وتختلف الأخطار التي يستعد لها الجيش الاسرائيلي من قيادة الى اخرى، فقيادة المنطقة الجنوبية أنهت في الايام الاخيرة تدريبات واسعة أجرتها في مدينة عسقلان للتدرب على امكانية اندلاع مواجهة مع قطاع غزة، وكانت المشاركة في هذه التدريبات والمناورات واسعة، وتضمنت التنسيق مع المجالس المحلية في المنطقة الجنوبية، والتنسيق بين الوحدات العسكرية في الأذرع المختلفة، وشاركت في المناورات وحدات عسكرية مرشحة لخوض أية مواجهة محتملة قد تندلع مع غزة.
أما قيادة المنطقة الوسطى فلديها العديد من التحديات الخاصة بالمناطق ىالفلسطينية، وأهمية مراقبة مستوى العنف، ومقياس العمليات ضد أهداف اسرائيلية، وأيضا هناك تحد آخر يتعلق بالمنطقة التي تشرف عليها قيادة المنطقة الوسطى، وهي الخاصة بالحدود مع الأردن في منطقة الأغوار، وتفيد التقارير أن ما تخشاه القيادة الوسطى من سيناريوهات مرشحة للوقوع، هو ما تمت على أساسه التدريبات والمناورات التي جرت مؤخرا على معبر جسر "اللنبي"، فبالاضافة الى السيناريوهات المتعلقة بامكانية تسلل مسلحين الى داخل المستوطنات في الضفة والأغوار ومواجهة امكانية تعرض جنود ومدنيين للاختطاف، قامت القوات الاسرائيلية بالتدرب على سيناريو تفجير شاحنة مفخخة على جسر اللنبي، وهذا السيناريو الذي تدربت عليه وحدات من الجيش الاسرائيلي هو انعكاس لما يدور في المنطقة من أعمال عنف وارهاب، وتعاظم قوة الجهات الارهابية "الجهاد العالمي"، والخوف من أن تتجه رغبة هذه الجهات الى العمل ضد أهداف اسرائيلية رغم الخيوط الممتدة بينها وبين تل أبيب، وتكشف التقارير عن أن الجهات الاستخبارية في اسرائيل بدأت تلاحظ ذلك، من خلال المعلومات المتدفقة في هذا الاتجاه، وتخشى اسرائيل من أن يتكرر السيناريو الذي حدث على الحدود الجنوبية، عندما اقتحمت مدرعتان مفخختان معبر كرم أبو سالم، وهي عملية قامت بها الجماعات المتطرفة التي تتخذ من سيناء مقرا لها، وبالتالي، هناك تخوف من حدوث عمليات مماثلة على المعابر الحدودية بين اسرائيل والأردن.
ويدور الحديث هنا، عن سيناريو يتعلق بقيام عناصر متطرفة بالتوجه عبر شاحنة مفخخة أو مركبات عسكرية اردنية يتم السيطرة عليها وتوجيهها الى المعبر لتنفيذ عملية ضد أهداف اسرائيلية، وجاء في التقارير الاسرائيلية، أن اسرائيل تخشى أيضا أن تقوم خلايا مسلحة وعبر الاراضي الاردنية بالتسلل واقتحام مستوطنات في منطقة الأغوار وتنفيذ عمليات احتجاز للرهائن وهو ما دفع قوات الجيش الى القيام بمناورات وقائية للحيلولة دون وقوع مثل هذه العمليات، اضافة الى تكثيف التواجد العسكري في المناطق الحدودية، ورفع حالة التأهب بصورة غير معلنة.
أما الوضع في قيادة المنطقة الشمالية، فتقول التقارير بأنه لا يختلف كثيرا عن حالة الاستعدادات والتأهب القائمة على الجبهتين الجنوبية والشرقية، فالمناورات التي تجريها الوحدات المختلفة في الجيش الاسرائيلي في المناطق الشمالية مستمرة ومتواصلة منذ أكثر من عامين، أي منذ اندلاع الأزمة السورية، ومن بين هذه المناورات تلك التي جرت في الاسبوعين الاخيرين على الحدود مع لبنان، حيث تدرب الجنود على سيناريو يتعلق بتسلل خلية مسلحة الى داخل اسرائيل والقيام باختطاف جنود أو مدنيين، وتركزت المناورات والتدريبات على رفع الاستعدادية والجهوزية والقدرة على الرد والتدخل السريع في أقل وقت ممكن، منذ وقوع مثل هذه العمليات، وذكرت التقارير أن التدريبات جرت في مناطق صعبة جغرافيا، وشملت التدرب على ملاحقة أفراد الخلية "المتسللة" الى داخل أراضي الدولة المعادية، واشتركت في هذه المناورات العديد من الوحدات العسكرية، ومنها المدرعات والمدفعية وسلاح الهندسة والوحدات المختارة، كذلك، شملت التدريبات على طرق السيطرة على الاماكن التي يمكن أن تتحصن فيها مجموعات مسلحة بعد تسللها ووصولها الى العمق الاسرائيلي.