الرئيس الأمريكي من جانبه ليس لديه ما يخسره، فهو في ولايته الثانية، ولا يحق له الترشح لولاية ثالثة، وبالتالي، وردا على مواقف نتنياهو من ادارته، فهو "سيعاقب" رئيس الوزراء الاسرائيلي عبر الملف الفلسطيني، وهذا ما تخشاه قيادات عديدة في اسرائيل، وهي لا تستبعد أن يوعز أوباما الى أطراف دولية بممارسة ضغوط على تل أبيب بسبب ملف الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ولهذا السبب هناك توجهات لدى نتنياهو وتحركات من جانبه وبعض المتحالفين معه لاجراء تعديلات في الائتلاف، وبصورة أوضح السعي لادخال حزب العمل الى الحكومة وكذلك حركة شاس واستبعاد البيت اليهودي، وبذلك يكون قد رد على اوباما بخطوات تجميلية توصف بعدها حكومته بأنها تميل أكثر نحو الوسط، وبأنها راغبة في السلام، فيتفادى بذلك أية ضغوط في هذا الميدان، لينتقل الضغط على القيادة الفلسطينية، واجبارها على القبول باتفاقيات مؤقتة.
رئيس وزراء اسرائيل، الذي يصر على مواصلة مشاغباته ضد مواقف الادارة الأمريكية، يلعب بملف الصراع من خلال تعديل ائتلافه ليبقي على مناوراته ومماطلته اتجاه عملية السلام، وحزب العمل وحركة شاس طرفان جاهزان للعب الدور معه، وبهذا يطل نتنياهو مبعدا ضغوط المجتمع الدولي عليه، ومتطلعا لخوض الانتخابات لولاية جديدة، بعدها، يفتح أبواب الصراع على رئاسة الليكود بين افيغدور ليبرمان وبوجي يعلون وزير الدفاع.