ومن أجواء الرواية:
"ونجحت مرةً أخرى عندما وصلت إلى مكان المتظاهرين، ورغم سيري لساعات طويلة من أجل الوصول إلى هنا، إلا أنني سعيد، ليست سعادة واحدة كما يعتقد البعض، لكنها سعادات عدة.. نعم مجموعة متكاملة متشابكة من السعادة، كحزمة البرسيم، أهمها من وجهة نظري الوقوف بجوار هؤلاء العرايا، والوقوف والمشاركة في ثورتهم التي أطلقوا عليها عدة مسميات منها: ثورة العرايا، ثورة الجياع، ثورة الموتى، ثورة الممصوصين، ثورة المطلقين والمطلقات، ثورة التصحيح، ثورة تتبعها ثورات، وغيرها من المسميات، للمطالبة بحقوقهم الضائعة.. وجدتني فخورًا بنفسي لأني أول حمار يعتصم، وأول حمار يطالب بحقه، وحقوق.. نعم حقوق أمثالي الضائعة المنهوبة نحن معشر الحمير."
"بذكائي المعهود رحت أقرأ سطور وجوه المتظاهرين الممصوصة كعود القصب بعد عصره، وجوه تآكلت تمامًا، وجوه رسم عليها الحزنُ أقبحَ لوحاته السريالية والتكعيبية والتجريدية."