2024-11-26 05:39 م

ماذا بعد تبرئة ليبرمان الطامح في رئاسة الحكومة عبر صفوف حزب الليكود؟!

2013-11-10
القدس/المنــار/ كتب محرر الشؤون الاسرائيلية/ ماذا بعد تبرئة أفيغدور ليبرمان من التهم الموجهة اليه، وعودته لتولي حقيبة الخارجية في الائتلاف الذي يقوده بنيامين نتنياهو؟!
حسابات حزبية كثيرة كانت تنتظر قرار المحكمة بشأن ليبرمان، والعديد من الخطوات سيتخذها الجناح اليميني في الحلبة الحزبية الاسرائيلية في الايام القادمة، وسنشهد تغيرات وتبدلات تترتب عليها نتائج هامة، فزعيم حزب "اسرائيل بيتنا" المندمج مع حزب الليكود يعود الى وزارة الخارجية من مركز قوة، وهو يحمل شهادة براءة من المؤسسة القضائية، وليبرمان الطموح سيبدأ "جهاده" نحو تحقيق الهدف الذي يتمناه، وهو الوصول الى كرسي رئاسة الحكومة عبر حزب الليكود، خاصة وأنه فقد ما كان يتمتع به من جاذبية في أوساط الشريحة التي ينتمي اليها من المهاجرين الروسي، فهناك حالة من الاندماج ورفض للتقوقع في الجيل الشاب لهؤلاء المهاجرين، وبمعنى أدق وأوضح أن حزبا يبنى ويؤسس من أجل أخذ الدعم من اليهود الروسي في اسرائيل لن يحقق الكثير من المقاعد التي يتمناها في الكنيست، وهذا ما أدركه ليبرمان على امتداد السنوات الأخيرة، وفي عدة محطات التحام خاضها، كان آخرها مهركة بلدية القدس، ويعتقد ليبرمان أن الافضل بالنسبة له هو أن يسعى للوصول الى رأس الهرم التنفيذي في اسرائيل المتمثل في رئاسة الحكومة ومن داخل صفوف الليكود رافعا راية المواقف اليمينية المتطرفة المعروفة عنه، التي من الممكن أن تجمع من حول عددا كبيرا ممن يشابهونه في الموقف.

المهمة الصعبة

لكن، مهمة ليبرمان في داخل الليكود لن تكون سهلة، فهناك العديد من الشخصيات الليكودية التي ترى نفسها بأنها مرشحة لوراثة نتنياهو، وترى أن ليبرمان شخص دخيل لا يحق له أن يصعد السلم سريعا وصولا الى رئاسة الحزب، كما أن بعض الشخصيات الليكودية من اصحاب المناصب الوزارية تعتبر أوفر حظا وفرصة من ليبرمان لوراثة نتنياهو وبشكل خاص موشيه يعلون الذي يتعامل بذكاء داخل الحزب ويحافظ على علاقات جيدة مع الجميع ويتقدم بثبات وحذر محاولا عدم الوقوع في أخطاء قاتلة تهدد مستقبله السياسي وتفقده الاسهم التي استطاع امتلاكها وما زال يحصدها منذ توليه مناصبه الوزارية في الحكومات الاسرائيلية وتحديدا منذ تولي منصب وزير الدفاع في الائتلاف الحالي.

لا يشكل خطرا على نتنياهو

أما بالنسبة لنتنياهو فان ليبرمان لا يشكل خطرا حقيقيا على مكانة "بيبي" داخل الحزب أي أن ليبرمان لن يستطيع تهديد نتنياهو، لكنه سيعمل على طرح مواقف قد تكون متضاربة مع مواقف نتنياهو وذلك في اطار طموحه ورغبته في احتلال رئاسة الليكود ليواصل طريقه الى كرسي رئاسة الحكومة.
وعودة ليبرمان لا تقتصر تأثيراتها على الساحة الداخلية والحزبية ، بل سيكون لها تأثيرات على سياسة اسرائيل الخارجية، فليبرمان الذي تقلد منصب رئيس الدبلوماسية الاسرائيلية في حكومة نتنياهو السابقة خرج بالعديد من المواقف السياسية وقام بخطوات مثيرة للجدل في اطار عمله وترؤسه للمؤسسة الدبلوماسية، وهذا انعكس بصورة سيئة على مكانة اسرائيل وجعلها تواجه ازمات عدة ومع دول في المنطقة والساحة الدولية.

علاقات لها تأثيرها

ويرتبط ليبرمان بعلاقات جيدة مع جهات اسرائيلية داخلية لها وزنها وتأثيرها وبشكل خاص في أوساط المتزمتين، كما تربطه علاقات جيدة مع زعيم حركة شاس ارييه درعي، ومع عودة ليبرمان الى الحكومة هناك نزاع من نوع جديد، وهذه المرة على رئاسة لجنة الخارجية والامن في الكنيست، فزعيم "هناك مستقبل" يئير لبيد يدفع باتجاه أن يتولى أحد أعضاء حزبه في الكنيست "عوفر شيلح" رئاسة هذه اللجنة. غير أن دوائر حزبيه تفيد بأن ليبرمان يفضل أن يتولى آرييه درعي منصب رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست.