القدس/ المنــار/ ما تزال الساحة الحزبية في اسرائيل واقعة تحت تأثير الاعلان المفاجئ من جانب نتنياهو وليبرمان عن توحيد قائمتيهما في الانتخابات المبكرة التي ستجري بداية العام المقبل. ويستعدون في الليكود للمصادقة على اتفاق الوحدة مع اسرائيل بيتنا. وغالبية وزراء الليكود اعلنوا عن مباركتهم لهذه الوحدة. الا أن مصادر مقربة من الوزير دان مريدور أكدت بأن الاخير يفكر في مستقبل بقائه بالحزب في اعقاب هذه الوحدة. والوحدة بين الحزبين بالتأكيد لن تساهم في تلاشي الاختلافات في الرأي والمواقف بين نتنياهو وليبرمان في مسائل داخلية واخرى خارجية ابرزها العلاقة مع الفلسطينيين.
ففي الامور السياسية هناك خلاف حقيقي بين رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان، بشكل خاص فيما يتعلق بعملية السلام، فنتنياهو وجه الدعوة اكثر من مرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للعودة الى طاولة المفاوضات واعتبره زعيما شرعيا للفلسطينيين. الا أن ليبرمان يصر على أن عباس ليس شريكا لتحقيق السلام، وانه العقبة والعائق الكبير امام تحقيق هذا السلام. وقبل عام قال ليبرمان انه يتمنى أن يقدم عباس استقالته فأي شخص يأتي مكانه سيكون افضل منه.
رئيس اسرائيل بيتنا يعارض بشدة نقل الاموال للفلسطينيين وفي شهر تشرين ثاني من العام الماضي، كانت هناك مشادة بينه وبين نتنياهو على خلفية نقل الاموال الى الفلسطينيين. في ذلك الوقت نقلت اسرائيل الى السلطة 100 مليون دولار من اموال الضرائب. حيث عارض ليبرمان الافراج عن الاموال واعتبر ذلك خضوعا للارهاب. الا أنه في نهاية المطاف وافق وزراء الثمانية على توصيات رئيس الوزراء وتم الافراج عن الاموال.
وحول موضوع اقامة دولة فلسطينية ، نتنياهو على الاقل وحسب خطاب بار ايلان عام 2009 يدعم ويؤيد قيام دولة فلسطينية. الا ان برنامج حزب اسرائيل بيتنا يشير بوضوح بأن الهدف الحقيقي من الدعوة الى اقامة دولة فلسطينية هو الوصول الى محو اسرائيل كدولة يهودية صهيونية.
كما يدعو ليبرمان الى اسقاط نظام حماس في غزة، الا أن نتنياهو وخلال فترة ولايته امتنع عن القيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة تتسبب باسقاط حركة حماس، كما أن حركة حماس ضاعفت من قوتها عشرات المرات خلال فترة حكم نتنياهو.
لكن هناك ايضا توافق بين نتنياهو وليبرمان في بعض المواضيع السياسية، فالاثنان متفقان على الخيار العسكري اتجاه ايران ويعارضان ادخال تغييرات على معاهدة السلام مع مصر. كما يعارض نتنياهو وليبرمان ادارة اية مفاوضات حول الانسحاب من هضبة الجولان، على الرغم من أن نتنياهو وعشية اندلاع الاحداث في سوريا ادار مفاوضات سرية مع النظام السوري.
يضاف الى ذلك خلافات في امور ومسائل داخلية، تتعلق بالدين والدولة والنظرة الى المتزمتين ومسألة تجنيدهم.