2024-11-25 06:49 م

إتفاق الإطار .. وصفة أمريكية لادارة الصراع 15 عاما قادمة

2014-01-05
القدس/المنــار/ تنشر (المنــار) ما يمكن وصفه بتقرير اسرائيلي عن تحركات وجولات وزير الخارجية الامريكي جون كيري لدفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، هذا التقرير نقلته مصادر عن دوائر اسرائيلية وصفت بالمطلعة.
"تقول المصادر الاسرائيلية رفيعة المستوى أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري حصل على موافقة مبدئية من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني حول اتفاق الاطار الذي تنشغل الولايات المتحدة في هذه الأيام بوضع اللمسات الأخيرة عليه. و أن الرد الذي قدمه نتنياهو للوزير الامريكي تضمن بعض التحفظات، وبكلمات اخرى "نعم، ولكن". كما أن الرد الفلسطيني لم يكن بعيدا بالشكل والمضمون عن الرد الاسرائيلي، ولكن بالتأكيد كل طرف حسب رؤيته ومصلحته، وأن الجانب الفلسطيني لديه هو الاخر مجموعة من التحفظات على اتفاق الاطار الذي يحمله كيري."
وكشفت المصادر عن أن زيارات كيري ستتكثف خلال الاسابيع القادمة ، وعندها فقط سيتضح الشكل النهائي لا تفاق الاطار الذي يرغب كيري في دفع الجانبين اليه، لكن بعض المعلومات تشير الى أن اتفاق الاطار هو وصفة امريكية لادارة الصراع لـ 15 عاما قادمة، وأن النتيجة الامريكية التي تم التوصل اليها ، هي أن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي غير جاهزين للتوصل الى اتفاق دائم في المرحلة الراهنة، وهذا الاتفاق يتضمن الاشارة الى أن اسرائيل على استعداد للتفاوض مع الفلسطينيين للتوصل الى اتفاق على اساس حدود 1967 وأن يكون الجانب الفلسطيني على استعداد للاعتراف بيهودية اسرائيل بالمقابل سيتم تمديد مدة المفاوضات الراهنة لمدة عام على امل التوصل الى اتفاق في نهاية هذه المدة.
لكن هناك مصادر اخرى تتحدث عن أن كيري يرغب في الاعلان عن اتفاق الاطار بين اسرائيل والفلسطينيين قبل انقضاء مدة التسعة شهور التي خصصت لادارة المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني للتوصل الى اتفاق سلام. وتقول المصادر أن الطاقم الامريكي لدعم المفاوضات برئاسة انديك نجح خلال الأيام الأخيرة في تقليص الفجوة الموجودة بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني فيما يتعلق باتفاق الاطار الامريكي، لكن هناك ضرورة لمواصلة الاتصالات مع الطرفين حتى تصبح الأمور ناضجة لاعلان أمريكي عن اتفاق اطار اسرائيلي فلسطيني. 
وتؤكد هذه المصادر أن المقترح الامريكي لاتفاق الاطار لن يكون بالامكان رفضه من أي من الجانبين الاسرائيلي أو الفلسطيني وأن واشنطن تخطط لطرحه في أجواء احتفالية ومن غير المستبعد أن يتم دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الى الولايات المتحدة ليكون الاعلان برعاية رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما. كما تشير تلك المصادر الى أن تنياهو ومستشاريه انشغلوا خلال الايام العشرة الاخيرة  في مراجعة المقترح الأمريكي وأن العديد من الجلسات عقدت للتشاور بعضها استمر لساعات طويلة. ويتمنى نتنياهو أن لا يأخذ كيري بالتحفظات الفلسطينية وأن يتسبب ذلك في اعلان فلسطيني برفض مقترح كيري مما قد يساعد على ابعاد هذا الشبح الذي يخشاه نتنياهو ـ وهو تحميل اسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات ـ الى الساحة الفلسطينية، خاصة وأن رئيس الوزراء الاسرائيلي يواجه مشكلة حقيقية داخل الجناح اليميني في حزبه وفي اوساط شركائه من اليمين في الائتلاف، لذلك يتمنى أن يسقط مشروع كيري لاتفاق الاطار من خلال عدم الاخذ امريكيا بتحفظات الفلسطينيين على الاتفاق.
ويرى نتنياهو أن الهجمات الاخيرة التي قام بها فلسطينيون ضد اهداف اسرائيلية وأبرزها محاولة تفجير الحافلة في ضواحي تل أبيب، جاءت في موعدها ومنحت اسرائيل القدرة على اطلاق التصريحات المشككة بالرغبة الفلسطينية في الوصول الى سلام.
ونتنياهو لا يرغب في خلق حالة من عدم الاستقرار داخل ائتلافه، فهو يفضل التشكيلة والتركيبة الحالية للائتلاف ويمكنه التعايش معها، فهو يجمع بين رافعي راية تحقيق السلام مع الفلسطينيين (ليفني، لبيد) وأيضا الذين يؤمنون بأن "ارض اسرائيل" هي ملك للشعب اليهودي ولا يوجد فرصة لتحقيق سلام بمقاييس اسرائيلية مع الفلسطينيين (ليبرمان وبينت)، وأنه الشخص "الحكيم" الذي يثق به الشعب، ويحاول أن يقود "القيببلة" الى بر الامان في ظل هذه الاجواء الملبدة بالغيوم اقليميا وحسابات الدول العظمى. كما أن نتنياهو بات المدافع عن الطبقة المتوسطة والشرائح الفقيرة في مواجهة ما يقوم به "الجزار الاقتصادي" في وزارة المالية "يائير لبيد".