2024-11-16 12:42 م

ماجد ابو شرار.. أبو الكوادر الثورية

2012-10-09
يصادف اليوم التاسع من تشرين ثاني الذكرى 31 لاستشهاد القائد ماجد أبو شرار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين سر مجلسها الثوري ومسؤول الإعلام المركزي الفلسطيني.

وبهذه المناسبة أصدرت مفوضية التعبئة والتنظيم  لحركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' نشرة خاصة افتتحتها برثاء للشاعر محمود درويش والتي قال فيها : 'تجمع أيها اللحم الفلسطيني في واحد تجمع واجمع الساعد. صباح الخير يا ماجد ، صباح الخير قم اقرأ سورة العائد ، وصبّ الفجر على عمر حرقناه لساعة نصر.. صباح الخير يا ماجد قم اشرب قهوتك و احمل جثتك إلى روما أخرى '. 

ابو الكوادر الثورية 

وقال البيان، كان الشيد ماجد ابو شرار أبو الكوادر الثورية وله هدف واضح، ويرتبط برؤية منظمة وإستراتيجية تنظيمية متطورة، لقد رسم خط سير الأهداف التي أراد بها أن تنهض وتطور حركة فتح .. وعمل مع الكوادر في مدرسة صنع الإرادة الفتحاوية فجهز الفدائيين الثوار الذين خاضوا معارك بيروت وأبدعوا حتى شهد العالم كله أن الفلسطيني لا يستسلم ولا يرتهن للقيود.

أبدع الشهيد ابو شرار في زرع الأفكار النضالية وكسب محبة الجميع وحدد المؤيدين والمقاومين لفكره وهزم فكرة الانشقاق في بداياتها وأعاد ببراعته رسم الاستنهاض والثورية الحركية في قالب رؤية مقنعة نشرت الثقة في كل من تعامل معه وفي كل عمل قام به

مـــولده

ولد ماجد في قرية دورا بمحافظة الخليل عام 1936، وعاش طفولته بين القمم الشماء التي تشتهر بها منطقة الخليل بما تمثله من صلابة وشموخ ، وبين عناقيد العنب وغابات التين والزيتون ، ترعرع ماجد وأنهى مرحلة الابتدائية في مدرسة قريته، وهو الأخ الأكبر لسبعة من الأبناء الذكور الذين رزق بهم والدهم الشيخ محمد عبد القادر أبو شرار ، ومعهم ثلاث عشرة أختا .

دراســـته

درس ماجد المرحلة الثانوية في غزة، وفيها تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية ثم التحق عام 1954 بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ومنها تخرج عام 1958م حيث التحق بأمه وإخوانه الذين كانوا قد عادوا -من أجل الحفاظ على أملاكهم- إلى قرية دورا بينما بقي الوالد مع زوجته الثانية وأنجالها في قطاع غزة .

تطور وعيـــه الوطني

 في الأردن عمل ماجد مدرسا في مدرسة 'عي' قضاء الكرك ثم أصبح مديرا لها ثم سافر إلى الدمام ليعمل محررا في صحيفة يومية هي 'الأيام' سنة 1959م. وكان ماجد في غاية السعادة حين وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكاره السياسية والوطنية، وفي أواخر عام 1962 التحق بحركة 'فتح' حيث كان التنظيم يشق طريقه بين شباب فلسطين العاملين في تلك المنطقة التي عرفت رموزا نضالية متميزة بين قيادتها أمثال المهندسين الشهيدين عبد الفتاح حمود وكمال عدوان والأخوة أحمد قريع وسليمان أبو كرش والشهيد صبحي أبو كرش ومحمد على الأعرج وغيرهم

 تفرغه في الإعـــلام

 في صيف 1968 تفرغ ماجد أبوشرار للعمل في صفوف 'فتح' بعمان في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه مفوض الإعلام آنذاك المهندس كمال عدوان، وأصبح ماجد رئيسا لتحرير صحيفة 'فتح' اليومية، ثم مديرا لمركز الإعلام ، وبعد استشهاد كمال عدوان أصبح مسؤولا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد ، كما اختاره إخوانه أمينا لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث للحركة .

ماجـــد والتوجيه السياسي

كان ماجد من أبرز من استلموا موقع المفوض السياسي العام إذ شغل هذا الموقع في الفترة ما بين 1973-1978 ، وساهم في دعم تأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1969 عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي ، كما ساهم في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي عام

. ماجـــد رجل المواقف

 مثل ماجد قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية ، وعرف عنه كفاءة في التنظيم وقدرة فائقة على العطاء والإخلاص في الانتماء ، وقد اختير عام 1980 ليكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة (فتح) ، وكانت لماجد مواقف حازمة في وجه الأفكار الانشقاقية، وكان سببا رئيسيا في فتح الكثير من الأبواب المغلقة في الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة .

ماجـــد المفكر والكاتب

 ماجد كفاءة إعلامية نادرة، كما هو قاص وأديب، ولقد صدرت له مجموعة قصصية باسم 'الخبز المر' كان قد نشرها تباعا في مطلع الستينيات في مجلة 'الأفق' المقدسية ، ثم لم يعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل الكتابة في هذا المجال.

 وكان ماجد ساخرا في كتاباته السياسية في زاويته 'جدا' بصحيفة 'فتح' حيث اشتهر بمقالاته : صحفي أمين جدا ..و..واحد غزاوي جدا و...شخصية وقحة جدا..و.. واحد منحرف جدا.

استشـــهاده

 لم تستطع إسرائيل أن تحتمل أفكار ماجد التي يجود بها قلمه كما لم تحتمل من قبل كتابات غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان . فدبر له عملاء الموساد شراكا قاتلة في صبيحة يوم 9/10/1981 حيث انفجرت تحت سريره قنبلة في أحد فنادق روما أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فصعدت روحه إلى بارئها، ونقل جثمانه إلى بيروت ليدفن في مقابر الشهداء، وهكذا انتهت رحلة الجوال الذي انطلق من 'دورا' إلى غزة إلى مصر الكنانة إلى السعودية إلى الأردن، إلى دمشق وبيروت ، ومنها عبر الآفاق إلى معظم عواصم العالم من هافانا في أقصى الغرب إلى بكين في أقصى الشرق.