كفى لا تطلقوا نظْره .... على الجسد المطروح أو عَبره فقد هلكت روح الفقيد ولوّعت كتلوّع الزمن الذي غدره *** فلن تفيق ردّة الفعل العتيق ولن تحرك قطرك المرهون فيك مناظرُ الألم العميق وشدّة الحسرة ولن تعيد صرخات روحك ما يُعيد للطفلة الزهرة *** ولا السلوى ونسيان الدم المقتول والذكرى يا عالمي المنهوك ، اصحُ فقد كفاك مُضنى بنيك وما بلاك يكفي دماغك ما رأت عيناك *** ألم تئنُّ بك الضلوع ؟؟ وتفرغ من مسايلها الدّموع ؟؟ ألم تملّ من البكاء ؟؟ من رجع ماضٍ لا يؤوب إلّا بتأنيب الضمير وبالخطوب يكفيك فعلٌ لن يجود إلاّ بآلاف الردود تذوي بلمحك ، والمعاني المثقلات وبالوجود أسألتَ فيك نظارة الوهم المخالف والموافق كلّ حين والمعذِّب والمكذّب بين طيّات الفؤاد , وبين تعبير الخدود ؟ ماذا لمحت ؟ وهل لمست السعد في دنيا الحياة أو الفناء ؟ إلاّ هباء زاد من ألم التذكّر والنفور أجزعتً من ألمٍ غريب ؟ أم ضقتَ من تجوال أفكار تُلاطِم بعضها في رأسك الداني من السكر الطويل من الضياع من الجنون ومن فؤادك والتراكم والظنون ومن الملامة والعذاب ووجهك الممسي سراب ؟؟ *** ذاك الذي قد لا يردّ إلى العطاش من الدما ألوانها ولا يبيحَ القتل إلا في الظلام كي يبعدَ التأنيب عن وخْز الضمير وتموت ذاكرةٌ يضاجعها الأنين بعويل من صرخوا من الألم الغريب *شاعر فلسطيني سوري - مجاز في اللغة العربية وآدابها- جامعة دمشق