2024-11-28 01:48 ص

العالم يستعد لحشد طاقاته لمواجهة وباء "ايبولا"

2014-10-16
لندن/ خصصت صحيفة الأندبندنت افتتاحيتها لموضوع صار يشغل حيزا هاما في الاعلام الغربي الا وهو تفشي فيروس ايبولا.
تقول الافتتاحية إننا أخيرا نشهد استجابة عالمية تتناسب مع حجم الخطر الذي يمثله الوباء، لكن لايزال هناك الكثير مما يجب القيام به.
وتقول الصحيفة إن الاخبار المتعلقة بالوباء تزداد سوءا.
فمنظمة الصحة العالمية حذرت من أن حجم الاصابات سيتضاعف عشر مرات في ديسمبر/ كانون أول المقبل. وعدد الاصابات الحالي الذي يقدر بألف اصابة في الاسبوع في الدول المصابة سيصل إلى عشرة الاف في الاسبوع.
ومع ازدياد الاصابات يزداد خطر نقل المرض عبر المسافرين إلى دول العالم الأخرى.
وحذر بروس ايلورد ، نائب مدير منظمة الصحة العالمية، من أن الرقم الحقيقي للوفيات أعلى من الرقم المعلن، وأنه يصل إلى 70 في المئة وليس خمسين في المئة من المصابين بالفيروس. فليس هناك مرض آخر يؤدي للوفاة مثلما يفعل ايبولا.
تقول الصحيفة إن هناك استجابة عالمية تقودها بريطانيا والولايات المتحدة بالأموال والمعدات والأطقم الطبية المدربة. فوصول اشخاص مصابين بالفيروس إلى شواطئ دول أخرى قد حفز من تلك الجهود. الا أن هناك الكثير والكثير مما يجب القيام به. ولم تشارك الدول الأوربية الأخرى الا بالقليل على حد قول الصحيفة. ثم تقول الصحيفة إن هذه ضرورة عالمية تتطلب استجابة عالمية.
وبينما يستعد العالم لحشد طاقاته ضد هذا الوباء القاتل، فإن هناك دروسا لابد أن نتعلمها لمواجهة هذه الحالات في المستقبل.
أولا: الاعداد لما هو غير متوقع. فانتشار هذا الوباء يختلف عن الكيفية التي بدأ بها منذ نحو 30 عاما. لم يتوقع أحد أن يعادو ايبولا الظهور في غرب افريقيا وأن يصبح هذا الانتشار هو الأكبر على الاطلاق. فهو الأطول زمنيا والأوسع جغرافيا.
ثانيا: اقامة انظمة للإنذار المبكر. فقد كانت منظمة الصحة العالمية، وباعترافها، بطيئة في الاستجابة لتفشي المرض، ولم تتخذ خطوات جادة الا في أغسطس/آب الماضي بعد نحو ستة أشهر من الانذار الأول في مارس/ آذار.
والعامل المهم هنا هو تأثير القرار الذي اتخذته الدول الأعضاء في المنظمة، بما في ذلك بريطانيا، بخفض ميزانية الطوارئ مما هدد قدرتها على القيام بعمليات المسح والاستجابة للطوارئ.
ثالثا: تحسين عمليات الاتصال. فليس هناك لقاح أو عقار لعلاج ايبولا. وينتقل المرض عن طريق اللمس. والدفاع الوحيد هو النظافة الاساسية. وهناك جهود كانت ناجحة في حث الناس على الانتباه لذلك. وتقول لافته كبيرة على الطريق في ليبيريا "لا تكن الضحية القادمة، لا تغسل جثث الموتى، لا تلمس المرضى، لا تسافر مع الفيروس." الا أن هناك جهودا أخرى لم تحقق النجاح المطلوب.
رابعا: تقديم الارشاد للدول في كيفية الاعداد لحالات تفشي المرض. وسوف تنشر منظمة الصحة العالمية قائمة تعليمات تكون هي المرجعية للدول المختلفة لمعرفة ما اذا كانت مستعدة لمواجهة الوباء فيما يتعلق بالسيطرة على الفيروس، وتعقب عمليات لمس المرضى، و المسح، و المعامل والدفن الآمن. وتضيف الصحيفة القول إنه لا يمكن لأي دولة الادعاء بانها آمنة من ايبولا.
خامسا: توفير الاعتمادات المالية للتوصل الى لقاح للوقاية وعلاج. فايبولا على الرغم من انه قاتل الا انه حتى الآن لايزال مرضا نادرا يهاجم بالدرجة الأولى الدول الفقيرة. ومن غير الواقعي الاعتماد على شركات الأدوية في أن تأخذ المخاطرة المالية في تطوير وتجربة علاج للمرض. ولابد من مشاركة الحكومات والمعاهد الأكاديمية والهيئات الخيرية الطبية في البحث عن علاج.
سادسا: الاستجابة السريعة والكريمة لحالات طلب المساعدة. فأحد أكثر الأمور ازعاجا في هذه الأزمة هو عدم استجابة الدول الغربية الا بعد أن بدا الخطر يهدد مواطنيها.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إننا نعيش في عالم واحد وإن الفيروسات لا تحترم حدود الدول.