2024-11-30 01:32 ص

القصّة الكاملة لاختطاف الصحافي جيمس فولي ومقتله

2014-08-22
أكّد مصدر غربي مقيم في أنطاكيا شارك في عملية البحث عن الصحافي الأميركي جيمس فولي لـ«الأخبار» اللبنانية أنّ «الصحافيين وعمال الإغاثة عرفوا ما حدث (لفولي) تقريباً منذ اللحظة التي اختطف فيها»، مضيفاً أنّ «خطأ فولي المميت كان في اختياره لشريك سفره». وقال المصدر إنّ زملاء فولي والأفراد الذين شاركوا في جهود البحث عنه ومحاولة تحريره تمنّعوا عن نشر المعلومات عن خاطفيه أثناء احتجازه حرصاً على سلامته، وأغلبهم يفضّل اليوم – بعد مقتل فولي – عدم التطرّق إلى تفاصيل القضيّة في الإعلام، احتراماً لمشاعر العائلة وذكرى الصحافي.

ويروي المصدر أنّ فولي تنقّل في سوريا برفقة إعلامي بريطاني كانت بينه وبين «جبهة النّصرة» عداوة. «البريطاني كان قد اختطف في أطمة، واحتجز لبضعة أيّام على أيدي جهاديين منهم أبو محمد العبسي ومقاتلون أجانب»، يقول المصدر. تمّ فكّ أسر الصحافي البريطاني بواسطة فصائل محلية تابعة لـ«الجيش الحر»، ولكنّه تقدّم، في بلده، بشهادة قضائية ضدّ أفرادٍ كانوا محتجزين لدى السّلطات البريطانية بتهمة التورّط في عملية الاختطاف.
كانت شهادة الصحافي علنيّة، وسبّبت سجن طبيبٍ محلي يحظى باحترام الفصائل المقاتلة في منطقة بنّش، يقول المصدر لـ«الأخبار»، فصارت هويّته معروفة بين المقاتلين في إدلب. قرّر الصحافي البريطاني، من دون احتساب العواقب، أن يرجع إلى إدلب ورافقه جايمس فولي في رحلته تلك. يستنتج المصدر أنّ «سوء الطالع» هذا كان، في الحقيقة، ما قتل فولي. حال وصول الصحفيّين إلى بنّش اتّجهوا بناءً على أقوال شهود إلى مقهى إنترنت، ثمّ حاولوا تسجيل مقابلة مع مقاتل أجنبيّ كان موجوداً في البلدة، ولكنّه رفض التحدّث إليهم.
أثناء مغادرتهم لبنّش، أوقفت السيارة التي كانت تقلّ الصحافيّين – مع المترجم والسّائق – على حاجزٍ لـ«جبهة النصرة»؛ تمّ التعرّف إلى الصّحافي البريطاني واحتجز كلّ من كان في السيّارة. أُفرج عن المترجم بعد بضع ساعاتٍ من الاعتقال، يقول المصدر الغربي، وأُفرج عن السّائق أيضاً بعد ضربه، وظلّ الصحافيّان الغربيّان في أسر «جبهة النّصرة». بحسب شهادة رهينة أميركي تمكّن من الفرار من معتقلات «النّصرة» في حلب، كان فولي محتجزاً داخل مقرّ «الجبهة» الذي أُقيم في «مشفى العيون الوطني» بالمدينة. بعد ذلك، وإثر انشقاق فصائل من «النّصرة» وانضمامها إلى «داعش»، نُقل فولي مع عددٍ كبير من الرهائن الأجانب إلى سجن «داعش» في «سدّ تشرين» في محافظة الرقّة. يشير المصدر إلى أنّه حُرِّر عدد من الرّهائن الغربيين «من الدّول التي تدفع»، مقابل ملايين الدولارات، غير أنّ الولايات المتّحدة تعتمد سياسة عدم دفع فديات لخاطفين، ما صعّب مهمة تحرير الصحافي الأميركي بشكلٍ كبير. لم يُعرف بعد مصير الصحافي البريطاني الذي اعتقل مع جايمس فولي، لكن – بحسب المصدر – فإنّ الدّوائر المطّلعة على الملفّ كانت تعرف منذ أشهر طويلة أنّ الصحافيّين قد اختطفهما «تنظيم جهادي في المعارضة».
المفارقة هي أنّه إثر اختفاء فولي عام 2012، تمّ اتّهام النّظام السوري باعتقاله من قبل المعارضة السورية وجهات غربيّة، كصحيفة «غلوبال بوست» التي كان فولي يعمل لديها، وهي أصدرت بياناً (بعد تحقيقٍ أجرته شركة أمنية أميركية خاصة) يتّهم الحكومة السّورية باحتجاز فولي وإنكار وجوده لديها. وبعد صدور شريط إعدام فولي على يد «داعش»، ادّعت أوساطٌ في المعارضة أنّ النّظام سلّم فولي لـ«داعش» بهدف إعدامه.
المصدر: صحيفة "الاخبار" اللبنانية