وهناك تقديرات في الساحة الحزبية الاسرائيلية بأن الانتخابات سيتم تبكيرها ، واجراؤها في فصل الشتاء القادم، غير أن نتنياهو سيحاول بقوة منع حدوث ذلك، وسيعمل على تأجيل وصول قطار الائتلاف الذي يتزعمه الى محطته الاخيرة، املا في تحقيق بعض الانجازات لتحسين موقعه في الساحة الحزبية، لذلك، سيلجأ نتنياهو الى المحافظة على تماسك حكومته قدر المستطاع وسط تحديات كبيرة سيصطدم بها خلال الاسابيع والشهور القليلة القادمة، وعلى رأسها اقرار الميزانية، وهذا سيضطره الى تقديم تنازلات كبيرة، لشركائه في الائتلاف تفاديا لسقوطه.
ويدرس نتنياهو العديد من السيناريوهات لاطالة فترة بقائه في الحكم من بينها "تجميل" و "تلميع" الائتلاف، لكن هذا التوجه بدعوة خركة شاس ويهدوت هتوراة الى الحكم ، ليس أمرا مضمونا، فهناك في شاس من اتخذ مواقف متشددة، والتأكيد على أن "خيانة" نتنياهو للمعسكر اليهودي المتدين والمتزمت ستمنعهم من الانضمام الى الائتلاف لصالح الدفع باتجاه اسقاط حكومته انتقاما، على الرغم من أن الذهاب الى انتخابات مبكرة لن يكون في صالح المعسكر اليهودي المتدين والمتزمت.
لكن، الاكثر حساسية، هو التحدي الجديد الذي تخشاه الأحزاب والمتمثل بالحزب الذي سيشكله موشي كحلون، وبالتالي، ستحاول أحزاب الائتلاف اطالة أمد بقاء الحكومة لكسب الفرصة من أجل التموضع من جديد وتعزيز موقفها أمام جمورها ومناصريها.. وهنا، يمكن القول أنه اذا كان وضع نتنياهو صعبا داخل حزبه الليكود فانه لن يتردد بالذهاب مع كحلون في تحالف لا شك ان نتناهو درسه بدقة وتمعن. فرئيس وزراء اسرائيل يخشى كثيرا "التهديد الكحلوني" وسيحاول تحويل الظاهرة الكحلونية المخيفة لكل الاحزاب الى "بعبع" يهدد الجميع وليس نتنياهو وحده، ومن أبرز الأحزاب التي ستتأثر في حال صعد كحلون الى حلبة المنافسة في الانتخابات المقبلة، حزب هناك مستقبل وحزب تسيفي ليفني والبيت اليهودي وحركة شاس اضافة الى الليكود .