرين مسلحا ومقتل مقاتل كردي وإصابة مقاتلة أسمها (نوجين دوريت) وقعت أسيرة بيد المسلحين السلفيين.
معركة قسطل جندو:
بعد معركة الأشرفية في حلب انتقل العمل على مناطق كردية يعتقد المسلحون أنها خاصرة رخوة بسبب انتمائها الديني وشنوا هجوما نهاية الأسبوع الماضي على بلدة قسطل جندو الإيزيدية التي تعتبر مركز الأكراد الأيزيديين في المنطقة وأعلنوا الجهاد من أجل أسلمة البلدة الكافرة ، حيث اشتبكوا مع حاجز لجان الدفاع الشعبي الكردية على مدخل البلدة ، ومن ثم انسحبوا ليعودوا بعد ساعة مرفقين بتعزيزات ويشنوا هجوا جديدا على الحاجز. وقد استمرت الاشتباكات عدة ساعات وكانت عنيفة للغاية وقبيل الفجر انسحب المهاجمون فيما تراجع مقاتلو اللجان الشعبية الكردية عن الحاجز ونصبوا كمينا بانتظار هجوما ثالث للمسلحين السلفيين الذين لم يخيبوا الآمال وشنوا هجومهم الثالث بعد انسحابهم الثاني بقليل معتقدين أن الحاجز تم إخلاؤه وان المنطقة آمنة وقد وقعوا في الكمين المحكم حيث سقط منهم ستة قتلى بقيت منها ثلاث جثث في أرض المعركة، كما سقط لهم الكثير من الجرحى فيما سقط للأكراد جريحان حسب المصادر الكردية. وتشير المراجع الكردية أن لجان الدفاع الشعبي اشتبهوا بإحدى الجثث انها لعمار الددايخي (ابو ابراهيم) خاطف اللبنانيين لكنهم تأكدوا فيما بعد أنها لشخص آخر ولكنهم يؤكدون أن الددايخي ومجموعته كانوا ضمن المسلحين المهاجمين.
المعركة القادمة في عفرين:
بعد فشل هجوم المسلحين الموالين لتركيا في الأشرفية وقسطل جندو يستعد الطرفان الكردي والسلفي لمعركة كبرى في منطقة عفرين الجبلية التي يتواجد فيها نخبة المقاتلين الأكراد ، وتقول مراجع قيادية كردية أن المسلحين السلفيين يتجمعون على الحدود التركية ويستعدون لشن هجوم كبير على عفرين من هذه المنطقة، بينما يتحصن المقاتلون الأكراد ويستعدون للمواجهة وقد أكدت قيادات كردية في حديث معنا أن الهجوم على عفرين مصيره الفشل كما حصل في حي الأشرفية وفي قسطل جندو.
في النهاية نشير الى أن المراجع الكردية أكدت لنا قيام المجموعات السلفية المسلحة بإعدام المقاتلة الكردية (نوجين ديريت) يوم امس الخميس وقد تدخلت القيادات الكردية بقوة مع مسلحي لجان الدفاع الشعبي وصدرت الأوامر بعدم التعرض لأي أسير سلفي بالأذى.
المصدر: قناة (المنــار)