يثير الضمور غير العادي لنشاط الشمس، التي تمر في أدنى مستويات نشاطها منذ اكثر من قرن، فضول العلماء الذين يتساءلون عن طول مدة هذه الظاهرة.
ويقول دوغ بيسيكر عالم الفيزياء في الوكالة الاميركية للمحيطات والغلاف الجوي: «هذه الدورة التي ينبغي ان تبلغ ذروتها قريبا، تثير اهتمام العلماء.. انها الفترة الاقل نشاطا في تاريخ الرصد الفضائي الذي بدأ قبل خمسين عاما»، موضحا ان النشاط الشمسي يمر بدورات تستغرق الواحدة منها احد عشر عاما في المتوسط.
وتعتبر البقع الشمسية مؤشرات هامة على حدة النشاط الشمسي، لان النشاط الكهرومغناطيسي القوي المرافق لها يؤثر بشكل كبير على الاشعاعات فوق البنفسجية والاشعة السينية والعواصف الشمسية.
ومن شأن العواصف الشمسية ان تسبب اضطرابات في الاتصالات وفي شبكات التيار الكهربائي على الارض.
وقد لاحظ العلماء ان عدد البقع الشمسية المرصودة منذ بداية الدورة الشمسية الحالية في كانون الاول 2008، ضعيف جدا مقارنة بما كان عليه في الاعوام المئتين والخمسين الماضية، وبنسبة أقل من النصف.
ويقول بيسيكر ان «ذروة النشاط الشمسي المتوقع ان تستمر حتى نهاية العام الجاري تتزامن مع تشكل 90 بقعة يوميا، وفي العام 2012 بلغ عدد البقع 67».
ولم تمر الشمس في دورة أضعف من الدورة الحالية، بحسب بيانات علماء الفلك المعاصرين، سوى في مطلع القرن العشرين، اذ سجل في 14 شباط 1906 بلوغ الشمس ذروة نشاط دورتها آنذاك مع عدد بقع لم يتجاوز 64 في الحد الاقصى. ويقول اندريس مونوز جاراميلو عالم الفيزياء في جامعة مونتانا «كل الناس فوجئوا بمرحلة النشاط الأدنى من الدورة الحالية والذي استمر ثلاث سنوات اضافية، اي ثلاث مرات اكثر من الدورات السابقة منذ بداية الرصد الفضائي». واضافة الى الضمور في النشاط الشمسي، تشهد الشمس تغيرات في اتجاه حقلها المغناطيسي.
فالقطبان، الشمالي والجنوبي، ينعكسان مرة كل احد عشر عاما، أي مع كل دورة شمسية.
ويقول العلماء انه خلال هذه الظاهرة، تنخفض جاذبية قطبيها لتصبح على حافة الصفر، ثم يظهر القطبان مجددا ولكن في الاتجاه المعاكس.
لكن خلال الدورة الحالية، عكس القطب الشمالي جاذبيته قبل اشهر، الا ان القطب الجنوبي ما زال على جاذبيته ولم يغيرها.