بقلم حمزة شباب*
مـا بـالُ الـصّـحـراء
تُـنـبـت الـيـأسَ فـي أحـشـاء الأمّـهـات . . .
تـزرعُـه فـي صُـخـورِ عُـمْـرهـنْ
و يـسْـتـفـيـق الـجـنـيـنُ
عـلـى تـوْأمَـة الـصّـراخ
يـبـكـي بـدمٍ بـاردٍ
كـإشـراقـة ثـوبِـكِ الأصْـفـر
كـلـوْن غِـيـرة الـسّـمـاء
يـصـيـر الأخـضـر فـي عـيـنـيـك
أغـنـيـةً
تـردِّدهـَــا الـحـيـاةْ . . .
مِـن عَـيـنـيّ يـرتـدُّ الـصّـدى
و يـلْـتـهِــبُ فـيـهـا الـجــراحُ
مُـذ حـلّـت خـسـائـرُ الأرواحِ
مـا عـادَ بـلـبـلٌ يـطـربُ الآهـات . . .
أتُـراهـا تـغـيّـرت ؟!
كـمـا يـتـغـيّـر الـجـلـد فـي الـشّـتـاء
أم تـطـهّــــرت لـتـنـشـد الـويْـلات . . .
مـن فــم ضـئـيــلٍ
يـلـتـقـمُـه الـحـوتُ
و يــزرعــهُ الـضّـــبّ فـي الـريـاحِ
يَـنْـطـوي فـي هِـضـابِ الـقَـدَر
أراغــبــةٌ أنـتِ عـن الألـوانِ
و راغــبــةٌ فـي الأصْــــوات . . .
فـالـسّـوادُ مِـن قـبـيـلـةٍ عـظـيـمـة
تـلـفّـها الـسّـوْسـنـةُ بـأصـواتِ الـنّـائِـحـات . . .
أغـيـثـي – يـا يـتـيـمـةُ – الـشّـفــقَ
فـقـد حـامَ عـلـى حـَقــلـِي
كـأسـورةٍ مِـن ذهَـب
سَـاعـة الـغـروبِ
يـتـعـلّـمُ مَـهـارة الـقـنْـصِ
لـيـمـزّق أفـكـار الـحَـائِـرات . . .
يـتـعـلّـم فـنَّ الأخــلاق
إذا هَـام عـلـى كـفّـي
فـكـفـي مـتـرامـيـةُ الأطـرافِ
مُـخـتـلـطـةُ الأرْجـاءِ
تُـرْسـل الإلْـهـامَ
لـنَـابـغٍ يُـبَـشِّـر بـالـنّـبـوءات . . .
يَـحْـتـســـي الـقـهْــوة
الـمُـراقـةَ فـي الـحَـوانـيـتِ
يـصْـحـو عـلـى قـرْع الـكـؤوس
مَـن تـجــرّع الـنـبـيـذَ
و يُـؤثـر عـلـى نـفـسـه
بَـريـقَ الـصّـلـــــوات . . .
لِـهـذا تَـعـطّـلـت الـحَـيـــاةُ
حِـيـن بـكـتِ الـحـمـامـة نَـدمَـــاً
و أصـبـحَ الـصّـبــرُ خـبـزاً لـلأمْــوات . . .
* شاعر أردني