2024-11-27 09:29 م

حسابات نتنياهو تصطدم مع صعود نجم "كحلون"

2012-11-02
القدس/المنــار/ بعد أن توقعها المراقبون والمحللون بأنها ستكون معركة انتخابية اسرائيلية معروفة النتائج، وسباق انتخابي هوية الفائز فيه معروفة مسبقا، يتضح يوما بعد يوم أن هذه التوقعات والتقديرات كانت سابقة لاوانها، وأن لا احد يمكن أن يتوقع نتائج انتخابات تحكمها الشفافية ويحسمها صندوق الاقتراع وتطبق فيها قواعد الديمقراطية بشكلها الصحيح. المعركة الانتخابية في اسرائيل لا تتوقف عن اطلاق المفاجآت، ويتضح ايضا أن حسابات نتنياهو الذي بادر الى تبكير الانتخابات مرتين الاولى قرر فيها التراجع عن نواياه والتحالف مع موفاز وتأجيل الحسم الانتخابي، لكن يتضح ان حساباته في المرة الثانية ايضا كانت حسابات غير دقيقة فنتنياهو كان يرغب في مفاجأة اللاعبين في الحلبة الحزبية على اساس المعطيات المتوفرة على الساحة في حينه، الا أن هذه المعطيات تشهد تغيرا وتبدلا مستمرا ومتواصلا، وهي تغيرات لا تزيد ولا تقوي فرص نتنياهو بالنجاح كما ان تلك التغيرات تؤثر سلبا على لاعبة اساسية في الساحة الحزبية هي زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش، وبشكل خاص المفاجآت والتحركات المرتبطة بدخول لاعبين يحملون الراية الاجتماعية، فزيادة المتنافسين في هذا الملعب يضعف فرصها بتحقيق فوز كبير.
آخر تلك المفاجآت جاءت من القيادي الليكود الذي اعلن مؤخرا استنكافه عن الخوض في سباق انتخابي من داخل صفوف الليكود، واعلن رغبته في اخذ فرصة من الوقت خارج الحلبة السياسية، الا أن استطلاعات للرأي اعادت كحلون (الذي يوصف بالرمز الاجتماعي) الى مسار السباق من جديد. مقربون من كحلون قالوا بأنه لم يحسم موقفه بعد ، مع ان هناك من يحاول اقناعه بخوض السباق في قائمة جديدة ترفع الراية الاجتماعية. بعض القياديين في حزب الليكود دعوا نتنياهو الى التحاور سريعا مع كحلون واقناعه بالعودة والانخراط من جديد في صفوف الليكود، ومنحه مكانا مضمونا في القائمة حتى لو كانت "المرتبة" الثانية في الليكود وأيضا منحه وزارة المالية بعد الانتخابات. 
وعلى الرغم من أن البعض وصف ما تشهده الساحة الحزبية في اسرائيل بالظاهرة الطبيعية، خصوصا في ما يتعلق بالانقسامات، وظهور الاحزاب الجديدة، الا أن هذه الظاهرة تأخذ هذه المرة اشكالا جديدة وحجما مضاعفا. 
وكحلون الذي حولته استطلاعات الرأي الى "نجم" وصاحب "فرص" كبيرة، بات شخصا يتم مطاردته من جانب الاحزاب التي ترى بأن فرصها ضئيلة في اجتياز نسبة الحسم، على امل ان يكون المخلص لها، كحزب الاستقلال بقيادة وزير الدفاع ايهود باراك الذي يواجه امتحانا صعبا في الانتخابات الحالية، كما ان اولمرت رئيس الوزراء السابق يدرس امكانية تشكيل قائمة تضم كحلون ليخوض معها الانتخابات المقبلة.
لكن البعض ينظر الى خطوة كحلون على انها لن تضر الليكود على المدى البعيد، وأنه قد يخوض الانتخابات في قائمة مستقلة غير متحالفة مع احد ، وتحت راية العدالة الاجتماعية، على أن ينضم من جديد الى الليكود بعد انتهاء المعركة الانتخابية، وقد تكون هذه الخطوة متفقا عليها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو على الاقل يحاول الاخير توظيفها لمصلحته ومصلحة الحزب والتشكيلة الائتلافية القادمة في حال تمكن من تحقيق الفوز المطلوب للحصول على تكليف تشكيل الائتلاف الحكومي القادم.

الملفات