2024-11-30 02:33 م

ليست صدفة!!

2014-03-03
بقلم: محمد جهاد حمدان
ليست صدفة ( إن من تعلم لغة قوم أمن مكرهم )، وعلى اعتبار أن تعلم اللغة العبرية يساعدنا في مواجهة المشروع الصهيوني، والتعرف على هذا الكيان، نلاحظ في الآونة الأخيرة انتشر دورات لتعليم اللغة العبرية ( لغة العدو) مجاناً، ولكن الأمور تأخذ بمقاصدها وهنا من تعلمها ليأمن مكرهم، فهذا عمل مشروع، وأما إذا كان المقصد من وراء هذه الدورات؛ المساهمة في كسر الحاجز النفسي بيننا و بين عدونا، و في خلق حالة من الألفة و التقبل لثقافته و مشروعه( التطبيع)، فهنا يجب أن نتوقف لتفكير مطولاً بالموضوع بسبب خصوصية الواقع الفلسطيني وكون هذه اللغة هي لغة العدو. لن نقول إنها الصدف العجيبة لان لا شيء يأتي بمحض الصدفة( الكثير يتعلم العبري في وقت واحد وبالمجان)، فالمحتل يسعى دائماً لمحو، وإضعاف ثقافة، ولغة، وحضارة الشعب الذي يحتله والتاريخ يشهد على ذلك حيث حاول الفرنسيون إحلال لغتهم محل اللغة الأصلية، فقد قال أحد جنرالات فرنسا: "يجب أن نزيل لغة القرآن العربية من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم حتى ننتصر عليهم". وفي الحالة الفلسطينية هناك خطورة حقيقية فالمحتل يوماً بعد يوم يفرض لغته على الأرض ويعمل على تهويد كل شيء فلسطيني حتى لافتات المحلات والمطاعم والمؤسسات واللافتات على الطرق لم تسلم من ذلك ومنذ احتلال فلسطين انتشرت اللغة العبرية بين الكثير من الفلسطينيين وذلك بطبيعة عملهم والسيطرة الإسرائيلية على سير الحياة في الأراضي المحتلة وبسبب التبعية في مختلف أمور الحياة من تنقل عبر الحواجز وتعاملات تجارية وما يحتاجه ذلك من استخدام الألفاظ العبرية لتفاهم مع ذلك الجندي، فتجد من يقول عن اشارة المرور ( رمزون ) وهي كلمة عبرية، والمكيف( مزجان ) وهناك كلمات كثيرة دخلت للغة العربية الفلسطينية مثل(مخصوم، سيجر، عفريان، ....). فاللغة العربية هي الهوية الوطنية والقومية لشعب الفلسطيني وتشكل البعد الوطني والعقائدي والقومي والديني وأي محاولة لطمسها أو تشويها يعد مساساً بأهم مكونات القضية الفلسطينية. قال ابن تيمية رحمه الله: "إن اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يُفهمان إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". إن ابن خلدون كان يعني الغزو الثقافي في قوله الواضح: (إنما تبدأ الأمم بالهزيمة من داخلها عندما تشرع في تقليد عدوها). انا لست ضد تعلم اللغة العبرية من باب معرفة لغة العدو كسلاح للمواجهة، ولكن يجب ان نتساءل لماذا في هذا التوقيت ؟ ولماذا بالمجان ؟ ومن باب الفضول من هي تلك الجهة الكريمة التي تمول هذه الدورات ؟ وأخيراً .... شكراً لمن يحاول تعليمنا لغة العدو كسلاح للمواجهة.... ولكن اذا كانت من باب التطبيع والدمج فلا لتطبيع فالتطبيع خيانة وليس وجهة نظر.