2024-11-25 03:19 م

" حادي المسيرة " كراس لذكرى المناضل الراحل محمد عبد الكريم منصور

2014-02-26
شاكر فريد حسن 
"حادي المسيرة" هو كراس توثيقي أصدرته لجنة التأبين تخليداً لذكرى القائد والمناضل الشيوعي ، ابن طيرة بني صعب ، محمد عبد الكريم منصور (2014- 1938) ، ويتضمن سيرة حياته النضالية الزاخرة بالعطاء ، ورصد لمواقفه الوطنية التقدمية من مختلف القضايا الشائكة والمصيرية التي تواجه جماهيرنا العربية في هذه البلاد . وجاء في الكراس أن الراحل منصور من مواليد عام 1938 في الطيرة بالمثلث الجنوبي ، وفيها أنهى دراسته الابتدائية والثانوية . تأثر بالفكر الثوري الوطني والشيوعي منذ نعومة اظفاره ، وبرزت لديه قدرات قيادية في جيل مبكرة ، فانضم على صفوف الحزب الشيوعي في العام 1961 ليكون من ابرز مؤسسي وقادة الفرع في بلده وفي المنطقة حتى أيامه الأخيرة . وعين معلماً في إحدى قرى النقب وكان من مؤسسي الخلية الأولى للمعلمين الديمقراطيين ، الذين تصدوا للتعسف بحق المعلمين العرب ولمناهجهم العربية القومية في المدارس العربية غلا انه فصل من جهاز التعليم في خطوة سلطوية انتقامية من دوره النضالي . وبعد فصله التعسفي اعتاش من العمل في الزراعة ، وهو من قادة يوم الأرض الأول العام 1967 واعتقل في ذاك اليوم الكفاحي . وقد ظل قابضاً على جمرة الفكر والنضال  في إطار الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة . ولم تمنع هويته الحزبية عنه الاحترام الذي حظي به من كافة النشطاء السياسيين المحليين ، وكان باستقامته وتجربته محط احترام وتقدير .
يشتمل الكراس على كلمات وفاء ورثاء وتأبين للفقيد الغالي محمد عبد الكريم منصور وصور من مسيرة حياته ونشاطه الحزبي ، فيكتب عبد المنان شبيطة رفيقه وصديقه في الطفولة والشباب ورفيق عمره ودربه في الكفاح ، مؤكداً انه من رجال المبادئ النادرين . أما بلدية الطيرة التي كان الراحل عضواً في مجلسها البلدي واسهم بعمرانها وتطويرها فأشارت إلى حقيقة أن منصور " صاحب الحنكة والتجربة العميقة ، لم يبخل يوماً على بلده وبلديته بتقديم العطاء وإسداء النصيحة وتقديم المشورة .
ويؤكد عادل عامر أن لمنصور نكهة خاصة في حياتنا الحزبية والسياسية ، وحمل في شخصه الأصالة والعراقة ، وهو يمثل عبق التاريخ النضالي لجماهيرنا العربية ، وان المصداقية الأخلاقية في الكفاح والنضال هي الإرث الذي نحمله منه .
وفي الكراس كلمة للدكتور يوسف عبد الحليم بشارة ، الذي عرف الفقيد في عدة محطات زمكانية بلورت ثقافته السياسية والاجتماعية عبر مسيرة مضيئة طويلة الأمد .
أما الكاتب مفيد صيداوي فيكتب عن محمد منصور قائداً وطنياً ومثقفاً ثورياً ، في حين يستذكر امجد شبيطة  قصة الإضراب عن الطعام الذي نفذه المرحوم في أثناء اعتقاله .
وفي نهاية الكتاب تشارك عربية منصور بكلمة باسم عائلة الفقيد ، مؤكدة فيها  أن منصور، الذي كان  أكبر الإخوة ، شكل البوصلة الموجهة بالأخلاق والمبادئ الإنسانية ، ومركز للاستشارة . وكان بمثابة المدرسة الشعبية المتنقلة في دوائر مجتمعية كثيرة تجمع بين الفتية والشباب والأنداد تبث فيهم روح الوطنية ومقاومة الإحباط الذي تفشى بين فئة الشباب في مجتمعنا .
ويبقى محمد عبد الكريم منصور راسخاً في الوجدان وذاكرة الشعب الوطنية ، رمزاً ومثالاً للمثقف الثوري والإنسان الكبير والقائد الوطني الشجاع والخطيب البارع والمناضل الفذ ، فله الرحمة وطاب ثراه .