أصدرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، كتيبا يحمل عنوان 'إلى قلب القدس'، يحوي في طياته أربع دراسات من إعداد الهيئة.
وتجمع هذه الدراسات بين جمال المدينة المقدسة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ووحشية الاحتلال في آن واحد، حيث تحفل المدينة كما أشار الأمين عام للهيئة، الدكتور حنا عيسى، بالعديد من المقدسات والمواقع التاريخية والأثرية والحضارية التي تختصر حضارة عريقة وتاريخ حافل بالبطولات والأمجاد.
استعرض الكتيب في دراسته الأولى 'كنيسة القيامة بين القدسية والتاريخ'، وهي من أعرق وأهم الكنائس في العالم، حيث استغرق بناؤها أحد عشر عاما، وتناولت الدراسة معالم الكنيسة والكنائس والأديرة والمعابد التي تحويها والتابعة لطوائف مسيحية عدة، مثل كنيسة الجلجلة، وكنيسة قبة نصف الدنيا، وكنيسة آدم، وكنيسة القديس يعقوب، وكنيسة القديسة هيلانة، والكنيسة الأثرية للأرمن، وكنيسة الجلجلة 'اللاتين'، ودير أبينا إبراهيم، ودير يوحنا الإنجيلي للأرمن، ومعبد الأرمن الأرثوذكس، وغيرها.
أما الدراسة الثانية التي عرضتها الهيئة في هذا الكتيب كانت 'الحي الإسلامي في القدس'، وهو من أكبر وأعرق الأحياء، ويتكون من مساجد وتكايا ومواقع هامة لكل منها تاريخه وقصته وحضارته. وتحدثت الدراسة عن برج اللقلق الذي يعود تأسيسه إلى فترة أقدم من العصر العثماني، والأحواش مثال حوش دويك وأبو فرحة، والبسطامي والعجلوني والكركي والحجازي والنشاشيبي.
وتطرقت الدراسة إلى العقبات في الحي، من عقبة المفتي والبيرق والسرايا والخالدية والشيح لولو، وعقبة التوت، والبطيخ. وتناولت الأسواق من سوق باب القطانين وسوق اللحامين، وسوق العطارين وسوق الدباغة، وتحدثت عن الأبواب، حيث باب الأسباط، وباب الملك فيصل، وباب حطة والغوانمة والقطانين والعامود. كما تطرقت إلى الطرق حيث طريق باب حطة وبرقوق والهلال والمجاهدين والغوانمة وراهبات صهيون والواد، وطريق السعدية وغيرها.
ثم جاءت دراسة ثالثة حول المسجد الأقصى بعنوان 'المسجد الأقصى خطر دائم ...وعدوان مستمر'، ذاك أنه من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين. تناولت خلاله وصف المسجد حيث المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي تعرف في البلدة القديمة، وهي بمساحة 144 دونم، تشمل قبة الصخرة والمسجد الأقصى بالإضافة لمعالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم، تتنوع إلى مساجد وقباب ومحاريب ومنابر ومآذن وأبواب وآبار وغيرها.
وتحدثت الهيئة في الدراسة حول الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى المبارك، وارتكاب سلسلة طويلة من الاعتداءات على الحرم القدسي، منها قصف المسجد الأقصى وساحاته ب 55 قنبلة عام 1984. والحريق للمسجد عام 1969، والمحاولات المتكررة لتدنيسه والتي كانت بدايتها باقتحام ساحاته الخارجية للصلاة عام 1969. ومحاولات نسف الأقصى التي كان أبرزها عام 1985 باكتشاف حراس المسجد شحنة متفجرات أسفل بعض الأغصان.
وأشارت الدراسة إلى الاقتحام المسلح وإطلاق النار على المصلين، إضافة للمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين والتي أبرزها مجزرة الأقصى الأولى عام 1990، والثانية عام 1996 (انتفاضة النفق)، والثالثة عام 2000. ونوهت إلى الحفريات حوله وتحته من الناحيتين الغربية والجنوبية التي تهدف لتخريب وتصديع جدرانه والاستيلاء على الحرم الشريف وإنشاء الهيكل في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
واختتمت الهيئة كتيبها بدراسة 'البؤر الاستيطانية والكنس'، توقفت خلالها على البؤر الاستيطانية والكنس التي يعمل الاحتلال على نشرها في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة وذلك تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم. وهو الأمر المرتبط بفكر الجماعات اليهودية الأكثر تطرفا والتي لا تكتفي بالسيطرة على المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة بإدعاء أن هذين المسجدين اقيما على أنقاض الهيكل المزعوم، وهو ما يفسر تركيز هذه الجماعات نشاطها الاستيطاني في محيط المسجد الأقصى وفي السيطرة على العقارات المتاخمة له والمطلة عليه.
وتطرقت الدراسة إلى أبرز الجمعيات الاستيطانية التي تعمل لتحقيق هذا الهدف، إضافة لسرد قائمة بالعقارات التي استولى عليها المستوطنون في المدينة.
وحول الكنس التي أقامها الاحتلال في المدينة المقدسة، تناولت الدراسة الكنس التي تطوق المسجد الأقصى، حيث أن سلطات الاحتلال باتت تطوق المسجد الأقصى المبارك من جهاته الأربع بأكثر من 100 كنيس يهودي بنيت على مساجد وعقارات وأوقاف إسلامية استولت عليها سلطات الاحتلال، يكمن خطرها إضافة إلى العمل التهويدي أنها مراكز للتطرف الديني والتحريض على الإنسان الفلسطيني والمقدسات، وشن اعتداءات على الفلسطينيين والمسجد الأقصى المبارك. منها كنيس الخراب، ونبوءة زلمان، وكنيس 'أوهيل يتسحاق' : 'خيمة اسحاق'...وغيرها.