2024-11-24 04:51 م

النص الكامل لمقابلة السيد حسن نصر الله مع صحيفة "الاحبار" اللبنانية

2014-08-15
بيروت/ أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلة مع جريدة الاخبار اللبنانية ان كل النزاعات والحساسيات لا يجوز ان تُسقط ان اسرائيل غدة سرطانية ويجب ان يكون الهدف النهائي لهذه الأمة هو إزالتها من الوجود. واشار الى ان اخطر المشاكل التي نواجهها الآن سواء في المزاج اللبناني او العربي ان نصل الى وقت تعتبر فيه شعوب المنطقة وجود "اسرائيل" طبيعيا.


السيد نصر الله اعتبر ان حرب غزة أخرت اي حرب على لبنان لكن لا يمكنني أن اقول كثيرا او قليلا لأنه ليس واضحا ضمن اي ظروف او معطيات يمكن ان يشن الاسرائيلي حربا، لافتا الى ان  تقدير الاسرائيلي ان اي حرب مقبلة ستكون اصعب بكثير من حيث قدرات المقاومة وامكاناتها والعدو لا يحتمل حرب استنزاف. واضاف ان الاسرائيليين بعد حرب تموز والعبر التي استخلصوها يفترضون ان اي حرب مقبلة يجب ان تؤدي الى نصر سريع وحاسم. في حرب تموز الكل قال ان اسرائيل هزمت لكن قد يخرج من يدّعي غير ذلك كما قال حصل مؤخرا عندما قال البعض انهم اكتشفوا الآن انهم انتصروا لأن جيهة الجنوب لم تفتح.


الأمين العام لحزب الله اشار الى انه عندما يفشل العدو في مواجهة غزة المحاصرة تكثر حساباته وما بعد حرب غزة يختلف عما كان عليه قبلها لافتا الى ان العدو عمل على الاستفادة من عِبر حرب تموز وذهب ليطبق ذلك في غزة لكنه فشل.


السيد نصر الله اشار الى اننا  اختلفنا مع حماس في مقاربة الحدث السوري لكن لم تنقطع الإتصالات واللقاءات وكل شيء بقي طبيعياً جداً. واكد ان  صلة حزب الله بالصراع مع العدو وبالوقائع الميدانية داخل فلسطين لا نقاش فيها.

وحول موضوع الحاج عماد مغنية قال ان هناك مجموعة من الأهداف ترتبط بملف الحاج عماد مغنية وهذا جزء من الحرب الأمنية المفتوحة بيننا وبين الاسرائيلي مؤكدا ان  موضوع الانتقام لاغتيال الحاج عماد مغنية موضوع مفتوح.
وتحدث السيد نصر الله في وقائع عن حرب تموز  فكشف ان عملية اسر الجنود الصهاينة عام 2006 لم تكن امرا بسيطا واحتاج تنفيذها الى اشهر، لافتا الى ان الاخوة المقاومين الى المنطقة وحتى الى داخل فلسطين المحتلة اكثر من مرة. 

ولفت الى اننا كانت لدينا القدرة على ضرب تل ابيب ونحن لا نطلق تهديدا او نتحدث عن معادلة لسنا قادرين على تنفيذها.


وكشف السيد حسن نصر الله ان احتمال تطور الحرب الى سوريا كان وارداً لأن الاسرائيلي كان يحمّل سوريا جزءا من المسؤولية عن صمود المقاومة وعن تزويد المقاومة بجزء من السلاح الذي كان له تأثير نوعي. واضاف كان مطروحا لدى الرئيس الأسد والمجموعة المعنية باتخاذ القرار الدخول الى جانب المقاومة في حال حدوث عملية برية واسعة.


السيد نصر الله اشار الى انه حدثت مجازر عدة في حرب تموز ولا يمكن القول ان واحدة اكثر ايلاماً لكن هناك خصوصية لقصف مجمع الامام الحسن بسبب عدد الشهداء وبسبب ما اشيع بأن الاستهداف جرى لاعتقاد الاسرائيليين انني كنت موجوداً فيه وطبعاً لم اذهب الى ذلك المكان ابدا اثناء الحرب.

واضاف: لم اتعرض في الحرب لأي اصابة مباشرة والأماكن التي كنت موجودا فيها لم تتعرض لأي قصف لكن بطبيعة الحال المنطقة التي كنا موجودين فيها كانت تتعرض للقصف.

وقال ان المكان الوحيد الذي ذهبت اليه بعد الحرب كان الذي يتواجد فيه المرحوم السيد محمد حسين فضل الله. واضاف: واثناء الحرب كنت التقي فقط الاخوة المعنيين بالعمل الجهادي وعلى الشبكة الداخلية كنت اتحدث مع المنار والعلاقات الاعلامية

ورداً على سؤال قال السيد نصر الله : أنا لست غائبا عن الضاحية وأعرف تفاصيلها وانا مطلع على ما يحصل في الجنوب والبقاع وأنا لا اقيم في ملجأ والمقصود بالاجراءات الامنية سرية الحركة.


نص المقابلة :



  وفيق قانصوه

وقع أقدام يتناهى الى مسامعك من الطابق العلوي. هو، على الأغلب، طفل يركض بين الغرف. يخترق صوت الآذان من أحد المساجد النوافذ التي أُسدِلت عليها ستائر سميكة، مطرّزة بورود تتناسب ألوانها مع ألوان الصالون، وتضفي عليه لطافة تعوّض عن حجب امتداد النظر. «السيد» يعيش بين الناس، وليس تحت الأرض. هو نفسه سيؤكّد ذلك في ما بعد، وسيخبرنا كيف يتجوّل في شوارع الضاحية وأماكن أخرى، وكيف يراقب تطوّرها العمراني ويحفظ شوارعها ويألف أهلَها.

أهلُها الذين يحبهم، تتأكد كم يألف حياتهم عندما تنقطع الكهرباء، فتبقى لمبة الـ «يو بي أس» مضاءة قبل أن يشتغل موتور «الاشتراك»، كما عندما يحدّثك عن اشتراك «الساتالايت» وكيف يفرض أصحابه عليك ما يمكنك مشاهدته. «السيد» يعيش بين الناس. تتأكّد أكثر. تتذكّر بأن المصعد حملك الى طابق علوي لم تشأ أن تسترق النظر لتعرف إن كان الخامس أو السادس لأن إحساساً ينتابك بأنك بتّ معنياً بأمن «السيد». تشعر، رغم لهفتك للقاء، بعقدة ذنب من تسبّبك في هذه «اللبكة» له، ولـ «الشباب»، اللطيفين جداً، الذين لا يملّون من الاعتذار عن إجراءات أمنية، كانوا في غنى عنها لولاك، أنت الذي يعتذرون منه. شباب يكادون أن يكونوا «آليين» لشدة دقتهم، وقلّة كلامهم، ولعنايتهم بأدقّ التفاصيل، من «تكييف» السيارة الى الحرص على وجود زجاجات مياه باردة داخلها أثناء «الرحلة». الحاج محمد عفيف، مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله، المستشار الاعلامي للسيد، وعرّاب الزيارة بأدق تفاصيلها، يشير الى الكنبة الواقعة الى اليسار: «هذا مقعد السيد». نتوزّع على المقاعد الأخرى، ونوّزع النظر بين المقعد الذي ينتظر صاحبه، وبين الباب البني الذي ننتظر أن يُفتح. صحون من التمر والزبيب والجوز، وزجاجات مياه وكؤوس موضوعة بعناية شديدة على الطاولات. تأتي «كاسات» الشاي سريعاً، يحملها الشاب الخجول الذي لا تكاد تسمع صوته.
يبدأ اختبار الانتظار، بعدما اجتزت الاختبار الأصعب، وهو أن تعرف أنك ذاهب للقاء مع السيد، وتخفي ذلك عن أهل بيتك وعائلتك وزملائك وأصدقائك... بل وتتجنّب أن تحدّث نفسك به. مرة أخرى، هو ذاك الإحساس بأنك، حتى إشعار آخر، بتّ من المعنيين بـ «الأمن».

ينفرج الباب البني. «سلام عليكم». ها نحن، أخيراً، أمام السيد تسبقه بسمته المشّعة ووجهه البشوش ويده الممدودة. الثواني التي يستغرقها السلام خطّطت لها كثيراً سابقاً. لكن «خططك» كلها تذهب أدراج الرياح. لن تضيّع الثواني المتاحة لك في «مسرحة» السلام والعناق. تحاول أن تستغل الثواني هذه حتى الثمالة، فتسارع الى سرقة أكبر عدد من القبلات أثناء العناق، فيما هو يكاد يذوب خجلاً وتواضعاً. خجل وتواضع سيسمان «الجلسة» التي يحرص خلالها على مخاطبتك بـ «جنابك»، حرصه على التأكد من أن جهاز التسجيل «شغّال»، ومن توزيع نظره بين الجالسين بالتساوي.
هو «السيد» أمامك لا من خلف شاشة. تذهلك المقارنات التي لا تلبث أن تبدأ بالانعقاد في رأسك. يبدو أصغر عمراً من مقاطع «فصل الخطاب» التي تعرضها «المنار». تفتش عن الإصبع التي تثير حنق كثيرين فتجد يدين بيضاوين ناعمتين. لا تملك إلا أن تسأل نفسك، وأنت تحاول التركيز لسماع صوته الهادئ، أهو الرجل نفسه الذي يلهب جمهوره من على المنبر؟
هو «السيد» الذي يحب المفاجآت، ليس مع العدو فحسب، بل ومع الضيوف أيضاً. مفاجأة لـ «الأخبار»، التي أكّد أنه قارئ دائم لها، بالإطلالة من على صفحاتها في عيد الانتصار المدوّي على العدو وعيد تأسيسها الثامن. هي التي انطلقت في «مغامرة محسوبة»، وفي «توقيت صائب»، بحسب وصف رئيس التحرير المؤسّس جوزف سماحة، مختارة «معسكرها» بشكل واضح ومن دون أي مواربة... ومفاجأة ثانية باستضافتنا على العشاء إلى مائدته... ومفاجأة ثالثة بـ «سهرة» استمرت حتى الفجر.

هو «السيد» الذي كنا في حضرته، وكان هذا اللقاء:


 ابراهيم الأمين- وفيق قانصوه- حسن عليق- مهى زراقط