2024-11-27 04:26 م

سميح القاسم أخر شعراء المقاومة

2014-09-07
نابلس/ تخليدا له كآخر شعراء المقاومة الفلسطينية، نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " جلسة ثقافية بعنوان:  " سميح القاسم والشعر الفلسطيني /سميح القاسم أخر شعراء المقاومة " حضر الجلسة العديد من الفعاليات الفكرية والادبية.
بدأت الجلسة بكلمة ترحيب من رئيس مجلس الادارة المهندس زياد عميرة، مذكرا بملف الاعتقال الاداري الذي طال مؤخرا العديد من القامات الفكرية والدينية والسياسية والقانونية والنقابية والنضالية من خيرة أبناء شعبنا وعلى رأسهم المنسق الثقافي في المنتدى التنويري المحامي د. يوسف عبد الحق الذي اعتقل في 26/8/2014 وحكم 4 شهور اداري رغم مرضه وهزالة جسمه وكبر سنه. وطالب عميرة باطلاق سراحه الفوري مشككا بوعودات حكومة االاحتلال في طي صفحة الاعتقال الاداري بعد الاضراب الجماعي للمعتقلين الاداريين لما ينيف عن 65 يوما متواصلة.
ثم أدار الجلسة الناشط المجتمعي سامر العقروق، وتحدث فيها الكاتب عادل الاسطة المحاضر في جامعة النجاح الوطنية.
توقف المتحدث الكاتب عادل الاسطة، استاذ الادب الحديث والنقد في جامعة النجاح الوطنية، أمام مراحل سميح القاسم الشعرية، فقسمها الى ثلاث، المرحلة الاولى، وهي التي امتدت من بدايات القاسم الشعرية وحتى انضمامه الى الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وشملت هذه المرحلة دواوين الشاعر الاولى ، والتي يعد أهمها وذروتها ديوان " دخان البراكين " الذي ضم قصيدة ( ليلى العدنية ) التي تعد خير تعبير على توجه الشاعر العروبي التي امتازت بها بداياته، كما ضم الديوان قصيدة ( طلب انتساب للحزب ) وبالتالي فان الديوان هو المعبر عن المرحلة الانتقالية التي أدت الى المرحلة الثانية، وهي مرحلة الانتماء للحزب الشيوعي، وأمتدت هذه حتى تخلى سميح عن عضويته في الحزب، وذلك اثر انهيار الاتحاد السوفيتي، ليكمل بانهياره انهيار المشاريع التي كرس الشاعر لها حياته: الوطني والقومي والاممي.
في المرحلة الثانية عبر سميح عن أفكار الحزب وأطروحاته السياسية والفكرية، ودافع عنها بعد أن تبناها، حتى غدا خطيب الحزب شعرا ونثرا أيضا، وحتى غدت أعماله ذات صبغة سياسية واضحة.
وأبان المحاضر في الشعر أصدر سميح ما أسماه ديوان الحماسة، وفيه مدح الحزب الشيوعي الاسرائيلي وقادته، ومدح جهابذة فكر الاشتراكية العلمية كلينين وماركس وانجليز و.. و.. وتشي جيفارا، وكوبا، وهاجم النظام العربي، والصهيونية وقادة دولة اسرائيل، وفي هذه المرحلة كتب سميح القصائد الطويلة التي عرفت ب " السربيات " وكتب الروايات الشعرية الساخرة، كما كتب المقال السياسي، ولا ننسى الرسائل المتبادلة بينه وبين الشاعر محمود درويش.
ولفت المحاضر الاسطة أن انهيار الاتحاد السوفيتي، وانهيار المشروع الوطني، ثم فشل المشروع القومي بهزيمة 1967 وموت الرئيس المصري جمال عبد الناصر قبل انهيار المشروعين، جعل الشاعر يفكر بترك كتابة الشعر، ولكنه لم ينفذ ما أعلنه، وواصل كتابة الشعر، وتخلى عن كثير من أشعاره التي مدح فيها الحزب وقادته، وأخذ يكتب القصائد الكلاسيكية التقليدية التي مدح فيها الحكام العرب، وأغدق عليهم من المديح ما فاق ما ورد في قصائد المديح في الشعر العربي.
واردف الكاتب الاسطة بأن الشاعر الذي كان ماركسيا ذات يوم تحول الى شاعر تراثي بكل ما تعنيه الكلمة، وهو ما يبرز في قصيدته ومجموعته: بغداد وما يبدو في الديوان الذي حمل عنوان القصيدة.
ثم أتى المحاضر مطولا على " ظاهرة الحذف " في دواوين القاسم الجديدة حيث اهملت واسقطت الكثير من القصائد مقارنة بطبع الدواوين القديمة. ثم أشار الى غزارة انتاج القاسم وكثرة دواوينه مقارنة بانتاج الشاعر محمود درويش.