2024-11-28 07:36 م

إدمان الأطفال للموبايل .. يسرق طفولتهم!

2014-02-04
يقتني الكثير من الأطفال في هذا الوقت أجهزة «الموبايل»، وبالرغم من الدراسات التي تبين خطورة ذلك صحياً على الطفل، الا ان بعض الاهالي لا يكترثون لهذه المعلومات نتيجة الحاح الطفل على ان يشتري أحد الاجهزة، وتبين الدراسات التي أجريت في معهد «كارولينسكا» في السويد، ان استخدام الموبايل لعشر سنوات  أو أكثر يزيد من مخاطر الإصابة بأورام في الأذن والعصب السمعي بأربع مرات.
كما بينت أن تأثير الاستخدام الطويل للموبايل يكون بشكل أساس على شكل اختلالات عصبية، وتتسبب بآلام في الرأس، ضعف في التركيز، فقدان في الذاكرة واضطرابات في النوم. كما أنه قد يسبب الصرع.والأطفال هم أكثر عرضة لهذه الإصابات؛ لأن جهازهم المناعي لا يزال في طور التشكل بعد، كما أن عظامهم
رقيقة وبخاصة عظم الجمجمة، وبذلك فهم أقل مناعة لهذه الإشعاعات من البالغين.
فبين رغبة الأطفال والمراهقين في منافسة أقرانهم، والحصول على أحدث الأجهزة الإلكترونية، والتي تدفعهم إلى عوالم مفتوحة من المحتويات، بعيداً عن رقابة
الأهل، وصولاً إلى مسؤوليات الوالدين المادية والتربوية، يغيب عن الابناء هذه المخاطر الصحية التي تؤثر على الصحة،على الجانب الآخر، وبشكل قد يبدو مفاجئاً، يمكن للاستخدام السليم للهاتف المحمول أن يسهم في حماية الطفل والحفاظ على سلامته، حيث يمكنه -متسلحاً بهاتفه المحمول- الاتصال بالمنزل، أو بخدمات الطوارئ، في حال وقع في مشكلة أو في موقف يعرّض حياته للخطر.
فقدان القدرة على الكتابة
عبير-أم وربة منزل- تقول: «حين كان ابنها الأكبر مستعداً لتحمل مسؤولية هاتف محمول وهو في سن العاشرة، حيث يهتم بشحن هاتفه، ولا ينسى أخذه معه عند الخروج من المنزل، إلا أن أخاه الأصغر، والذي يبلغ العاشرة الآن، لا يزال يواجه صعوبات في تذكّر أين وضع هاتفه، وكثيراً ما يخرج للعب مع أصدقائه، وينساه في المنزل. برغم ذلك -حسبما تقول عبير- فإن اهتمام ابنها الأكبر ينصبّ على اللعب؛ حيث يقضي أغلب وقته على جهاز الآيباد، بينما يهتم الابن الأصغر بالتواصل مع الأصدقاء، ومشاركة أحداث يومه واهتماماته مع العائلة؛ عبر برامج التواصل». وتضيف عبير :» لكن  بالرغم ان الموبايل مهم لزيادة التواصل مع اصدقاء طفلي وبناء شخصيته، في المقابل هنالك اضرار سلبية لا استطيع تجاهلها فأنا اجد طفلي احيانا في منتصف الليل يلعب في الالعاب التي توجد على الموبايل ويرفض ان يتركه وتبدأ الخلافات بيننا، وفي الصباح من السهر لا يستطيع الاستيقاظ للمدرسة والتركيز في دروسه، وايضا طفلي لم يعد يكتب بسلاسة باستخدام القلم، بل اصبح يعتمد على الكتابة باستخدام الكيبورد، لهذا قررت ان امنحه الموبايل ايام الاجازة يوما واحدا فقط هو الجمعة ولساعات محددة».

مشهد عادي
لقد أصبح مشهداً عادياً جداً أن ترى الأطفال في باصات المدارس يتحدثون بهواتفهم النقالة أو يتبادلون الصور أو ما شابه. وطبعاً، فإن المسؤول عن هذه الظاهرة هم أهالي الأطفال بالدرجة الأولى، وثانياً هي المدرسة. تتساءل منى حسن وهي ام لاربعة اطفال :» أوجه السؤال إلى كل أم وأب: إذا عرفت أن جهاز الموبايل الذي يحمله طفلك يؤثر على نموه وعلى خلايا جسمه، هل ترغب بأن يستمر ابنك باستخدامه؟ لقد كنا اطفالا ولم يكن في زماننا اجهزة تكنولوجية ولم يكن ينقصنا شيء، انني مع ان يعرف الطفل كل خاصية من خاصيات الموبايل وكيفية استخدامه ولكنني لست مع ان يملك الطفل موبايلا خاصا به، فهو يؤثر على صحته من حيث لا يعلم، ويضيع الكثير من الوقت فيه ويشغله عن دراسته وواجباته اليومية».

امراض الجهاز العصبي
وتضيف الطبيبة هبة حواشين: «الاستخدام المفرط لهذا الجهاز من قبل الأطفال قد يؤدي إلى تدمير تلك الخلايا، علماً أن بحثاً علمياً قام به علماء في موسكو أثبت أن استخدام الأطفال للهاتف المحمول يضعف وظائف العقل لديهم لمدة ساعة تقريباً بعد استعماله، ما ينعكس أيضاً على الوظائف الحيوية للجسم.وجاء في توصيات المؤتمر الدولي الأول في لندن، الذي تم انعقاده لمناقشة الآثار الضارة على الصحة من استخدام الهواتف المحمولة، أنه يتوجب إبعاد الهاتف المحمول عن جسم الإنسان مسافة لا تقل عن 5 سنتيمترات عن الرأس. وأوضحت أن من يرتدي نظّارة طبية يحيطها إطار من المعدن قد تعمل كمستقبل هوائي لموجات الهاتف ، ما يجذب مجالات مغناطيسية قد تسبب أخطاراً مباشرة على النظر».

مشاكل
كثرة المشاكل التي سببها المحمول للأطفال جعلت المكتب الصحي التابع للحكومة البريطانية يشدد على ضرورة حظر استخدام المحمول للأطفال وقال المكتب في تقريره أن الأطفال اقل من 16 عاماً يكون جهازهم العصبي في مراحل تكوينه ونظرا لأن الأبحاث لم تنته في مجال الهاتف النقال والصحة فإن الأطفال اقل من 16 عاماً هم الأكثر عرضة لأمراض الجهاز العصبي وخلل وظائف المخ وذلك في حالة ثبوت الأضرار الناتجة عن استخدام النقال . ولذلك ينصح المكتب الصحي الآباء والأمهات بضرورة حظر استخدام المحمول على الأطفال الأقل من 16 عاماً إلا في حالات الضرورة القصوى على أن تكون المكالمة قصيرة جد «.

ضياع الوقت
وتقول الاخصائية النفسية مروة صلاح: «أن الاستجابة الدائمة لرغبات الصغير، وخصوصاً لناحية اقتناء الهاتف المحمول، تؤثر على تكوين شخصيته فتجعله أنانياً»، مضيفةً: «ان رغبة الطفل في تقليد رفاقه ليست سمة صحية».انه لا يقف اقتناء الطفل للهاتف المحمول عند هذا الحد بل يتبعه ضياع الوقت في محادثات لا طائل منها، علماً أنه من الأفضل الاستفادة من هذا الوقت بما يفيد عقله وينمي مواهبه». وتنصح بعدم إهداء الأهالي المحمول لأطفالهم وتأجيل اقتنائهم له إلى مرحلة ما بعد الثانوية.
وتوضح صلاح: «لا يخفى على الوالدين ما يمكن للأطفال رؤيته عبر تلقّي هواتفهم صوراً ورسائل ونكاتاً و»بلوتوث» Bluetooth قد تدفعهم إلى بعض الممارسات الخاطئة، وتراودهم أفكار تسبق سنّهم؛ ما يؤثر على تكوينهم الأخلاقي، اقتناء الطفل لهذا الجهاز ينمّي لديه نزعة التباهي والتفاخر، وقد يثير حقد زملائه وخصوصاً من لا يملك إمكانيات شراء مثل هذا الجهاز». وتلفت إلى «أن الهاتف المحمول في أيدي الأطفال يعدّ كارثةً أخلاقيةً واجتماعيةً، فضلاً عن أن حمل الصغير لتلك الأجهزة قد يعرّضه للسرقة أو لخطر قد لا تحمد عقباه!».

المصدر: صحيفة "الدستور" الاردنية