2024-11-25 04:24 م

احتفالية في عمان تستذكر الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي في الذكرى 27 لرحيله

2014-09-01
عمان/ بمناسبة بمرور 27 عاما على استشهاد الفنان الفلسطيني ناجي العلي، أقام منتدى الفكر الديمقراطي في الاردن، احتفالية خاصة، شارك فيها الفنان الملتزم كمال خليل، والشاعران: الزميل موسى حوامدة ود. عصام محمد السعدي، كما اشتملت الاحتفالية على شهادة شخصية عن الراحل قدمها المفكر فيصل الخضرا، ومعرض لرسومات العلي، وقد أدار الاحتفالية وشارك فيها الفنان القدير جميل عواد، بحضور حشد من المثقفين والمهتمين.
«ناجي العلي أيقونة إنسانية تجمعنا دائما على حب الوطن»، هكذا وصف الفنان عواد العلي في مستهل الاحتفالية، وأضاف: «لم ألتق ناجي إلا مرة واحدة، ترك خلالها في نفسي أثرا كبيرا. ناجي العلي ناضل وكافح بالفعل لوحدة العرب من خلال المقاومة التي رسخها بفعل المقاومة لأن فلسطين حق لا يقسّم». وحول الاحتفالية ومبررها قال الباحث والكاتب عبد الله حمودة: على الرغم من مرور 27 عاما على استشهاده ما زال ناجي العلي حاضرا، فقد رسم العيون مفتوحة على اتساعها، عيون الفقراء والمقاومين والفدائيين. ويعود إلى أسطورة شعبه المقاوم ولكن مفتوح العينين. والسخرية عند ناجي ليست مجرد شتيمة أو فضح لما يجري في الغرف والمكاتب بل هي فعل تحرير الوعي أو نوع من الاستنارة السياسية والاجتماعية والثقافية. فلسطين ناجي العلي كما هي فلسطين كل المحرومين، بسيطة تعادل البساطة في طفولتها.
وبيّن حمودة أن ناجي «كان منتميا لثقافة شعب شفاهي لم يكتب أحد حكايات أبطاله المنسيين ولا احترم أحد ذاكرته الحية التي تعيش فيه جيلا بعد جيل، و(حنظلة) الشخصية التي ابتدعها ناجي ما زالت رافضة للواقع العربي، وما زال (حنظلة) هو الشخصية الأمينة لفكر ناجي».
من جهته استذكر الخضرا الراحل بورقة عنونها «ناجي العلي.. طود عصي على الانحناء»، تحدث خلالها عن علاقته بناجي منذ عام 1959، متتبعا مفاصل من حياة ناجي منذ ولادته في عام 1936، في قرية الشجرة في غور فلسطين، وهجرته مع أهله عام 1948، نازحين إلى لبنان، حيث أقاموا في مخيم عين الحلوة في ضاحية صيدا، حيث نشأ في المخيم وكان منحازا إلى الفقراء، وقد انعكست مشاعره الوطنية التي شحذها ونماها انتماؤه إلى حركة القوميين العرب على رسوماته في مواقف غلب عليها موضوع قضية فلسطين.
وأضاف الخضرا: كانت علاقتي بناجي قد تجددت في الكويت في عام 1976، حين عمل في جريدة السياسة الكويتية، ومن ثم انضمامه إلى جريدة القبس، حيث أراد محمد جاسم الصقر، رئيس تحريرها، أن يحظى بعمل ناجي معه، وهكذا، بعد أن تسلح الصقر بمحمد حسنين هيكل وبناجي العلي وبأحمد مطر وقد تمكن من دفع «القبس» في اتجاه وطني واضح وضعها في فترة من الفترات في مقدمة الصحف العربية توزيعا في الوطن العربي.
وتحدث الخضرا عن ملابسات اغتيال ناجي، حيث تطرق إلى الرسم الكاريكاتيري المتعلق بالصحافية رشيدة مهران، مشيرا إلى أن المقصود بالرسم هو الشاعر الراحل محمود درويش، «حيث جرت مشادة كلامية هاتفية عنيفة بين ناجي ودرويش لم تخل من التهديد».
الشاعر الزميل موسى حوامدة كان قرأ في الاحتفالية ثلاث قصائد: قصيدة لناجي العلي، وأخرى لفلسطين، و»سنسوي البحر أرضا» أهداها إلى المقاومة وإلى غزة. قصائد استذكر فيها الشهيد ناجي العلي، قارئا بطولات غزة، ومشتبكا مع الواقع المرير، بلغة عالية لا تخلو من نَفَس المقاومة، والوقوف على تجليات الروح الرافضة لأشكال الهزيمة. قصائد أبحرت فينا في فضاءات النصر والحياة تفاعل معها الجمهور بحرارة. يقول في «سنسوي البحر أرضا»: «سنسوي كل حبة رمل بلداً/ ونقسم باسم الفجر/ إننا عشاق فلسطين/ حجارتها/ دمها وطيور النصر فوق ركام الحرائق/ سَنُسوي البحرَ سداً/ ونسوي الغيمَ جنداً/ ولحمَنا خنادق/ سَنسوي الأرض بركاناً/ تراويدَ نصر/ وأغصان الليل بنادق».
ومن جانبه قرأ الشاعر الدكتور عصام محمد السعدي قصيدة مهداة إلى غزة، وأخرى بعنوان «تقدم»، حيث يقول في الأولى: «غزة اصرخي اليوم فينا/ أيها الجاثمون على قبورنا/ متى الرحيل؟ كم مرة انتحر القاتل/ وعاش الشهيد/ كم مرة غرق البحر/ واشتعل النسيم».
واختتم الحفل بوصلة غنائية للفنان كمال خليل، حيث غنى أكثر من أغنية وطنية، من كلمات الشاعر إبراهيم نصرالله، من مثل «يا راية شعبي المرفوعة..»، و»‎اتلوا يا شعر الحيه على ديه، حبك يا وطن سيفي الي بيديه». أغاني تفاعل معها الجمهور بشكل لافت.
المصدر: صحيفة "الدستور" الاردنية