2024-11-27 09:29 م

عبِّر أيها العربي

2014-02-20
عبدالفتاح أحمد السعدي*
عبِّر بربِّك أيُّها العربي وأفهمِ الخلقَ معنى الثأرِ والغضبِ هذا زمانُك قد عراهُ تداخلٌ هيهاتَ يفتي في بلاهُ نبي عبِّر بربِّك إنَّ الحسَّ منتحرٌ والقلبُ مرتبكٌ , والكونُ هذا غبي قلْ للضوابطِ غاباتي محرقَّةٌ  والحقدُ ينثرُ أقباساً من اللهبِ ولا تخفْ إنَّ المعاني كلَّها ماتتْ هنا ماتتْ هناكَ.......  على الشاشاتِ , والطرقاتِ والكتبِ واخجلتاهُ من زمنٍ بلا أدبِ زمني الذي أبكى الجماد وأذابَ أحلامَ الوداد وقيَّد الآبادَ بالبلوى....... بلا سببِ ألهذِهِ الدرجاتِ تخنقُني الحياة؟ وترمي إنسانيتي بيدِ الغزاةْ ليبحثوا فيها عنِ الحقدِ الدفين ويغسلوا الزيفَ المعفَّنَ في قلوبِ الطاهرين أشلاءٌ ؟ تُمزقُ هكذا ؟ ! دماءٌ ؟ تشتَّتُ هكذا ؟ ! أيٌّ عارٍ لاحقٍ فيهِم ؟ وأيُّ تاريخٍ يكون ؟ هذا الذي قد صُوَّرَتْ فيه المنون وأيُّ عدلٍ قد أباح لذلكَ المعتوهِ تشريعَ الوباء ؟! تشريعَ قهرِ الناسِ , أو سفكِ الدماء حلُمٌ تمازجَ بالوضاعةَِ والأسف حلمٌ مريضٌ كاذبٌ , وقد انحرف هل هذا عصرُ النورِ ؟ أمْ عهدُ الغباء ؟ اليومَ هرجٌ حولَ أهدابِ الزعيم وبعدَهُ موتٌ , وغداً أسف هل أمست الأرواحُ تسليةًً لمعتوهٍ أصيبَ بلوثةٍ نفسيَّةٍ أو رجفةٍ عفويَّةٍ قد حُرِّكَتْ في رحمِ عهدٍ قد سَلفْ ؟ ! أم أفصحَتْ عقدُُ الهزيمةِ عن مرض ؟ مرضٍ تأزَّمَ عبْرَ أزمانٍ تأكسَدَ دهرُها حتى فسَدْ ........ فسالَ منها لؤمُها بلْ حقدُها ليرتَّل الذبحَ الحقودَ على الأجنَّةِ وهي ترسمُ من جديدٍ للحضارةِ علمَها . علمَ الأوائلِ والولدْ أيُّ نوعٍ للتفوقِ قد يكون ثباتُ هذا الناتجِ الملعون ؟ واللهِ لن ترضاهُ هاتيكَ الحياة إلا بغدرِ اللمحةِ الأولى وجبرِ عويلها ...... بل جبرِها أنْ ترشُفَ القهرَ المسالَ على المنايا قاهراً لسعادةِ الوهمِ المريضِ وجالباً لمحَ السُّكاتْ فلا يُفرَّحُني بنصرِ الوهمِ مخبولٌ تمادى ففي تفاسيرِ النظافةِ عقلُ إنسانٍ سليم وقلبُ مخلوقٍ حليم رضِعَ الصفاءَ من النقاء من المشاعرِ من تباشيرِ السماء من رحمةٍ هي نبعُ نُطفة تكادُ تُبكيني الحياةْ بكاءَ عهدٍ قد بدا أبداً غريباً ما مرَّ فيه تماثلٌ حتى أواسي النفسَ يوماً أو أُريحَ الليلَ من همٍّ غريب يا لوعَتي حينَ التذكُّرِ والهدوء.......... مُزجْتُ منْ تلكَ المشاعرِ ذاتِها فأنا بريبٍ أنْ أكونَ كقاتلٍ فقدَ المشاعرَ , أو أكونَ قتيلاً واللهِ إنَّ الرحمةَ الكبرى تساوي نورَ ألفِ نهار والسِّرُّ يكمُنُ في الضلوع . فمنَ الحرامِ تبعثرُ الأفكارِ في طيِّ الفؤاد لتعودَ سفكاً بعدَ حقدٍ أو دماءٍ أو دمارْ مرَّتْ على الحُلمِ قبل السفكِ أصورةٌ قد يستطيبُ لها راءٍ فيرتاحُ لكنَّها قد حطَّمتْ حلمَ الهوى فالواقعُ الملعونُ يا خلانُ ذبَّاحُ فمُنْ أنادي يا تُرى عندَ اختناقي ؟ ولمنْ أوزِّع بعضَ أشواقي ؟ في عالمٍ ماتتْ به النسمات وحُرِّقَت به عَبراتُ رحمة واللهِ إني معذَّبٌ , وأنا الغريب ...أبكي على زُغبٍ حبيب وأدفعُ الأثمانَ قُرباناً لأحلامٍ صغار...... أبحثُ عن صفاء فأراهُ روحاً في حياة في سلوكِ الكائنات في عطفِ عصفورٍ على عصفور ورعايةِ النَّسرِ الطليقِ لآخرٍ مقهور فأيُّ عجينةٍ منها نكون ؟ لنرسمَ البلوى على لمحِ الجفون لأسبابٍ يصنَّعها الغباء ؟ فأرضُ اللهِ واسعة وخير اللهِ أوسع فتلكَ العينُ دامعةٌ , وتلكَ العينُ تقشع ........ وذاكَ عويلُها , والإذنُ تسمع ........ أما الدماءُ , فوصفُها يا صاحِ أبشع إنَّ التحاورَ قد وجِدَتْ بواعثُهُ فدعوا التحاورَ إنَّ الصمتَ أنفع .... فبهِ نعرَّفُ بلوانا ونعرفُها وبِهِ نغِّيبُ بذرةَ الحقدِ المقَّنع فصورةُ الطهرِ لو وجدتْ تطهرُنا أو قد تُغيِّيبُ مفهوماً ما غدا يلمع غدا وراءَ قناعةِ الإيمان بهدرِ إنسانٍ دمَ الإنسان بعرفِ وهمٍ سابحٍ بعُرى الخيال يُغري برسمٍ تافِهٍ , فيكون ....... شيئاً يقزِّزُ رأفةَ الرحمن ويزيدُ ظلماً فاشياً بعُرى الصدور يحوِّل البلوى إلى لمحٍ غدور يُبكي الجميعَ , ويُشعرُ الدنيا ببلواها الجديدة......بعد دهرٍ كانَ نام على الملامةِ والتفاؤلِ والظنون يا حسرتي حينَ التأمِّل والسُّكات ....... تكادُ تهلكُني الحياة بفرزِها هذا الغبيِّ ولمِحها هذا الْمُمات فلربَّ ركضٍ خلفَ آفاقِ الجنونِ يُبرِّدُ البلوى ويصعقُني حتى أذوب.... فأرى ذنوبَ الناسِ في وهجِ احتراقي شُعلٌ تدمِّرُ وجنَةَ اللؤمِ المخبَّأ في الثنايا وتعلنُ عن حياةٍ من مماتْ عن صدى أحلام وأرى أصالةَ يعرُبيٍّ في الفضاءِ مع الشّموخِ تناديني فأسمعُها .... فأخلعُ ثوبَ قهرٍ قابعٍ حولَ الفؤاد وأطيرُ يم الملتقى , وأنا سعيد ...... بلهفةٍ أرنو إلى لمحِ الكرامةِ والخلود فتعشقني الحياة لأنني ابنُ العروبةِ ابن أرضٍ لا تموت ابنُ الكرامةِ ابنُ قحطانَ الأبي ابن الجدود يا لهفةَ التحنانِ للخصبِ البعيد يا روعةَ الحسِّ الغريب ملامحِ السُكنى التي فُطِرتْ بأعماقي من لوعتي حتى نداءات الأمل من صبوتي مِن عشقيَ المكنون ....... ومن أشياء أعرفُها وتعرفُني من البكاء من التطلُّع والشقاء من العمل ومن نسيجٍ حِكتُهُ بتمعُّنٍ حتى ارتقيتُ به حتى احترقتْ ....... لفلسفةٍ هي الإنسان هي المعاني العاصياتُ على الغباء والجهلُ يمضغُها بأسلوبٍ لئيم ......... حتى يخامرَها الغياب وتضمحلَّ فلا تذوب لأنها الحقُّ الذي إنْ غابَ يوماً لا يموت لأنها شيءٌ ثَبوت تُصَوِّرُ الإنسانَ أصلاً من صفاء ومسيرَ نُبلٍ سيِّدٌ فيه الوفاء وعمقُهُ رحمن يشفي أيَّ داء يئنُّ لو بكتِ الورود .......... ويعي التقاربَ بينَ لونِ الزهر ريانِ الأريجِ وبينَ ريانِ الخدود هي الحياةُ بعمقِ فلسفةٍ مُريب ......... طهارةٌ تدنيكَ مِن أملٍ طبيعيِّ الرؤى فُطرَتْ عليه نُميلةٌ أمِلَت بقربِ ربيع فطبعُها يَستبعدُ الآلام وبطشَ أقدامِ الَّلئام تُبقي الأمل , تبقيِه سِرَّاً فاعلاًً يعني الحياة ...... يَعني التوالدَ والبقاء يَعني العزيمةَ والوفاء يعني المزيد .......من معانٍ ضُيِّعت فينا أضعناها بتغييبِ الهدف وحصرِ ركنٍ واحدٍ من حيِّزِ التفكير والإحساسِ تحتَ أقدامِ الدماغِ المنهكِ المقتول حتى نقول : آسفينَ لقتلنا ذاك الأمل فعيبُنا أن نكسبَ الخبراتِ من سفكٍ يُريب بقتلِ , أو تعذيبِ مخلوقٍ قريب حتى نغيْبَ للحظةٍ منها نخاف ثم ندمعُ , ثم يعرونا الندم واللهِ إنَّ مهازلَ الأزمانِ عارٌ لا يغيب ...... ومردودٌ علينا بالعذابِ وبالعويل وتواليَ الأناتِ مسموعٌ صداه ......... من الجراحِ ومن عذاباتِ الضمير فكلنا يغلي على أرضٍ مؤقتَة الرؤى فيها جمالٌ في الفصول نراهُ , ثم يغيب ......... وشبيهُ رعبٍ يستبحُ سعادةَ الأحلام ويداعبُ المهجَ الحزينةَ وابتساماتِ الأمل شيءٌ خلقناهُ من مجهولِ عالمنا فأضنانا بويلٍ من ظنون فكان الفعلُ تسريباً مقيتاً شيءٌ يخالفُ طبعَنا المفطور وحُلمَنا والواقعَ المغدور حتى غدونا خائفينَ جميعنا حذرين لا نعرف ....... ولا نعرف لماذا ؟ فحسبُنا أنَّا نضيعُ مع المدى مما نراه يا لهفةَ الروحِ , والشكوى تبرِّئُها مما اعتراها مِن الأوجاعِ , والألمِ تظلُّ تشكو . والآمالُ تعصِمُها عن الغيابِ فتُبقي الجرحَ كالعلمِ ما ضرََّها حكْمُ الزمانِ تلهُّفاً غزلَتْ أمانيها بخيطٍ مِن دمِ فتمردي يا نفسُ ما للصمتِ أمكنةٌ إنََّ العصورَ شكتْ من عصرِنا الظَلِمِ عصرِ الفضاءِ , الذلُّ فيه مشعبٌ يناقِلُ القتلَ تصويراً إلى الأممِ وبالألوانِ لا خجلٌ يساورُهُ يدمي القلوبَ , ويُخليها من القيمِ واللهِ إنَّ مهازلَ الأزمانِ عار ............ في ظلِّ ألوانِ الدمار وفي غيابِ العاقلِ الناهي وأصحابِ القرار لكنََّها الآمالُ دوماً قد تُثار من عاقلينَ من البشر من مخلصينَ لكلِّ معنىٍ لا يذوب يقفونَ من هاوٍ يصرِّحُ من قريب بأنَّهُ يهوى الحروب ....... يقفون ...... كماردٍ جبار زخرَتْ دماهُ بكلِّ إحساسٍ نظيف وعقلُهُ آفاقُ عالمنا اللطيف وزَنْدَهَ أقوى من الصواريخِ اللئيمة تلكَ التي أدمَتْ معانينا , وما فينا وأشعلَتْ في كُلِّ بيتٍ نار يا ويلَ هذا العالمَ المنهار ما لم يعمِّمْ نبلَهُ الغافي على طيبِ الحياة فيستفيق , ليرمي قطرةَ الآثام في غورٍ عميق ........ ويحرقُها بنيران الندم حتى تذوبَ الخافياتُ من العيوب وغريزةُ الغابِ الأثيمة ....... وقسوةُ البطشِ المبطَّن بالسواد وأسقامَ الأنا والعنصرية لتبقى روحُنا بصفائها ووفائها وعطاءِ جنسٍ أصلُهُ لمحٌ شريف بنقاوةِ الملكوت والحسِّ النظيف بمعنانا الأصيل معنى المشاعرِ ,و الأحاسيسِ النبيلة معنى التعاطفِ والعطاء غيريَّةٌ هي ذاتُنا هيَ وحيُ تصميمٍ غريب هبةُ العزيز إلى الكرام وأمانةُ التعليمِ ولأحكام عقلٌ وقلبٌ واختيار وأمانةٌ وخيار من خالقٍ وهبَ الظنون ...... وهبَ الوساوسَ واليقين وهبَ ابتساماتِ المدى رصدَ القرار يا ويلَ هذا العالمَ المنهار ما دامَ يرضعُ من شقاءِ الأمس رعبَ الأفقِ من فعلٍ يُريب يا سعدهُ حينَ الطهارةِ والندم ووعيهُ إنْ أدركَ المعنى المغاب وطاردَ الأسباب ......... ليعرفَ أيُّها نذلٌ لئيم .... أمالَ فعلَ الخيرِ , وافتعل الشرور وأيُّها ذاكَ الطَّهور ..... ذاك الذي سُقياهُ واجبُنا الكبير فأوقفوا القتلَ المريب...يا عراةَ العقلِ والحسِّ النظيف يا مَنْ بسطتُم ذُلَّكُم خلفَ السواد فتلطَّخ الزمنُ الكئيبُ بكم وباتَ يخجلُ من تواريخِ الكرامةِ والإباء من الرجولةِ والوفاء لبلونا التي يرنو أنينُ دمائها في كلِّ حين ... مِن بين دمعٍ , أو دماءِ النازفين من بينِ أشلاءِ الصغار ذويهمُ , والناظرين ممن التباريرِ التي ما وافقَتْ يوماً أحاسيسَ البشر أو داعَبتْ سبلَ التعقًّل بيننا أو أقنعتْ منا البسيطَ بما انفَطَر ... فيا للعارِ من ذكرى تمزِّقُنا لتأمُّلٍ يبدو بنا متثاقلاً حتى انحدر...... يا ويلنا نحنُ البشر ما لم نُسارعْ، رأفةًً بضميرنا فنغزو غزوةَ الإحساس إنقاضاً لما فينا اندثر لنَمْنَح َلمحةَ الأحلامِ يوماً ...... لمكلومٍ تمادى نزفُهُ وعويلهُ وأينعَتْ بلواهُ , ثم تشعبَت فينا ..... فانتظرنا .......وتوارينا زمُر لمجروحٍ يعبِّرُ بالإشارة ..... ومُعذَّبٍ ما زالَ يحملُ أشلاءَ الصغار ويَبكي بعد آهاتٍ تفسرُها القلوب ويستجيرُ ...... فينفطرُ الحجر أودُّ لو أحيا سويعاتٍ أعبِّرُ عن بلاءٍ قد تمادى , وألعنُ تكوينَ العُراة ...... أظلُّ أبكي أستغيثُ أحذِّرُ الزمنَ اللئيمَ وأنا أدوِّن بعضَ أحلامٍ أخر   وقد يقال : تداخلٌ يغزو القصيد وأنا أقولُ : تداخلٌ يغزو قلوب بني البشر ....
*شاعر فلسطيني سوري – مجاز في اللغة العربية وآدابها